كتب - المحرر التشكيلي
المساء الذي أفتتح فيه معرض الفنان عبدالجبار اليحيى لم يكن ككل المساءات,, فقد جمع رواد الفن التشكيلي ومؤسسي بداياته من مختلف مناطق المملكة, وجمع لفيفا من الأدباء والكتاب والمتذوقين لهذا الإبداع البصري الرائع, تلك الليلة أعادت للحضور خصوصا التشكيليين ايام البدايات وأيام العطاء المكثف من المعارض الشخصية إذ أن فترة اقامة الفنان اليحيى لمعرضه الثالث في جمعية الثقافة والفنون وهو المعرض الأول للنشاط التشكيلي للجمعية تلاه معرض للفنان محمد المنيف في نفس العام وأقام الفنان عبدالله حماس معرضه الأول في فندق زهرة الشرق وكان هناك معرض الفنان العراقي سلمان عباس احد أعضاء هيئة التدريس في معهد التربية الفنية آن ذاك، تلاها معارض أخرى لعدد من الفنانين أمثال عثمان الخزيم، وسمير الدهام، وفهد الربيق سعد العبيد,, ضمن سياق أنشطة الجمعية ممن أثروا الساحة,, إلا ان هذا الفن مر بفترة ركود الى حد التوقف والاعتماد على المعارض الجماعية والتي هي أيضا وصلت الى مرحلة من التذبذب في مستوى المشاركة, أعود للقول ان هذا المعرض بشخص صاحبه ومبدعه وبالحضور وبالأعمال أعادنا للوضع الذي كنا عليه ونتمنى ان يعود متجددا ومعاصرا لهذه الفترة التي أخذ فيها هذا الفن ازدهاره ودعمه وحظي باهتمام الجمهور عكس ما كنا عليه في البدايات مما يعني الحاجة الماسة لعودة تلك الاسماء لإقامة معارضهم والتعريف بأنفسهم للأجيال الجديدة.
اليحيى والعودة للعطاء
الكثير من الحضور طرحوا تساؤلاتهم للفنان اليحيى بعد ان عرض تجاربه السابقة حول امكانية اقامة معرض جديد للجديد,, فكانت الإجابة تحمل الكثير من الرغبة والنية من قبل الفنان وهنا يعود التساؤل مرة أخرى كيف سيكون ذلك الجديد ولأي من تلك المراحل سيلتصق او يستلهم وما هو المفاجىء فيه خصوصا ان هذا الفنان يمتلك خبرات تراكمية هامة وداعمة ومهيئة له لتقديم ما يعادل ذلك التاريخ الإبداعي.
الجيهمان والتفاعل مع اللوحات
الأديب والكاتب عبدالكريم الجهيمان كان أكثر سعادة وهو يتجول بين اللوحات ويقف عندما يوحي له بقصة او حكاية تراثية وشوهد وهو يقف أمام لوحة بناء والتي تظهر دور المرأة مع الرجل في بناء حياتهم ورمز لها الفنان بالأهم وهو بناء المنزل وما يحمله ذلك البناء من أبعاد أسرية وحياتية, أحد الفنانين يتوقع ان يقدم الجيهمان عملا قصصيا حول اللوحة.
عبدالله الشيخ سعيد بأخيه ويثني على الصفحة
الفنان عبدالله الشيخ نجم كبير في عالم التشكيل المحلي والعربي وصاحب تواجد إبداعي متميز وحاصد للجوائز والشهادات والميداليات على مستوى الخليج، الشيخ هو شقيق الفنان عبدالجبار لهذا كان أكثر الحضور سعادة,, وقد حظينا منه بشهادة تقدير نعتز بها من رجل مثل الفنان عبدالله الشيخ حينما يثني على الصفحة ويؤكد متابعته لها وحرصه على استمرارية تواجدها مطالبا بإيصال تقديره لرئيس التحرير الذي يحمل رقياً في مفهومه للإبداع وتقديمه هذه الصفحة تفاعلا مع ما يقدمه الفنانون من نجاحات وما يقدم من دعم على أعلى مستوى.
ماذا قيل عن مسيرة
اليحيى التشكيلية
رافق افتتاح المعرض كتيب رائع ضم نبذة عن الفنان بقلم الدكتور محمد الرصيص شملت قراءة في تلك المسيرة كما ضم كلمات ومقالات لعدد من الأقلام التشكيلية نستخلص منها ما تسمح به الفرصة حول تجارب ومراحل تطور هذا الفنان.
يقول الناقد محمد أديب السلاوي: يبدو من خلال هذا الاستقراء السريع، أن أعمال عبدالجبار اليحيى تتوزع بين أساليب متعددة ولكنها تنطلق من حاله أو موقف أكثر مما تنطلق من مفهوم مدرسي/ أكاديمي, إن القيمة العليا في غالبية أعماله تكمن في ذلك التداخل بين المرئي والضوئي/ المرئي اللولي حيث تتطابق الحالات مع المواقف والمواقف مع الأشكال.
أما الدكتور صلاح عسكر فيقول ليس من المستغرب منه ان يمزج بين أكثر من أسلوب شأنه في ذلك شأن كافة الفنانين في القرن العشرين الذي يمثل على حد قول بعض النقاد والمفكرين عصرا تكاثرت فيه المذاهب الى الحد الذي يصعب معه ان يحصر الفنان نفسه في اتجاه او مذهب فني واحد كما يصعب معه أيضا ان يصنفه النقاد في مذهب فني واحد,, كما كان الحال عليه في القرون السابقة.
|