إهداء الى الروائي العربي الكبير، الطيب صالح
للصيف مدخله الفسيح
ولي الجدار
لي كبوة الزفرات؛ حشرجة القوافي؛
والمساء القرمزي؛
وشعلة القلق المعمى؛
والدوار
لي مهجة مجدولة بالموج
تقذفها البحار,, الى البحار,.
وأنا المعذب في جدار الوقت,.
يبلعني الدخان
يارب: أسعى في المكان ولا مكان,.
يارب: أحفر في الزمان,.
لي رغوة الموج العتي؛ وللدجى
بر الأمان,.
لي عالم أسعى اليه؛ وكلما ألقيته؛
ألقى عليَّ تحية ثكلى وطار
يارب: للناس اللآلىء كلها
ولي المحار
أمضي,, ويمضي الصيف محترقا
بزوبعة الغبار
أمضي ومع غبش الأصيل أسامر الموتى
وأحلم أن لي قدما من النارنج,, وجها
من هديل الفجر,, كفا من رؤى الزيتون
تهديهم قلائد جلنّار
أمضي,.
وأحلم أنهم يحبون,, يرتادون أرصفتي,.
ويختالون ما بيني,, وبين الصيف،
أرقبهم,.
فيردعني الجدار؛؛؛؛
يا صيف: يسكنني الصهيل
ولي دمي برد ونار
ياصيف: يشعلني الجنون
فتشرئب الروح بحثا عن مدائن
لم تطأ أوباشها صدري
فتحضنني القفار
يا صيف: تنطفىء النجوم,, ويختفي
الأسمنت,.
لكن الجدار يشدني
متغلغلا في الروح والأشلاء
مسكونا بنصر وانكسار
ياصيف هيأت المدى للنور
فاحتدَّ الردى
وارتد عن بصري النهار
كل الذين أحبهم
مروا على قلبي الذبيح
وبايعوا التجار
نمت الطحالب في رواق الوقت,, وانسلخت
عن الأم الصغار
سكنت جوانحنا الفجيعة
فلتردي الروح يا عمّان
واحتضني السفينة والقطار
كم مرة أعلنت عشقي بينما كتبوا على صوتي ,,الحدود
وفوتوا الأعذار
كم مرة أعلنت صوتي فانبروا يتهافتون لقتله
عمان,, تكتبني القصيدة في جدار الوقت
تكتبني,.
ويجلدني الحصار
حاولت أن أطأ الرياح، وأن أزف لموكب العرس
الكسيح؛ مواسمي الثكلى
فحاربني الجدار
|