جوٌ من التفاؤل يسود المعسكر الاهلاوي حول نتيجة لقاء الليلة الحاسم رغم خسارة الفريق موقعه الذهاب بهدف للاشيء حمل توقيع خالد التيماوي بمشاركة مازن بصاص,, والسؤال هنا ما الذي يدفع الاهلاويين للتفاؤل رغم الصورة الباهتة التي قدمها الفريق امام الهلال وضياع هويته الفنية,,؟!
بالطبع هناك اكثر من مبرر يسند هذا التفاؤل,, نذكر منها احساس اللاعبين بأن املهم الوحيد في الصعود لمنصات التتويج يكمن فقط في تحقيق الفوز على الهلال بأكثر من هدف,فاما التأهل والفوز واما ضياع كل شيء,, ولهذا سيدخل اللاعبون مباراة الهلال بشعار (نكون او لا نكون) فلا شيء يخسره الفريق لا شيء يخشاه بعد فقدانه نقاط الموقعة الاولى,, ومن المؤكد ان هذا الاحساس وهذه النظرة الواقعية ستنعكس على تعاطي اللاعبين مع المباراة اداء ومستوى هذا اولا وثانيا الاهلي يلعب جيدا خارج ارضه وبعيدا عن جمهوره,, فلا ضغط عصبي ولا شحن نفسي لا توتر,, لاشد,, فيخوض المباراة باعصاب هادئة ونفسية مرتاحة.
ثالثا,, خسر الاهلي موقعة الهلال في جدة لابتعاد لاعبيه عن حساسية لعب المباريات الرسمية فالتوقف استغرق شهرا,, ومعسكر ابها ولقاء صفاقس التونسي لا يعيد للاعبين حساسية لعب المباريات الرسمية,, فكان الفريق يعيش حالة من تراخي الاداء فنيا ونفسيا ولهذا ظهر معظم لاعبيه بعيدا عن مستوياتهم الفنية المعروفة,, فالفريق كان في حالة (تكلس) فني وحسي,, ولم يشعر بحرارة المباراة وبتفاعل مع احداثها سوى في الدقائق الخمس الاخيرة,, ومن المؤكد ان هذه الحالة ستتغير تماما في لقاء الليلة,, وسيكون الفريق في كامل جاهزيته الفنية واللياقية والنفسية والمعنوية.
رابعا,, عودة محمد شليه ظهير الاهلي الدولي,, وقد ترك غيابا في اللقاء الاخير فراغا واضحا,, ولاشك ان عودته ستعيد لدفاع الاهلي تماسكه الفني وهيبته فضلا عن مساهمته الفعالة في تفعيل دور الوسط الهجومي فهو يعد احد مفاتيح اللعب الهامة التي يعتمد عليها دابو.
خامسا: استفادة دابو من اخطاء موقعة جدة خاصة لجهة تشكيل الهجوم,, ومن المؤكد انه سيدفع بورقة طلال المشعل من البداية ليكون رأس حربة تقليدي الى جانب سوزا وقد يستعين ابراهيم سويد بديلا لعبدول انداي الذي كان نقطة ضعف واضحة في موقعة جدة,, فقد كان اداؤه عديم الفعالية,, وسلبيا للغاية,, حركة بلا بركة,, وايا كانت الاسماء التي تشارك الليلة امام الهلال فمن المؤكد استفادة دابو الكاملة من اخطاء اللقاء السابق خاصة الاخطاء المتعلقة بتشكيلة الوسط والهجوم,, لهذه الاسباب والعوامل مجتمعة ينتظر الاهلاويون للقاء الليلة نظرة تفاؤلية لا يستبعدون معها تحقيق الفوز وبلوغ نهائي الكأس,, ولا يفهم من هذا اني ارشح الاهلي للفوز لكنني اشير فقط الى انه سيظهر بمستوى فني مغاير تماما لمستواه في لقاء الذهاب في جدة وان مهمة الهلال ستكون اكثر صعوبة ايضا لعدة اسباب وعوامل,, نذكر منها:
ظروف الهلال الصعبة,, فالي جانب غياب الثنائي الدولي الخطير سامي الجابر ويوسف الثنيان غياب عبدالله شريدة صخرة دفاع الهلال,, وليتانا بدون الشريدة يفقد كثيرا من قوته والعكس صحيح,, فقوة دفاع الهلال وصلابته مصدرها الثناي الشريدة وليتانا,, ومن المتوقع تأثر دفاع الهلال كثيرا بغياب الشريدة.
فوز الهلال بنتيجة اللقاء الاول في جدة ستجعل لاعبي الهلال يدخلون المباراة وفي اعماقهم شيئا من الثقة الزائدة والاحساس بسهولة مهمتهم,, وارتفاع اسهمهم في سوق التأهل للمباراة النهائية فهم يدخلون المباراة بفرصتين الفوز او التعادل.
ومهما حاولت الادارة الهلالية وحاول الجهاز الفني تنبيه اللاعبين وتحذيرهم من مغبة التفكير بهاجس الفرصة والفرصتين.
فلن يغير ذلك شيئا من قناعات اللاعبين فهم يدركون جيدا ظروف المباراة,, وانهم يملكون فرصة اكبر للتأهل وهذا سلاح ذو حدين,, فقد يساعد اللاعبين على اللعب بتركيز شديد دون استعجال او تسرع وتنفيذ تعليمات المدرب لوري بحذافيرها,, وقد يحدث العكس,, فيؤدي اللاعبون المباراة بكثير من التراخي و(البرود) وهذا احتمال وارد وغير مستبعد,, والذاكرة مليئة بأسماء الفرق التي خسرت وكانت تملك فرصتين للفوز قبل المباراة وما اكثر الفرق التي فازت وكانت تملك فرصة واحدة فقط وهكذا تتباين ظروف الفريقين الهلال والاهلي فيما يلعب العامل النفسي لصالح الاهلي,, فهو في نظر (90%) من جماهير الاهلي خارج المنافسة,, لذلك سيلعب الاهلي مرتاحا من الضغط الجماهيري فيقدم افضل ما لديه,, والعكس صحيح بالنسبة للهلال فهو في نظر (90%) من جماهير الهلال مرشح لبلوغ نهائي الكأس بعد فوزه في موقعة جدة بهدف نظيف,, وهي تنتظر منه تكملة المشوار بنفس القوة,, لاعتقادها انه الاكفأ والاجدر والاقرب للفوز فهو يلعب على ارضه وامام جماهيره,, ويملك في جعبته ثلاث نقاط ثمينة,, ولهذا كله سيخوض الهلال موقعة الاهلي تحت ضغط نفسي وعصبي,, قد يؤثر سلبا على مستواه وادائه وقد لا يؤثر في ظل تميز لاعبي الهلال بالروح القتالية العالية التي تغلف اداءهم,, وهكذا نحن امام متغيرات كثيرة وعوامل فنية ونفسية ومعنوية مختلفة تجعل اوراق اللقاء المثير خارج كل الحسابات,, ولا يمكن لاي مراقب ترجيح كفة فريق على آخر رغم كل ما يقال عن حظوظ الهلال وفرصته الاوفر في الفوز, مع تمنياتنا بمشاهدة لقاء ممتع مثير يليق بسمعة ومكانة الفريقين وثرائها بالنجوم والاسماء الكبيرة فهما يملكان (80%) من ترسانة المنتخب الوطني.
|