* هامبورج (د,ب,أ)
قام الباحثون الالمان بالحفر لعدة كيلو مترات تحت سطح الارض لامعان النظر في الاعماق السحيقة على امل اكتساب فكرة اعمق حول كيفية تكون الجبال واسباب الزلازل, وتجري عملية الحفر التي ينفذها الباحثون بمركز بوتسدام في منطقة فيند شيشينباغ بجنوب المانيا وهي المنطقة التي تصادمت فيها قارتا افريقيا واوروبا قبل ما يزيد على ثلاثمائة مليون عام مما ادى الى تشكيل سلسلة جبال شاهقة, وكجزء من مشروع الحفر القاري العميق يرغب الباحثون في دراسة اثار هذا التصادم، وتعتبر الظروف في موقع الحفر فريدة كما يصفها رئيس المشروع لوتار فولجيموت من مركز بوستدام للابحاث الجيولوجية الذي يتوقع ان تؤدي الخبرة التي من الممكن ان يكتسبها فريقه في هذا المشروع الى امكانية تطبيقها في مناطق اخرى تتسم بأنشطة عالية في القشرة والتكوين الارضي في مختلف انحاء العالم, ويتضمن المشروع محورين يتم الحفر في المحور الاول الى عمق 4,000 متر اما المحور الثاني فيتم فيه مواصلة الحفر الى 9,100 متر, وباستخدام مجس تم تطويره في مركز بوتسدام يعتزم فولجيموت وفريقه قياس الموجات الصوتية المرسلة الى داخل الارض عن طريق سلسلة تتضمن 170 انفجارا سطحيا صغيرا, وقد اجرى المجس قياساته على عمق 8,500 متر, وقال فولجيموت لقد اعطتنا إشارات الصدى فكرة الى حد ما عن التركيب الطبقي للجبل من اسفل, ومن المفترض ان يكون المجس الذي بلغت تكلفة تصنيعه 108000 دولار قادرا على تحمل درجات حرارة تصل الى 250 درجة مئوية وضغط يصل الى 1,300 بار, ولحماية الاجهزة الالكترونية الحساسة للمجس، التي لا تعمل في العادة في درجات حرارة تزيد عن 175 درجة مئوية، تم تغليفه بزجاجة مفرغة من الهواء عالية التقنية - غير انه بالرغم من ذلك فإنه ما زال يتعين سحب المجس الى سطح الارض كل عشر ساعات للسماح له بان يبرد, وحتى السلك المعدني المعلق به المجس والذي يبلغ طوله تسعة كيلومترات فإنه يعد في حد ذاته معجزة صغيرة حيث انه مصمم ليس فقط لحمل المجس بأمان على عمق تسعة كيلومترات تحت سطح الارض ولكن ايضا لتحمل وزنه الخاص وهو ليس بالخفيف حيث يبلغ 7,5 طن.
وقد انتهى مشروع القياس الذي استمر على مدى اسبوعين في السابع والعشرين من ابريل الماضي,, ويعكف الباحثون منذ ذلك التاريخ على تحليل المعلومات التي حصلوا عليها, ويتوقع هؤلاء الباحثون ان يتمكنوا في الخريف القادم من حل حاسم وصورة ثلاثية الابعاد لكيفية نشوء وتكون سلاسل الجبال.
ويعتبر برنامج ابحاث الحفر الدولي والمؤسسة الوطنية الامريكية للعلوم من بين المنظمات التي تدعم هذا المشروع الذي يبلغ تكلفته حوالي 550,000 دولار.