مازلت أؤمن بان الزاوية اصحفية من حق القارىء، ذلك القارىء الذي تعنّى وابتاع هذه الجريدة، ومن ثم اهدر بضع سويعات من وقته لقراءة محتوياتها، فان من حقه علينا ان نقدم له الحد الأدنى من الفائدة ولو حتى تلك الفائدة الناتجة عن المتعة الفنية او الادبية المتحققة من قراءة الزاوية، او اشعال ابتسامة في اعماقه لطرفة او تعليق على خبر طريف.
ولكن بعض الزوايا تلغي او تغفل القارىء من اولوية خطابها الصحفي وتتحول الى اغراض اخرى لا تمت للهدف السابق بصلة.
1 - فبعض الزوايا تتحول الى ميدان لاستعراض يوميات الكاتب بشكل ممل ومسرف، فهو يعرضها (كأنه آت بما لم تأت به الأوائل) أو انه بلغ مبلغا من النجومية بحيث اضحت الناس تتلهف على تفاصيل يومه,,!!!!!
2 - بعض الكتاب يقول اليوم لم اكن اود ان اكتب، لانه لا توجد فكرة (ولكن التزامي مع القراء) (، ولكن الافكار ناضبة) وهكذا يجرجرك اياه الى نهاية المقالة محاولا البحث عن فحوى,, فلا تمسك بشيء، بينما يكون هو قد صنع مقالا من معاناته في البحث عن مقال، ولا ادري ما هي فائدة القارىء من هذا الهذيان.
3 - البعض الاخر يجد من الزاوية فرصة طيبة لاستعمال اسلوب الغمز واللمز والتعريض الخفي والاشارات الموحية بغرض تصفية امور خاصة وشخصية، في اسلوب يشير الى قصور في النضج الانفعالي والسلوكي وطبعا على القارىء المسكين ان يتجرع كل هذا بلا ذنب اقترفه سوى انه ابتاع الصحيفة.
4 - البعض الاخر يجمع كل ما وصله من بطاقات تهنئة في المناسبات ويأخذ في الرد عليها، يقحم القارىء في خصوصيات لاناقة له فيها ولا جمل، فيكون كالمدير الذي يستعمل سواق الدائرة الحكومية بغرض (جلب مقاضي ام العيال).
5 - واخيرا اذا اعيت الحيلة فلا بأس من استعراض اخر كتاب قرأته وبصورة سريعة ومبتورة لأملأ به الزاوية كيفما اتفق، ودون رغبة حقيقية في امتاع القارىء او مؤانسته أو على ابسط الاحوال اعطائه الخطوط العريضة لفحوى الكتاب.
يبدو انني سأتوقف هنا,, ولن استرسل ,, فلقد وجدت ان زاويتي اهدرت كهذا في استعراض مثالب الآخرين، وهي بحد ذاتها تصلح ان تكون نقطة سادسة لهذا التسلسل.
أميمة الخميس