Thursday 6th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 20 محرم


ضحى الغد
المستهلك والمستعمل بين الغنيمة والغبينة!

* من يشتري البضاعة ليستعملها فهو (المستعمل) اما من يبيع البضاعة المغشوشة او المقلدة قصيرة العمر قليلة الجودة والجدوى فهو (المستهلك) الحقيقي لأنه أهلك مالك بغير الحق، وشغلك وشغل البلدية بالتخلص من مخلفات هذه البضاعة المزورة! هذا هو المستهلك الحقيقي الذي يهلك اقتصاد الأسرة واقتصاد الوطن!.
وان صورة هذا المستهلك في وجهها الرابع هي في صورة بائع التجزئة و في الوجه الثالث بائع الجملة وفي الوجه الثاني الوكيل المستورد حال كونهم يعلمون ان البضاعة غير متقنة الصنع وانها قصيرة العمر وفي الوجه الأول لصورة هذا المستهلك ترى بلد المنشأ وفيه المصنع الذي يصنعها! واذا كانت صناعة محلية ولا نقول وطنية فان وجهها الأول هو المصنع المحلي الذي صنعها!.
إن اسواقنا في الوقت الراهن تقبل كل السلع، وتعرض جميع البضائع المستورد منها والمصنع داخلياً، وفي هذه البضائع والمنتوجات على اختلاف انواعها اصناف رديئة عمرها بضعة ايام او اسابيع وهي من نوع بيوع الغرر والغش العلني، والمستعمل المستعجل قليل الخبرة يقع دائماً في مثل هذه البضائع ويدفع فيها ثمناً لكنه يخسرها بعد قليل!.
لقد وصل الغش الى عود الكبريت وعود المكنسة كلاهما ينكسر بيدك! لقد خف الضمير فتم تخفيف الخشب!.
وفي كثير من الأجهزة تتضح لك فلسفة الغش فالمصنع صنع لك كثيراً من القطع داخل الآلة بكيفية تجعلها لا تصمد كثيراً في العمل! لكي تضطر الى شراء قطعة بديلة! او شراء آلة كاملة اخرى كما نصنع كثيرا!.
لقد وضع لك في طرف الحبل مصيدة تأتي بك بعد حين!.
نحن بحاجة الى حماية اقتصادنا بدوائره الصغيرة والكبيرة من هذه المنتجات الرديئة والسيئة التصنيع! التي تغزو اسواقنا كأسراب الجراد فتأكل اقتصادنا كما يأكل الجراد مزارعنا الخضراء! ونحن بحاجة الى مكافحة اسراب هذا الجراد الذي يأتينا من كل الآفاق ومن المحتم وضع قائمة سوداء نقاطع فيها منشأ ومصدر هذه البضائع، ونقاطع مستوردها ونناقش تاجر الجملة وتاجر التجزئةو ونقول للمستهلك احفظ نقودك فإنهم يبيعونك الوهم، فلا يغرنك الرخيص والمقلد ومجهول المنشأ فإن هذه جميعاً علامات على تبييت النوايا السيئة لكي يقبضوا منك اوراقاً نقدية صحيحة وسليمة ويسلموك بضاعة مزورة ليست ابداً عوضاً لمالك!.
كن حذراً ايها المتسوق قلّب واسأل وشاور ولا تستعجل الشراء باغراءات دعائية غير صادقة فان الخسارة لا تعود الا عليك وحدك!.
لقد مضى المستَهلك) بالغنيمة، وتركك ايها المستَعمِل) في الغبينة!!.
الحياة في غياب اليمين ,,!
* ولد (إبراهيم) ويده اليمنى عضباء، ليس منها سوى العضد! لقد فقد الذراع صغيراً وظل يبحث عن السند مستعيناً بالله معتصماً به مفوضاً الأمر كله اليه!.
كانت أولى دروس الحياة الحقيقية تلك التي تلقاها في المدرسة الابتدائية من زملائه التلاميذ الصغار الذين لم تنضج عقولهم ومدراكهم لفهم هذه العاهة في زميلهم حيث اصبح مثار هزئهم وسخريتهم! وعجز إبراهيم عن المقاومة فانسحب من السنة الخامسة الابتدائية! وأخذته امواج الحياة في بحورها المختلفة! وكان الدرس الثاني في الحياة أقسى من الأول ففي الكبار ايضا من يغلبه جهله فيسخر من عاهته! وفيهم من يقول له: هل سرقت فقطعت يدك!.
وكبر (إبراهيم) وتجاوز الخامسة والعشرين واحتاج المرأة للزواج فعزت عليه لقلة ذات اليد بل لغياب اليد تماماً!.
وسافر الى بلد عربي مجاور فتزوج بامرأة هي أم اولاده الخمسة الآن!.
وبحث عن الوظيفة فعزت عليه لانه لا يملك الا يده اليسرى فقط!.
واحترف بعض اعمال الخدمات والتعقيب فنجح قبل عدة سنوات ثم انسحب من العمل لسوء صحته من جهة وللمنافسة في السوق! وانقطع مصدر من مصادر رزقه وبحث عن عمل او وظيفة فلم يهيأ له شيء من ذلك ,,!
واشار لي (إبراهيم الى منزله فاذا هو قطعة ارض مسورة بداخلها غرفتان وصالة من (السينكو) وقال:
ان اسرتي تعاني من حرارة (السينكو) وازعاجه وعلي التزامات اسرية، وللأولاد مطالب كثيرة وقد اصبت بالربو وحساسية التنفس ونومت اياماً في المستشفى وليس معي من الدنيا الا الايمان بالله وحسن الرجاء به والأمل في رحمته، ومعي شهادة بامضاء دورة في السنترال واتمنى لو احسن بي احد اصحاب الخير فتوسط لي للعمل في وظيفة مأمور سنترال في جهة حكومية او أهلية وسعى لبناء صالة ملاصقة لحجرات منزلي تقي اولادي من حر الصيف وبرد الشتاء هذا ما اريده من اهل الخير ومحبي الإحسان ,,!.
وان من اتم الله له الخلقة، واكمل له التسوية، ومنحه الذراعين واليدين، لجدير ان يعرف حق نعمة الله عليه ,,!
ولجدير ان يكون ذراعاً ويميناً لمن امتحنه الله وامتحن به!.
وان مجتمعنا - بحمد الله - بخير، ومن قدم لله شيئاً فسيجده مستثمرا عنده، وان اهل الحاجة والفاقة الحقيقيين لا يحبون المسألة ولا يلحفون بها ومن الواجب بحقهم ان نبحث حالهم ونرفع مقالهم وان نطلب الرفد والعون الكريمين لهم.
عبد الكريم بن صالح الطويان

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved