ذرف كتابة,,! مها الجهني |
السكون,, يذبح الأصوات الهاربة عبر ثقوب الزمن,, بينما يتساقط هو كورقة ذابلة في قمة نموها وعطائها,, يقترب منه هذا الشبح,, يغسل عروقه,, يتهالك فوق دروبه.
عُد,, عد يا حبيبي,, ولاتمش في هذا الدرب,, ابحث عن طريق آخر أكثر أمنا,, اتركني احتضن بقاياك, اقرأ عليك ما أحفظ من آيات وسور لعل كلمات الله تخترق جسدك وتحميك من درب يمشيه الشيطان!,.
يشتعل كسيجارة تمسك بها يد صبيةٍ عابثة,, الشمس تخرج - كعادتها - متباهية بقدرتها على الاحراق,, وجسد ملظى بنار السرطان ينام وحيدا دون يديّ,, دون صدري ,, دون جسد امتلأ حبا وعطاء ليكون له,.
آه,, كم هو مرعب هذا الخوف الذي يتملكني عند كل انعطافة,, وعند كل رصيف أقف عليه بانتظار القادم,,!
كم هو مقيت هذا البيت الذي يصدعني بجدرانه العالية، وستائره المدلاة عند كل نافذة!.
ما هذه الكلمات التي انتظرتها طويلا، ولم تأت إلا بحزن أكبر من كل الأحزان؟!.
وتنام صغيرتي,, ضامة وسادة أبيها بوجهها الصغير الذي لم يتجاوز عامه الأول بعد,, أتشمين يا ابنتي رائحة أبيك؟,, أتضمين روحه المغسولة في حجرتي؟!,, أتشعرين مثلي بالخوف والحب!!.
أيغسلك الوقت بألم الانتظار؟! أتحلمين مثلي بأن يعود الينا وينام معنا وأنتِ كالعادة بيننا,, تتلمسين قلبه وقلبي,, جسده الدافىء وجسدي,, أو تحبينه يا لجين القمر؟!.
***
ممراتٌ طويلة وحارسٌ يمنع طفلتي من العبور,.
يساورني الجفاف,, أشبه بأرض لا شمس لها,.
يا أيها الألم الكرى,.
ذكر انحسارك ثم أبصرت غابات الظما,.
يا أيها الدم,.
يا انعكاس أوطانٍ تئن,.
العدالة,.
الصباحات التي حلمنا ولم تكن,,!
يا أيها الفاجر فينا حدائق دون رائحة!!.
وبحور عكرها العراء,.
أنا التي اختط الطفل ساعديَّ
وزرع الغيم في عيوني قامة أظنها للوطن!!.
ربما كان انهماري أنتَ,, تقرع أبواب الليل ثم تعبر,.
دونما ريح تؤجج أو تضجّج قلبا أرهف السمع مليّا.
يا انكساري,.
عبثاً تقتفي جرحا ينزف في احتضانك,.
فلم يعد مني قليل يعبر الدرب,.
صفراء,, صفراء,, صفراء أنا!
تشمخ كغدران يمضّها الأسى في ارتدادك,.
يا كل الكلمات التي ردّدتها الطفولة,.
وحلّق بها الزمان,,!
أهكذا تنفضّين ولديّ متسعٌ فيكِ
وحيدة تلامسين العيون البهم
والسماء الشجر,.
والقوافي المطر,.
دون أناملي، دون مياه الروح تعبق على جسدك الشعر,.
|
|
|