Thursday 6th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 20 محرم


النافذة
نحو حوسبة المجتمعات 5

نتابع في هذه الحلقة الحديث عن الخطة اليابانية الوطنية للمعلوماتية والتي اتخذناها كنموذج حي للتدليل على حوسبة المجتمعات, وقبل البدء نحب ان نذكر اننا لازلنا نعتمد على ورقة الخطة اليابانية الوطنية للمعلوماتية، ترجمة الدكتور محمد محمود مندورة كمصدر لنقل الحقائق والمعلومات ولقد حذرت الدراسة من مغبة التركيز فقط على ايجابيات المشاريع مع اغفال السلبيات لذلك رأت بوجوب تصنيف المشاريع حسب خاصية ايجابياتها وسلبياتها وحددت اربع مجموعات لتصنيف المشاريع وهي:
المجموعة الاولى: المشاريع عالية التكلفة وقليلة السلبيات وذات الايجابيات العالية على المدى البعيد, ومن امثلة ذلك شبكة المعلومات الوطنية نظام التعليم عن طريق الحاسب الآلي ونظام الرعاية الصحية ومن سلبيات مشاريع هذه المجموعة الاخلال بالنظام التقليدي السابق مثل الاخلال بالسنة الدراسية كما احتمال التقليل من مكانة المدرسين والاطباء الاجتماعية.
المجموعة الثانية: المشاريع ذات الايجابيات والسلبيات العالية نسبيا ولكنها اقل من مشاريع المجموعة الاولى مثل نظام قاعدة البيانات الادارية الوطنية وتعميم ذلك بحيث يشمل المؤسسات التجارية الصغيرة والنظام الآلي لتوزيع البضائع والاغذية ومن سلبيات هذه المجموعة الخوف من نشوء مؤسسات احتكارية كبيرة تقضي على المؤسسات الصغيرة وكذلك الخوف من خطر خلق مركزية حكومية عالية.
المجموعة الثالثة: المشاريع ذات التكلفة النسبية وذات الفعالية العالية بالنسبة للمجتمع ومن امثلة ذلك نظام حماية البيئة من التلوث ونظام المرور الآلي, وسلبيات هذه المشاريع هي في التكلفة العالية في مرحلة البحوث والتصميم ومن ثم التنفيذ.
المجموعة الرابعة: المشاريع ذات التكلفة المنخفضة نسبيا والايجابيات العالية ويعود ذلك الى انبثاقها من المشاريع الاخرى، مثل نشر النهايات الطرفية في المنازل ومشاريع التعاون الدولي الحاسوبي.
لقد ادرك معدو هذه الدراسة مدى صعوبة اقناع المجتمع بالتحول والانتقال الى المجتمع المعلوماتي ولهذا رأوا مدى اهمية اختيار المشاريع التي يجب البدء بها بحيث يكون لها التأثير المباشر على المجتمع وهي المشاريع التي يمكن ان يطلق عليها مشاريع الشعلة او الشرارة , كما اوضحت الدراسة بأن النتائج قد تكون عكسية فيما اذا لم يحسن اختيار المشاريع التي يجب البدء بها ثم تنفيذها بأسلوب دقيق وحساس لان التنفيذ اذا لم يكن غير فعال فقد يؤدي ذلك الى معارضة المجتمع لتلك المشاريع ومن ثم الى فشل الخطة, ومن امثلة المشاريع المهمة للمجتمع والتي يمكن البدء بها لكسب التأييد هي نظام الرعاية الصحية عن بعد وحوسبة التعليم كذلك شبكة قاعدة بيانات المعلومات الادارية الحكومية.
لقد شددت الدراسة على مدى اهمية القاء الحكومة بكل ثقلها والمشاركة في جميع مراحل تطوير المجتمع المعلوماتي ولقد اقترحت الدراسة ثلاثة نماذج للمشاركة الحكومية هي:
* نموذج التوجيه الحكومي اللصيق حيث تقوم الحكومة بتقديم المشورة والتنسيق والتمويل.
* نموذج الاستمرار في التعاون الحالي الذي يعتمد على التعاون المستمر بين الحكومة والقطاع الخاص نموذج مايسمى بالحسناء النائمة حيث لاتتدخل الحكومة وانما تترك لقوى السوق تحديد اتجاهات المشاريع وكيف ومتى تنفذ,
وقد اوصت الدراسة باتباع النموذج الاول التوجيه الحكومي اللصيق لان ذلك سيوفر مناخا لتطور سريع ومنسق ومتوازن بينما النموذج الثاني سيكون التطور فيه بطيئا وغير متوازن اما النموذج الثالث فسيولد مناخا سيكون الاهتمام فيه منصبا على مصالح ارباب الاقتصاد والصناعة مع اهمال او تحقيق القليل للفرد, في الاسبوع القادم نتابع الحديث ان شاء الله تعالى.
م, مشبب محمد الشهري
الرياض- المستشفى العسكري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved