يقول الأستاذ عبدالعزيز الذكير ثمة قول غربي تقول ترجمته ما معناه انه لا شيء يدمر الحقيقة أكثر من تمطيطها,, ويعني هذا - كما أفهمه- والكلام ما زال للسيد الذكير، ان المد والاطالة في وصف وضع قائم، أو حقيقة يعرفها الناس سوف تعطي المردود العكسي,, والملل من تردادها قد يقود الى النفور .
ويعطي السيد الذكير مثالا على ذلك بقوله: فلو قام وزير البلديات على سبيل المثال بإرسال خطاب شكر الى رئيس بلدية أو مدير مجمع قروي فعلينا ان نعتبر هذا الخطاب عناية من الوزير وعونا للموظف الذي أُرسل اليه, لا أن نعمد حال وروده الى ارساله بالارسال الصوري الفاكس الى الصحافة المحلية لنشره مع صورة الوزير على اليمين وصورة المرسل اليه الى اليسار .
ويواصل السيد الذكير متسائلا:
وما دام الأمر يتعلق بعمل وأداء عمل وواجب، وأداء واجب، ومهمة يتقاضى عنها الانسان راتبا أو مكافأة، فإن خطاب الشكر له مساحة تقديرية,, وليست مساحة دعائية للموظف، وكأنه يقول للناس: هأنذا أعمل,,!!
وأصحاب الشأن الكبير يقدرونني,, ف,,افطنوالي .
ثم يختم الأستاذ الذكير كلامه بفاصلة رمادية يقول فيها الحقيقة تكون أصلب معنويا,, لو تُركت دون تمطيط,,!! وكثرة الشكوك في الأداء لا تقضى عليها صور وأخبار انتهى بتاريخ 8/1/1420ه.
***
نافذة الرأي التي يطرحها السيد الذكير تحمل دلالات ذهنية جديرة بالرعايةوالالتفات,, ان خطاب النقد بمعناه الكلي يُدخل مثل هذه التصرفات التي كانت مهملة، ولكنها اكتسبت احترامها وشرعيتها من مداومة فعلها!!.
- لماذا هذا التفاني في الظهور,,؟! يدرس من جانبه الاجتماعي,.
- لماذا الشكر طالما ان العامل يتقاضى أجرا على مهنته، والعمل تكليف لا تشريف,, يُدرس هذا في حقله المهني!!.
- لماذا لا نعيد صياغة حياتنا، وفق نظرة معاصرة للأشياء، تاركين وراء ظهورنا، الشكر، والتقدير، والانتشار الوهمي، والدجل، والعمل السرابي، والفعل اللافعلي، فالفرق ليس كبيرا بين الشلل والموت,.
إن نقاد الأدب، وزبانيته، ومتعاطيه، حريٌّ بهم ان ينصرفوا الى معالجة مثل هذه الخطابات التي ليس وراءها إلا الروتين والنمطية,, فمثل هذه الثنائيات المتبادلة بين جهة وأخرى تدخل في لب العمل الأدبي، في مساريه الاجتماعي والنفسي.
ان الخطابات الكثيرة من مثل/ لا مانع من خروج المذكور,,!!ويسمح للمذكور بالحضور,, ولا مانع حسب التعليمات,, ومع التحية للادارة حسب النظام، ومع التحية للاخوان في الأرشيف للنظر والتفاهم,, الخ.
ان مثل هذه التوجيهات، تحل محل ديوان العرب، وقد عرفت مثل هذه الشروحات في التراث العربي بفن التوقيعات وقد اشتهر بهذا الفن العصر العباسي وليت النقاد يدرسون مثل هذه المخاطبات,, وشكرا للذكير لأنه حرّك الماء، وكشف الغطاء!.
|