في العمل القصصي تظل علاقة الكاتب بالبطل علاقة مركبة,, تحمل ثنائية الصلة بين النص والمبدع، لكن هذه الثنائية تظل والى حد معين ذات توحد مع النص، فالمبدع لا يمكن ان يتنكر لشخصياته القصصية، كما ان هذه الشخصيات لا تخضع لسيطرة المبدع بشكل مطلق، لأنها تتشكل وفق احداث وظروف وملابسات معينة، فهذه الشخصيات وإن كانت في البداية تنشأ من قناعات مسبقة لدى المبدع، لكنها بعد ذلك تتخلق في ظل العديد من العوامل، ذات التأثير المباشر في السياق العام للنص,
شخصيا اتعامل مع البطل بحذر للمحافظة على التوازن المطلوب الذي لا يتيح لى التدخل في توجيه مواقفه وآرائه وافكاره، وفي الوقت نفسه لا يلغي بصماتي في العمل الابداعي والمتمثلة في مدى نجاحي او اخفاقي في توظيفي أدواتي الفنية لخدمة هذا النص,, ثم ان هذا النص في ايجابياته وسلبياته لا ينسب لاحد غيري ، ولأنني اتحمل تبعة نجاحه او اخفاقه، فليس في الاعتبار التجرد من هذه التبعة او التخلص عن مسؤولياتها.
البطل اكثر قربا لي من المتلقي، وهو همزة الوصل التي تربطني بهذا المتلقي، عن قصد او اعن غير قصد,, ومن الصعب في هذه الحالة ان اتخلى عن البطل في المواقف الحرجة، ومهمتي هنا ان ادله على سبل الخروج من هذه المواقف الحرجة، دون ان أتولى عملية انقاذه، كما اريد.
بل كما تريد الظروف والملابسات التي يعيشها، فهذه العلاقة مرهونة بالشروط الفنية للقصة، لا كما وضعها الآخرون.
بل كما وضعتها ككاتب قصة له اسلوبه الذي قد يتفق او يختلف معه الآخرون.
|