من أجل ألا يكون بيننا محروم من الصحة, ومن أجل ان تتوفر لدينا محلياً كل الوحدات الصحية الوقائية، والطبية العلاجية، ومن أجل صحة المواطن وعافيته، قاد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - أحدث نهضة طبية ليس فقط في مملكتنا الغالية، بل وعلى مستوى العالمين العربي والاسلامي، بل وعلى مستوى ما في اكثر دول العالم تقدماً وتطوراً في المجال التقني والطبي.
وبعطائه الثري الذي لا ينضب معينه للوطن والمواطن قرن خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - بين النهضة الصحية الوقائية والطبية العلاجية والنهضة التعليمية تحقيقا للحكمة المأثورة القائلة (العقل السليم في الجسم السليم).
واذا كان التعليم هو الذي يحقق سلامة العقل، فان الرعاية الصحية والطبية تحقق سلامة الجسم.
ولا يشعر المرء بقيمة عزته الذاتية وكرامته الانسانية وزهوه الوطني الا وهو سليم يتمتع بالصحة والعافية والقوى العقلية والنفسية والبدنية.
وجهود المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وحكومتهما الرشيدة في مجال الرعاية الصحية والطبية، تعني - موضوعيا - الامتثال للقول النبوي الشريف (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير - الحديث).
والقوة هنا هي قوة العقل والبدن وطهارة الوجدان ونقاء العاطفة بما يحمي سلامة العقيدة ويصون القدرة على التمسك بها والالتزام باحكامها الشرعية في الاخلاص والعمل والتعامل والعلاقات.
كل هذه المعاني وغيرها كثير مما لا يتسع هذا الحيز المحدود له، تنطوي عليها وتعبر عنها تبرعات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله وأيده - لكل من مستشفى الملك خالد الجامعي بمبلغ عشرة ملايين ريال لإنشاء وحدة لأمراض الكلى بالمستشفى، وتبرعه بمبلغ مليوني ريال للجنة اصدقاء المرضى بمنطقة الرياض لإنشاء وحدة العقم والاخصاب بمستشفى اليمامة بالرياض وتجهيزها بكل ما يلزم من الاجهزة المتطورة تقنيا .
وقد أشاد صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بهذين التبرعين السخيين من لدن المليك القائد - أمد الله في عمره - وقال سموه: (ان هذا التبرع الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين - ايده الله - يأتي انطلاقاً من حرصه على توفير الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين ، ولتوفير العلاج المناسب لمَن يعانون من مشكلات العقم).
وضم المقيمين الى المواطنين فيمن تشملهم هذه الرعاية الصحية له - الضم - بُعده ودلالته الانسانية العميقة التي جعلت كثيرين من المقيمين ومن شخصيات رئيسة في بلادها، رؤساء دول وحكومات ووزراء ومسئولين ومفكرين واشخاصا بسطاء فقراء يقصدون المملكة لتلقي العلاج النافع - باذن الله - في مستشفياتها التي اصبحت في مستوى مثيلاتها في الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا، كما ان هذه المستويات الطبية العلاجية الراقية، قللت من اعداد المواطنين الذين كانوا يتوجهون الى الخارج لطلب العلاج بتكلفات مالية باهظة.
وهذه الرعية الصحية والطبية للمواطنين والمقيمين واتاحتها لمن يتطلع اليها من خارج المملكة تمثل احد الوجوه المشرقة لرسالتنا في الحياة.
الجزيرة