Thursday 29th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 13 محرم


بعد توسعة مساحة البث
لندعم البرامج الفكرية والثقافية إذاعياً وتلفزيونياً

عزيزتي الجزيرة.
تحية وبعد:
في نسيج الاهتمام بالبث الاعلامي عبر القناتين المرئية والمسموعة استبشرنا بما نشر في الصحف مؤخراً عن انجاز وزارة الاعلام لمشروع البث التلفازي والاذاعي السعودي على القمر الاسيوي الذي ابتدأ فعلاً يوم الاربعاء 21/12/1419ه الموافق 7نيسان ابريل 1999م، وتضمن الخبر انه يمكن استقبال البث في جميع الدول الاسيوية، ودول جنوب شرق اسيا واستراليا,, كما اشار خبر آخر الى ان القمر العربي الجديد (3A) الذي حل جوار القمر العربي: (2A)في الموقع المداري 26شرقاً,, الخ وان هذا القمر يبدأ في ارسال اشارات البث على تردد (1298)وهو يضم عشرين قناة بينها قناتا المملكة.
وقد تبادر الى ذهني بعد قراءة هذين الخبرين صورة ذلك الاديب الذي توجه الى احد المسئولين في احدى القنوات الاعلامية وهو يحمل معه مشروعاً ثقافياً اعده ورغب الاشتراك به في برامج تلك القناة فوجد انشغال عدد من المسئولين عن ادارة تلك القناة في البحث عن مذيع مناسب- بمواصفات معينة- لتقديم احد البرامج الفنية,, ولم يكن الوقت مناسباً لاستقبال هذا الاديب المتحمس لتقديم مشروعه الثقافي الذي تم استلامه بكل يسر ومرونة واحيل الى معتمد البرامج الذي رمقه بنظرة مستغربة ومنحه موعداً غير محدد,, او الاتصال لمعرفة الرد على طلبه,, وبعد اتصالات هاتفية وصل الرد بريدياً بالاعتذار عن امكانية تحقيق رغبته في الاشتراك لعدم استكمال الاجراءات الخاصة بالانتاج,, الى هنا والوضع سليم لولم تسبقه موافقة على المشروع المقترح دفعت صاحبنا الاديب الى اعداد برنامجه وفق المسوغات المقنعة المطلوبة المعتادة مما يبرهن على وجود المعوقات الروتينية في طريق الاعمال الاعلامية في قنوات بعض الدول النامية برغم التطور والتحديث في الوسائل والتقنية في اجهزة البث والاتصالات,, وتساءلت وانا اشهد المستويات الضعيفة,, والمتدنية لعدد من القنوات العربية التي تملك طاقات وامكانات تؤهلها للحضور الامثل في ميدان التوعية والتثقيف والارتقاء باهتمام المستمعين والمشاهدين، ولكنها توقفت امام رغبات شرائح من المشاهدين والمستمعين، وكثفت اهتماماتها لتحقيق تلك الرغبات المحدودة، واعتقد ان في قنواتنا الاعلامية المرئية والمسموعة من الامكانات والطاقات الابداعية مايمكن ان تستثمر في الاعداد والتقديم والاخراج والانتاج والتفكير في تصورات امثل للارتقاء بمستويات البرامج ونوعيتها ومدى قناعة المتلقين بما يطرح وما يقدم واهمية الحوار والتطوير والتغيير والتجديد والاستفادة من تجارب الناجحين المبدعين في ابتكارات شتى تثري الحركة الثقافية وتسهم في تنمية الوعي الاجتماعي، وذلك يقتضي المبادرة الجادة من قبل المسئولين عن الاعلام لتحقيقه وفعاليته بالتزامن مع هذا الانفتاح التقني الى آفاق ارحب عبر نوافذ وقنوات إعلامية متعددة.
واود بهذه المناسبة ان اقدم هذه الاقتراحات آملاً ان تحظى بالقناعة والقبول,,وهي:
اولاً: استقطاب افكار النماذج الادبية والفكرية وآرائهم المضيئة لاحتضان البرامج الادبية والفكرية، والتعامل الفعلي الجاد مع المنابر الفكرية والاندية الادبية في المملكة للاسهام في تنمية الوعي الاجتماعي والارتقاء بتوجهات المتلقين في ميدان الفكر والمسرح والقصة والشعر وغيرها من الفنون الادبية المعبرة.
ثانياً: الاستفادة من تجارب المؤرخين والجغرافيين في اعداد البرامج والاعمال التوثيقية والتراثية المدروسة لان المسئولية اصبحت مضاعفة وتهم الجميع او الاكثرية.
ثالثاً: الافادة من التجارب الناجحة للقنوات العربية الاخرى في مجال البرامج التعليمية ليصبح التلفزيون نافذة للتوعية والتعليم، ويسهم بجدية وفعالية في التعليم ومحو الامية باعتبار ذلك احد اهم واجباته في نسيج دوره الحضاري الواعي، واهم روافد التوعية الاجتماعية.
رابعاً: تمكين العناصر المؤهلة من الموجودين في القنوات الاذاعية والتلفزيونية من الاسهام الفعال في اعداد البرامج الاعلامية والثقافية والادبية وانتاجها لتغطية مساحات زمنية اضافية وضرورة التفاعل مع التطور والمنافسة واثبات أبعاد الحضور الامثل المتميز بين القنوات الاعلامية الاخرى.
خامساً: من خلال تجربتي مع الاذاعة (مايزيد عن ربع قرن) في اعداد البرامج الثقافية والادبية لاحظت ايقاف عدد من البرامج الادبية والثقافية الناجحة بحجة اتاحة الفرصة لبرامج واعمال أخرى,, وفي اعتقادي ان هذا التصور يشوبه خطأ اجرائي وفني اذ لايمكن ان يعوض العمل الناجح بعمل آخر يحتمل نجاحه للتجريب,, وإنما الاولى استمرار الناجح والبحث عن الجديد ليحل في مساحة مالم يثبت نجاحه وجدواه وكمثال على هذا التصور هنالك برنامج لغتنا الجميلة الذي يعده الاستاذ فاروق شوشة في الاذاعة المصرية لم تمنعه سنوات عمره الثلاثون من مواصلة النجاح والتجديد واثبات الحضور والفاعلية.
سادساً: زيادة ساعات البث في القنوات الاذاعية لكسب مساحة اكبر وأعداد اكثر من المستمعين في الدول التي غطاها البث مؤخراً تقديراً لفوارق التوقيت,, مع مراعاة ذلك في القنوات التي تبث بلغات اخرى غير اللغة العربية، وامكانية دراسة جدوى التنويع والاضافة مما يتطلب التعاون مع العناصر المؤهلة في هذا المجال، والنظر في زيادة المكافآت المادية للمعدين لتشجيعهم على العطاء.
سابعاً: دعم اذاعة القرآن الكريم بعدد من العناصر الاذاعية المؤهلة لتقديم مواجز الانباء، وتحليلات الاخبار لان مستمعي هذه القناة يهمهم متابعة اخبار العالم الاسلامي والعربي والعالم كله ومعرفة مايدور حولهم من احداث، ويأتي في نطاق هذا الدعم دعم الجهاز الفني والهندسي لضمان تغطية البرامج التي يتم اعدادها من داخل الاذاعة او خارجها,, مع اهمية تكثيف البرامج الثقافية والادبية والاختصاصية,, بالاضافة الى زيادة ساعات البث الاذاعي مثل مثيلاتها من الاذاعات لتستوعب مساحات وأعداداً من المستمعين في تلك الدول التي شملها البث بعد تطويره ورفع مستوى ادائه.
ثامناً: ولما يتوفر في تلفزيون الرياض من امكانات فنية واستديوهات حديثة,, فينبغي استغلالها في اعداد البرامج الجماهيرية وبرامج المسابقات، والمسرحيات المعبرة، وانتاج برامج الحوارات ، ونحوها من البرامج والاعمال الثقافية والادبية والتوعوية الفذة من خلال تفعيل دور المفكر السعودي والاديب السعودي للاسهام بانتاجه، وحضوره عبر قناته التي تعبر عن رؤاه وهواجسه وطموحاته الحضارية والابداعية.
بدافع من الحب وعمق الانتماء,, وأمل ان تكون قنواتنا في مقدمة القنوات الاعلامية الرائعة إبداعاً وابتكاراً وحضوراً طرحت هذه الاقتراحات مقدراً مايبذله المسئولون في وزارة الاعلام من جهود وفعاليات للارتقاء بمستوى الخدمات الاعلامية الى المستوى الافضل والله الموفق.
عبدالله بن سالم الحميد

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved