في مقالة الاسبوع الماضي تحدثنا بشكل عام عن السرعة الجنونية لتطور الحاسبات وبرامجها لدرجة اصبح من العسير على المتخصصين انفسهم ان يلموا بكل ما تطرحه الاسواق بشكل شبه يومي.
وفي هذا الاسبوع سنرى بعض ما يدور في عالم صيانة الحاسبات، فالوكلاء المعتمدون لماركات مشهورة يمارسون ما يمكننا تسميته الضحك على الذقون فهم يرفعون الاسعار في حدود تتراوح بين 15-25% بعذر أنهم يؤمنون للمستهلك ضماناً يتراوح بين سنة الى سنتين، والحقيقة هم لا يصونون اجهزتهم الا في حدود ضيقة جداً, فالدوائر الالكترونية التي تتكون منها تلك الاجهزة تستبدل في وقت لا يتجاوز دقائق، وفي كواليس غرف التجميع واستبدال البطاقات الالكترونية التي تسمى تجاوزاً ورش صيانة والتي لا يعرف الفنيون فيها اسماء معظم القطع التي يتعاملون بها، والوكالات لا تؤمن القطع الدقيقة المكونة للدوائر الالكترونية بل يلزمون المستهلك لشراء الدائرة كاملة بسعر قد يزيد عن ثلثي قيمة الجهاز المعطوب في بعض الحالات.
المعروف لدى المختصين في الالكترونيات ان اكثر الاعطال للدوائر الالكترونية تتسبب فيه زيادة التيار الكهربائي المار بها، فالصناع عادة يعمدون الى تأمين الاجهزة ب منصهرات تفصل التيار عن الدائرة عند زيادة التيار، ولكن كثيراً من الاجهزة الموجودة في أسواقنا لا تتوفر فيها هذه الخاصية وذلك لغياب المواصفات التي تحمي المستهلك، والمستفيد من ذلك هم الوكلاء الذين لا تغطي ضماناتهم سوء الاستخدام ومنها طبعاً التلف بواسطة زيادة التيار الكهربائي.
حتى الحاسبات تصيبها الفيروسات!
في يوم الاثنين الماضي 10 محرم الموافق 26 ابريل فوجىء كثيرون من مستخدمي الحاسب الآلي بكارثة حاسوبية تفاوتت نتائجها حسب نوع الاجهزة المصابة وكمية المعلومات المخزنة بها, وقد اوردت الصحف اخباراً من انحاء العالم تفيد بحدوث اضرار كبيرة في انظمة الحاسب لدى كثير من المستخدمين حول العالم, وكان المسبب لكل ذلك فيروس حاسوبي يسمى CIH وعرف باسم شرونوبيل لتزامنه مع الذكرى الثالثة عشرة لكارثة مفاعل شرونوبيل الاوكراني، هذا الفيروس العجيب والمخيف صممته امرأة روسية قبل عدة اشهر وبرمجته بحيث يلتصق بجميع البرامج التطبيقية المرتبطة بالنوافذ 95 او 98Windows 95/98 وكذلك برامج الاوفيس 97 .
ولهذا الفيروس قدرة عجيبة على التخفي والتنقل عبر الشبكات والاقراص بجميع انواعها بما فيها الاقراص التي تحتوي على برامج مكافحة الفيروسات, ذكر لي احد المواطنين ممن اصيبت اجهزتهم انه كان قد اكتشف وجود الفيروس منذ ما يقرب من الشهر من خلال احد البرامج وحاول كل مافي استطاعته للتخلص منه ولكنه بعد كل محاولة يجده قد عاد الى جهازه، واكتشف لاحقاً ان ذلك الفيروس قد التصق بأحد برامج مكافحة الفيروسات وكان كلما يستخدم ذلك القرص يتسبب في اصابة جهازه بالفيروس من حيث لا يعلم, الغريب في الامر اننا لم نسمع اية تعليق من المتخصصين لدينا والذين يفترض انهم على علم بما حدث، ويعرفون ان حجم الخسائر التي تسبب بها هذا الفيروس العجيب تقدر بملايين الريالات في بعض المؤسسات والشركات التي دمر الفيروس محتويات اجهزتها.
د, عبدالله بن عبدالرحمن آل وزرة