كلما اقترب موعد الاختبارات الفصلية او النهائية ثار الجدل حول أهمية الاختبارات وانقسم المتحاورون حولها بين مؤيد ومعارض وانقسم المؤيدون أنفسهم حول الأسلوب الأمثل لاجرائها,, وتفاوتت الآراء في ذلك بتفاوت الخلفية الثقافية والتربوية وباختلاف الغاية التي يتصورها كل من يدلي بدلوه في أنظمة الاختبارات ورغم الاختلافات فان الاختبارات ( هم لا بد منه) ضرورة تربوية وتعليمية ملحة تكاد تجمع عليها كل الأنظمة التعليمية في كل الثقافات والدول عدا اختلافات اجرائية تفرق بين اساليب الأقطار المختلفة في اجرائها.
الاختبارات هي للطالب لانها تبصره بنقاط ضعفه فيحاول تعويضها,, كما تبصره بنقاط تفوقه فيحاول تنميتها,, وهي مهمة للمدرس والإدارة المدرسية,, لانها تكشف مستوى الطالب والضعف في كل مادة من المواد المتنوعة بحيث يمكن سد الثغرات ومراجعة الأساليب المتبعة وتطويرها ومعالجة الخلل والاضطراب في مسيرتة العملية التعليمية ان وجدت.
وهي مهمة للادارة العليا التي يناط بها رسم السياسات التعليمية وتصميم المناهج,, اذ هي المحك العلمي لتجربة منهج جديد او طريقة تم تطويرها,, اذ ان عملية الاختبارات بوصفها قياسا دقيقا للنتائج يمكن الاطمئنان اليه في تقييم ما تم تعديله او تطويره,, او تقييم نتائج تجربة تربوية قبل تعميمها.
وهي فوق هذا وذاك تبقى حافزا للطالب على المذاكرة والتحصيل وتساعده على تنظيم أوقاته وتجزئة المقرر الدراسي الذي يجد نفسه مضطرا لمذاكرته كل شهر وكل فصل دراسي,, بل وأحيانا على مدار الأسابيع,, اذاً عملية التقويم والقياس عملية دائمة ومستمرة لا تتوقف,, بل هي متزامنة ومصاحبة للعملية التعليمية خطوة بخطوة,والهالة التي تصاحب الاختبارات هي التي تجعلها ضيفا ثقيلا على الطالب وأسرته,, لذا أخذت المدارس بالمملكة بأحدث الأساليب التربوية التي تخفف من الوطأة النفسية للاختبارات فخصصت لنشاط الطالب في فصله وأدائه للواجبات حصة سخية من درجة المادة,, وجعلت مدرس المادة هو الذي يختبر طلابه خاصة في الصفوف الأولى من الدراسة الابتدائية,, وفي المواد الشفوية بمختلف المراحل,, ونصحت الوزارة بأن تجري الاختبارات في جو نفسي ملائم بعيدا عن التوتر والعصبية، هذا فضلا عما ادخل حديثا من تطوير في امتحانات الدور الثاني لمصلحة الطالب أولا وأخيرا,وفق الله شباب الأمة لما فيه خير الدين والدنيا.