عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
في العدد 9656يوم الاحد 19/11/1419ه نشر الرسام/ محمد الخنيفر كاريكاتيرا يصور ابا يحضر لابنه آلة العود والكرة ليتعلمهما اختصارا لطريق المجد والشهرة والمال وبكل اسف هذا هو الواقع,, فغالبية الشباب وحتى الفتيات يعرفون في هذين المجالين كل صغيرة وكبيرة بينما لايعرفون عن نبي الأمة صلى الله عليه وسلم الا الاسم فقط.
ولايعرف أحدهم عن دينه سوى ما تعلمه قسرا على مقاعد الدراسة, ولايعرف عن الادباء والمثقفين - في بلاده على الاقل - اي شيء.
ان الكرة بصفة عامة، والسيدة كرة القدم بصفة خاصة قد اخذت حقها وزيادة على حساب غيرها, اذكر برنامجا للمسابقات في تلفزيوننا وجه سؤالا لاحد الشباب مفاده: ما اسم من بنى الكعبة؟ اجاب الشاب: ابراهيم رضي الله عنه!! تخيلوا,.
وفي برنامج آخر سئل احدهم عن شخصية ادبية في بلادنا لها باع طويل في الثقافة وكان يقدم برنامجا اذاعيا بعنوان (من القائل)فاحتار الشاب ولم يعرف انه الشيخ عبدالله بن خميس ومثله سؤال آخر عن العلامة الشيخ حمد الجاسر.
ان كرة القدم يوم سحبت البساط من تحت اقدام سائر الرياضات والفنون اصبحت مقياسا للوطنية واصبح التعصب الكروي ظاهرة منتشرة تنتقل عبر الاجيال ولايخفى على احد عدد الضحايا من الشباب الغض الطري الذي يلقى حتفه بعد فوز فريقه في مباراة ما.
انني اجزم ان بعض الشباب في بلادنا لايعلم ان النوادي الادبية تتبع الرئاسة العامة لرعاية الشباب تماما كالأندية الرياضية ولاتتبع وزارة المعارف.
لقد ساهم الاعلام المقروء والمسموع في ذلك والدليل ان المباريات تنقل على الهواء مباشرة في اي وقت من ليل او نهار، في الاجازات او ايام الامتحانات، في القناة الاولى فاذا هرب غير الكروي الى القناة الثانية لحقوه هناك وقطعوا البرنامج وارغموه على المشاهدة ولست ادري لماذا لاتنقل الأمسيات الشعرية لشعرائنا المبدعين حقا على الهواء كالمباريات.
لماذا لم تنقل الأمسية الشعرية التي احياها صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة برعاية النادي الاهلي علما بان اقل مايقال عنها انها رائعة؟!!
اين اعلامنا من الأمسية الشعرية التي احياها سمو الامير المبدع عبدالرحمن بن مساعد في البحرين؟ ومن بعدها في قطر؟!!
اتمنى من شبابنا ان لا يظنوا ان كرة القدم هي الهدف والغاية فالوطن بحاجة الى عقل شبابه تماما كحاجته الى طاقتهم الجسدية واشد ولكن المباريات تسيدت الموقف وسلام على غيرها.