* كتب - ناصر بن حمد
اذا كانت الأسواق الغنائية تشعر بالسعادة فإن نصفها مطربون!! هذه هي الحقيقة التي تكشفها الأشرطة التي تزدحم بها محلات التسجيلات في أسواق المملكة.
ففي كل يوم تعلن الساحة الفنية عن مولد ثلاثة الى أربعة فنانين ليصل المعدل في العام الواحد الى حوالي ألف مطرب جديد سنويا!!.
فماذا حدث للفن؟! لقد اصبحت الأبواب الموصدة سابقا مفتوحة على مصراعيها لمن هب ودب للدخول في هذا المجال فكل المطلوب هو مبلغ من المال كميزانية وكم قصيدة أو عصيدة فليس هناك فرق وبعدها يتم التسجيل في أفخم الاستديوهات من أجل تنعيم الأصوات وسحب الخشونة منها وأخيرا التصوير لأجل الغلاف بعد الدخول لغرفة المكياج لاخفاء الدمامل والبشرة الخشنة وبعدها يخرج لنا فنان جديد! هذا هو الحال الذي يجدي حاليا,, لذلك اصبحت محلات الكاسيت تمتلىء بالأشرطة من مطربي هذه النوعية الذين يجوز ان نطلق عليهم كل شيء بريالين !!
وهذا الازدحام في الساحة جعل هذه المحلات تصاب بالكساد من أشرطة هؤلاء الذين لا يجدون أحدا يقبل على اصداراتهم المفتقدة للكلمة أواللحن وحتى الأداء لذلك تجد أن معظم هؤلاء المطربين يتوقفون بعد البومهم الأول ويتيحون الفرصة لمجموعة جديدة تأتي بعدهم وهكذا,, لذلك ازدحمت ارفف الاستديوهات ولم تجد من يشتريها ويخرج من جيبه عشرة ريالات أو اثني عشر ريالا للتضحية بسماع هؤلاء النشاز في ساحة الفن,, ومن هنا انتهجت العديد من محلات التسجيلات البحث عن الحل لتصريف ما لديهم فابتكر احد هذه المحلات طريقة المزاد التي وضعها في مقدمة المحل وهي بيع كل خمسة كاسيتات منوعة من هؤلاء بسعر ثلاثين ريالا وأنت وحظك وهناك من وضع تسعيرة خاصة في الجانب الأخير من المحل بتعليق لوحة مكتوب عليها تنزيلات مغرية وهي بيع كل شريط من الأشرطة المتواجدة في ذلك الجانب بسعر خمسة ريالات للشريط وعندما تبحث بينهم عن اسم مطرب معروف لا تجد أحدا فكلهم من نوعية كل شيء بريالين , لذلك أرى واتمنى ان يكون هناك ضوابط للساحة الفنية وألا تسمح وزارة الاعلام بمنح الفسوحات لأي مطرب جديد إلا بعد الاستماع الى الكلمة واللحن والأداء ومدى مطابقتها للفن الصحيح وان يتم ذلك عبر لجنة مكونة من عدد من الموسيقيين السعوديين وشعراء الكلمة الكبار لتقييم كل البوم جديد,.
وبهذه الطريقة سنحد من موجة الفن الهابط المنتشر هذه الأيام وهذا ليس على الأشرطة الخاصة بمطربي المملكة بل جميع الأشرطة التي تصل من الخليج والعالم العربي والذي يصدر لنا شهريا مئات الاصدارات من الألبومات لفنانين من نوعية أنا ساكن بشقة,, وحبيبي في اوضة
فرحمة بالفن ورحمة باذن المستمع التي اصبحت لا تفرق الآن بين الغث والسمين من جراء هذه السلسلة المتواصلة من الألبومات التي لا يمكن ان نقول انها تحمل من الفن شيئا.
|