تكالبت الظروف بشكل عجيب على الفريق الهلالي مع دخوله مرحلة حسم الدوري الذي تصدره وبرقم قياسي من النقاط مهددة الآن بأن تذهب ادراج الرياح بعد ان اصبحت تحت رحمة نتائج منافسات المربع الذي لم يضف للمسابقة الا مزيداً من الارهاق والتوتر!!
فقد تم ادخال الازرق وسط دوامة من المتغيرات الداخلية والخارجية ودفن تحت كومة من العثرات التي تراكمت من داخل اسوار النادي ومن خارجه!!
وبات الازرق يعيش وسط ظروف حرجه قبل ان يدخل خلاصة منافسات الموسم ليخسر كأس سمو ولي العهد ويبدأ مشوار المربع بمعنويات مهزوزة ومتغيرات فنية حرجة!!
فالهلال غابت عنه عروضه الفنية الابداعية منذ ان اخذ الزياني الحبيب اللبيب يتعامل مع اعضاء الفريق بطريقة الشورى حيث يأخذ آراء اللاعبين ومدى رغبتهم في المشاركة من عدمها واضعاً في الاعتبار نجومية اللاعب وشعبيته بغض النظر عن مستواه وانضباطه!!
والفراغ الاداري الذي عانى منه الفريق طيله الموسم غيّب مبدأ الثواب والعقاب وصارت الدرعى ترعى بالهلال وتشتتت اموره غرباً وشرقاً!!
وجاء الحكم يوسف العقيلي ليدلي بدلوه في بئر الاشكالات الهلالية عندما اخرج بعض نجوم الفريق عن طورهم بقراراته الضعيفه في نهائي كأس سمو ولي العهد ليخسرهم الفريق في اهم مراحل الموسم!!
وزاد الطين بلة على الهلاليين ايقاف قائد الفريق يوسف الثنيان وفي هذا التوقيت الحرج وجاء عمر المهنا ليكمل الناقص قاطعاً الشك باليقين بأن اخطاءه التي تتكرر لا يمكن ان تكون نتيجة اجتهادات قانونية!!
هذه المتغيرات نجح الفريق في تجاوزها في لقاء الذهاب امام الاهلي بروح افراده العالية وتعامل لوري الجيد مع احداث اللقاء,, ومنحت الفريق دعماً معنوياً مهماً وهو الذي عانى من احباطات عديدة!!
والفريق الهلالي الذي استحق الصدارة طيلة مشوار الدوري يبدو قوياً ورائعاً وهو يقهر الظروف ويعود من جديد للدفاع عن لقبه والفرصة امامه كبيرة لمواصلة المشوار حيث لقاء الاياب وسط جماهيره التي تعي حجم معاناة فريقها ومدى المحن الفنية والنفسية التي عاشها الفريق وافراده الامر الذي سيوفر للفريق الازرق مساندة جماهيرية غير مسبوقه ستساهم في استمرارية الروح العالية التي انطلقت في لقاء الذهاب وبالتالي ستلعب دوراً بالغ التأثير في زف فريقها الى لقاء القمة!!
وفي المقابل يدخل الفريق الاهلاوي مباراة اليوم وسط ظروف تختلف في نوعيتها عن تلك التي تسود الاجواء الهلالية,, ظروف فرضتها فقط مباراة الذهاب في جدة,, فالاهلي يدخل لقاء اليوم بجدية اكبر بعد ان تأكد لافراده انهم يواجهون فريقاً لا يعيش تحت رحمة الظروف مهما كانت قساوتها!!
والاهلاويون قبل ان يواجهوا الهلال اليوم هم في مواجهة حرجة مع جماهيرهم بعد تفريطهم في نتيجة لقاء الذهاب رغم اوضاع الهلال في المباراة ورغم تأشيرات المرور التي منحها عمر المهنا لتسهيل الوصول الى المرمى الهلالي!!
واذا كان الهلاليون قد وضعوا حداً لمجاملتهم للزياني حتى ولو كان ذلك متأخراً جداً,, فان الاهلاويين وعلى ما يبدو لن يقتنعوا بمحدودية قدرات دابو الا بعد فوات الاوان!!
ومن الظلم ان يوضع فريق لا تنقصه المواهب ولا يغيب عنه النجوم على كف عفريت!!
ودابو اظهر وفي اكثر من مباراة عدم قدرته على قراءة اللعب او وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب!!
كل الذي آمله هو ان تغيب صورة المهنا عن لقاء اليوم وان نشاهد تحكيماً يساعد لاعبي الفريقين على التفرغ للاداء الفني وسط اجواء من التنافس الشريف والروح الرياضية ليقدما لنا مباراة تليق بمكانة الفريقين وبسمعة نجومهما.