Thursday 6th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 20 محرم


القيادة تؤكد على إعادة النظر في المناهج التعليمية

الذي دفعني الى الكتابة في هذا الموضوع المهم التذكير بالأمر الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للقيادات التعليمية والمسؤولين عن التعليم عندما اكد في البيان الصادر بعد اجتماع جلسة مجلس الوزراء في 3/5/1414ه على ضرورة اعادة النظر في المناهج التعليمية، بحيث يتعرف الطالب منذ المراحل الاولى للتعليم وبعد البنية الاسلامية الاساسية على كل ما يتعلق بوطنه من كافة النواحي الاسلامية والتاريخية والجغرافية الطبيعية منها والسياسية بالاضافة الى وارداته وصادراته ومناطقه وسكانه وخططه الخمسية ليكون الطالب بعد التحصيل ملما الماماً وافياً بكل الجوانب المهمة في بلاده,, .
إن هذا التوجيه او الأمر من القيادة الذي مضى عليه عدة اعوام يحتاج الى تفكير طويل حتى نتبين تبعاته ومسؤولياته، وحتى نستطيع على اساسه معرفة ما تم تنفيذه على ارض الواقع وحدود هذا التنفيذ، وهل اعدت مناهج جديدة، وكتب مطابقة للمناهج تلبي طموحات الرائد الفذ خادم الحرمين الشريفين الذي يحمل هموم التعليم في الماضي والحاضر والمستقبل.
فالتوجيه القيادي يطلب اعادة النظر في المناهج التعليمية مؤكدا على الثوابت الاساسية من الدين واللغة وقد يعني هذا اعادة الصياغة والترتيب والكتابة والاعداد لكثير منها، وان عيون القيادة ترى الحاجة الضرورية لاعداد الطالب للمواطنة السليمة من حيث المعرفة ومسؤولية العمل، والربط الضروري بين العناصر المختلفة للتعليم التي لا ينفصل الواحد منها عن الآخر.
فنحن بتعليمنا وبتاريخنا التعليمي نميل الى نقل المعلومة، وليس الىتعليم الطريق لاكتشافها، ونتجه الى تكليف الطالب بحفظها في خزائن عقله، حتى وان لم يستخدمها ودون ان نعلمه كيف ترتبط هذه المعلومة بحياته اليومية والاجتماعية والاقتصادية، وكيف يمكن ان يستغلها وان يستفيد منها في تحصيل معرفة جديدة وتحقيق ابداع، واكتشاف جديد لنفسه اولاً ليستعد بعدذلك للمشاركة في تطوير العلم والمساهمة في تقدمه.
كما يجب ان نقتنع بأن هناك حشواً في مناهجنا وان هذا الحشو لا يطور معرفة، ولا ذوقاً ولا يغير سلوكاً، وكل تعديل في المنهج يجب ان يستهدف العناصر الثلاثة:
- متابعة تطور وتقدم العلم.
- تكوين ذوق لمعرفة الحقيقة والصدق في تناولها.
- واخيرا يجب ان يكون المنهج وسيلة للطالب وللمدرس في تغيير السلوك سلوك الطالب بل وسلوك المدرس ايضاً، كما يجب ان ندرس مناهج الدول التي تصنع اجيالاً جديدة تشارك مباشرة في العمل، وفي تطوير المجتمع والمساهمة في تطوير الاكتشافات العلمية، وان نضع ايدينا على قدرتها على احداث التغيير في ذهن الطالب وفكر المدرس وفي خدمة المجتمع.
ان التوجيه يعني ان يكون المنهج التعليمي متكاملاً من حيث موضوعاته ومعلوماته من ناحية ومرتبطاً بالواقع من ناحية اخرى فتكون عناصره كلاً واحداً يصنع رؤية جديدة واعية للوطن واحتياجاته.
ولا بد ان نقرر مباشرة ان هذا المطلب ليس مطلباً سهلاً فإعداد المناهج التعليمية لتحقيق هذا التوجيه القيادي هو غاية ما يطمح اليه التعليم، وهو ما حاول التعليم ان يحققه دائماً دون ان يتوصل الى بلوغه بالفعل, والله الهادي الى سبيل الرشاد.
د, علي بن محمد التويخري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved