Thursday 6th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 20 محرم


جرح مافتىء ينزف
فواجع المرور,, الأسباب والعلاج

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشرت جريدة الجزيرة في عددها 9696 أرقاما محزنة عن الحوادث المرورية في منطقة الرياض فقط بلغت 668900 حادث بمعدل تقريبي يصل الى 690حادثا شهريا، تسببت في وفاة 518شخصا بمعدل يصل الى 47شخصا كل شهر اضافة الى اصابة حوالي 6الاف شخص في العاصمة الرياض فقط.
ارقام مهولة تنبىء عن استخدام سيئ لهذه المركبات, صحيح ان الآجال اذا حانت لاراد لها وان الاقدار خيرها وشرها مقدرة من لدن الحكيم العليم ولكن على المرء السوي ان يلتمس الاسباب التي تقيه مصارع السوء، فالنبي صلى الله عليه وسلم حين امره المولى سبحانه وتعالى بالهجرة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة، فعل من الاسباب المادية ما يحجب عن قريش نبأ وطريق هجرته وهو النبي المختار لهداية البشرية قاطبة, كل ذلك من اجل ان يرشد امته لفعل الأسباب الجالبة للخير او المانعة للشر، لذا يحسن بنا ان نتدارس الاسباب التي أدت الى تلك الفواجع المؤلمة والتماس سبل علاجها, فمن هذه الاسباب:
1-السرعة، وهي مذمومة في كل الاحوال فما بالك اذا تعلق الامر بقيادة المركبات.
2-قطع الاشارات المرورية لذا يلزم تواجد رجال الامن عند اشارات المرور ولاسيما في الشوارع المكتظة بالسيارات, والصرامة التي لاهوادة فيها في معاقبة من يتجاوز الاشارة الضوئية دون وجه حق واذا تكرر منه ذلك تصادر سيارته ويمنع من القيادة, فما ذنب من يفاجأ بمن يقطع عليه الطريق فيورده المهالك لا لذنب جناه سوى التزامه بتعليمات المرور.
3-قيادة صغار السن للسيارات، ولقد شاهدت صبياً لايتجاوز عمره العاشرة وبجانبه اخوه الاصغر منه سنّاً يقود سيارة يخيل للرائي ان السيارة تسير دون قائد, فمن المسئول؟ ولي امره ام رجل الامن ام المجتمع, فمن وجهة نظري المسئولية يتحملها الجميع، ولكن بنسب متفاوتة يتحمل ولي الامر النسبة العظمى فكيف يرضى لفلذة كبده بذلك فأدنى مفاجأة تذهله عن القيادة فيقع مالاتحمد عقباه، ورجل الامن يجب ألاّتاخذه في الحق لومة لائم, فهذا الصغير اذا قصر والده في رعايته وحمايته، فالمهمة الكبرى لرجل الامن في المحافظة على ارواح وممتلكات المواطنين,, والمجتمع ايضا يتحمل جزءا من المسئولية, فماذا نصنع حينما نرى مثل هذه المشاهد سوى الحوقلة والاكثار من ذكر هذه المشاهد في المجالس وينتهي الامر عند هذا الحد, فلابد ان نضع في الاعتبار ان رجال الامن لن يحيطوا بكل المخالفات المرورية مهما بلغ اجتهادهم وحرصهم ، فالتعاون معهم هو الطريق الأمثل للقضاء على المخالفات أيّاً كان نوعها.
4-يسر الحصول على رخصة القيادة المؤقتة في حين يجب التروي وعدم الاستعجال في منحها لمن لايستحقها مهما كانت الاسباب والمبررات.
5-الحالة غير الطبيعية لقائد المركبة.
6- المفاجآت التي قد تحدث لقائد المركبة مثل انفجار احد الاطارات او ضعف مكابح المركبة,, الخ, لذا يحسن بقائد المركبة تفقد سيارته واصلاح الخلل فيها قبل استخدامها.
7-اعتراض الجمال طريق السائرين، مما يحتم على الجهات المعنية ايجاد الحلول الرادعة لاصحاب تلك الجمال مثل مصادرة ابلهم او حجزها ودفع غرامة مالية باهظة,, وكذلك مواصلة تفقد الحواجز التي احيطت بها الطرقات الطويلة واصلاح عطبها.
8-التنافس المحموم والخطير بين بعض الشباب اثناء قيادتهم لسياراتهم.
وللحد من الحوادث المرورية يحسن اتخاذ الآتي:
1-استخدام الحافلات الكبيرة في النقل داخل المدن وخارجها ولتشجيع المواطنين على الاقبال على ركوبها لابد من الاعتناء بنظافتها وتوفير الخدمات الضرورية بها وتواجدها في اغلب الاماكن.
2-تشجيع اولياء امور الطلاب على استعمال الحافلات في نقل اولادهم من المدارس وإليها.
3-دراسة جدوى النقل عبر القطارات بين مدن المملكة الكبيرة وفي حال نجاح التجربة تعمم داخل المدن كما هو حاصل في بعض البلاد .
4-التكثيف من التوعية الاعلامية المرورية طوال العام وعدم الاقتصار على فترات زمنية متباعدة.
5-الإكثار من الموضوعات الدراسية التي تصف الاستخدام الأمثل للمركبات وتحذر من سوء استخدامها.
وفي الختام: نسأل الله سبحانه وتعالى الهداية لشبابنا والاّ تراق دماؤنا الا في ميادين الشرف والرجولة.
وفق الله الجميع لما فيه الخير
محمد بن فيصل الفيصل
إدارة التعليم بمحافظة المجمعة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved