اكتب هذه الكلمات قبيل سفري النهائي من المدينة المنورة عائدة الى مدينتي الاسكندرية حيث عملت استاذة بقسم العلوم الاجتماعية بكلية التربية جامعة الملك عبدالعزيز لمدة عامين، واضطررت للعودة الى بلدي مصر لظروف عائلية طارئة.
وأجد انه من الواجب على قبل رحيلي ان اشير الى حقيقة عاينتها بنفسي خلال هذين العامين، فانا بحكم عملي منذ اكثر من عشر سنوات كأستاذة للتاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية بكلية الاداب بجامعة الاسكندرية قد دعيت الى عشرات المؤتمرات على مدى السنين الماضية في جامعات عربية واجنبية مختلفة كما عملت كاستاذة زائرة بجامعة مدريد باسبانيا منذ اربع سنوات واحمد الله واشكر فضله انه سبحانه وتعالى حباني بنعمة حب مهنتي وهي تدريس التاريخ فانا اجد سعادة لامثيل لها اثناء ادائي لعملي، ولكنني اشهد امام الله انني لم اشعر بمثل ماشعرت به من راحة نفسيةوسعادة معنوية لانظير لها اثناء تدريس مواد التاريخ المختلفة لتلميذاتي وبناتي الحبيبات بقسم العلوم الاجتماعية، هنا في المدينة المنورة بجامعة الملك عبدالعزيز، لقد امضيت عامين، استمتعت خلالهما بكل مشاعر الامومة الصادقة تجاه تلميذاتي وشعرت بصدق مشاعر البنوة الصادقة منهن ولمست فيهن المثالية الشديدة والشفافية والنورانية التي تشع من وجوههن الرقيقة، فضلاً عن رقة في الاحاسيس وسمو في المشاعر نادر لم اشهده لدى فتيات في مثل اعمارهن في هذا العصر المادي الصعب، فضلاً عن روح دؤوبة من الرغبة في التفوق وتحصيل العلم والاستزادة منه واجتهاد ورغبة اكيدة وصادقة في تاكيد الذات واذاكانت تلميذاتي قد ودعنني بالدموع الصادقة والدعوات الجميلة وفاء منهن وامتناناً فإنني اجد لزاماً على ان اتوجه بدوري اليهن بكل الشكر والعرفان والامتنان على كل ماقدمنه لي طيلة عامين من حب صادق ومودة خالصة.
لقد تعلمنا من التاريخ منذ نعومة اظفارنا اننا جميعاً كعرب مسلمين شعب واحد دمه دم واحد، ولكن بناتي وتلميذاتي بكلية التربية بالمدينة المنورة قد ترجمن ترجمة واقعية ملموسة دروس التاريخ بمشاعرهن الصادقة وأحاسيسهن الشفافة الرقيقة الراقية، فاستمتعنا معاً بهذا الصدق والسمو طيلة عامين لقد اثبتن بالفعل اننا شعب واحد وقلب واحد ويد واحدة بلا اي حواجز.
تلميذاتي وبناتي الحبيبات بكلية التربية جامعة الملك عبدالعزيز, شكراً.