* المسرح في الاصل فعل وفرجة وتلاق فني حي بين الفنان المبدع والجمهور المتلقي,, والتاريخ العربي لم ينعدم من اشكال الفرجة,, ولم يجهل العرب فنون الالقاء والحكي والتقليد والتهريج,, كما ان لدى العرب في تاريخهم فن الاراجوز والحكواتي والراوي وخيال الظل,, هذا من ناحية الشكل,, اما من ناحية المضمون فنحن اغنى الاغنيات بالحكايات الشعبية والاساطير والملاحم والسير والمأثورات والحوادث التاريخية الفنية,, وفي منطقة الخليج العربي نملك ارثا ثقافياً وفنياً غنياً ومتميزاً داخل بنيته الاجتماعية الخاصة.
من هنا نشأت فكرة مهرجان المسرح الخليجي للفرق الاهلية حيث يهدف الى ايجاد صيغة فنية ثقافية مطروحة على المسرح تنبض بالحياة الاجتماعية الخليجية للتعبير عن همومنا الخاصة.
فغدا الاثنين موعد المتنفس السادس لمهرجان المسرح الخليجي,, وهذه المرة في مسقط.
المغني فرج
* بعد ان كان سيد الغناء والطرب في زمانه,, بات الآن يشعر بغربة لا يشبهها الا الموت,, شعور غريب يسيطر عليه بالايغني ولا يمسك آلة للطرب بعد اليوم,, بعثر كل الاشياء حوله واهملها متعمدا وهو الذي كان لا يرضى بأن يمس الغبار شيئا من ايقاعاته او طاراته الجميلة المزخرفة بالحناء والمزينة بالصدف، لم يعد احد يسأل عنه بعدما كان طارق الباب لا يهدأ يطلبونه في الاعراس والافراح ليغني لهم، كانوا يقولون له: لا نريد الا انت,, من عذوبة صوتك اياك فقط نستشعر الحب والغرام, شيئا فشيئا بدأ الناس ينسون فرج,, الآلات الحديثة والاغاني السريعة حلت مكان كل شيء، والصوت الجميل لم يعد مهما للغناء كما كان، شعر فرج بأن زمانه قد ولى بلا رجعة، لم يعد قادرا على الانسجام مع اي شيء حتى مع نفسه,, ينام ليصحو لينام مرة اخرى بين آلاته وادواته المبعثرة في غرفة اصبحت كأنها القبر رغم بقايا ملامح الفرج القديم والعز على جدرانها,, وهذا اليوم كغيره في حياة فرج لكنه سينتهي بشيء مثير ومختلف.
عبدالعزيز السماعيل