Thursday 29th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 13 محرم


خصائص نظام التعليم الذي تنفرد به المملكة

نظام التعليم في المملكة يتمتع بمجموعة من الخصائص يكاد ينفرد بها ضمن نظم التعليم في العالم وقد يحتاج تبيان هذه الخصائص الى استعراض تاريخي مطول لتاريخ التعليم في المملكة, ولكنني استطيع ان ألخص هذه الخصائص في عدة سمات احددها على التوالي باختصار شديد,, فقد نشأ نظام التعليم في المملكة العربية السعودية على يد الموحد البطل الامام عبدالعزيز بن سعود وقد ربطه القائد الموحد منذ البداية بحركة التوحيد التي حققها للمملكة وبأسس دعوة التوحيد التي رفع رايتها, فالتعليم في المملكة نشأ مؤثرا متأثرا بحركة التوحيد بمعناها الدنيوي ومعناها الديني, وقد كان لهذا اثره الكبير على صياغة المناهج منذ البداية.
اما السمة الثانية فهي ان نظام التعليم في المملكة قد تطور بسرعة لم يشهدها اي نظام تعليمي اخر وكاد ان ينشأ منذ البداية كاملا بمراحله وانواعه، وهذا حقق لمناهج التعليم في المملكة فرصة نادرة لان تكون حديثه منذ البداية ومتنوعة بالقدر الكافي ومستجيبة لمراحل وانواع التعليم المختلفة.
اما السمة الثالثة التي اود ان اشير اليها فهي ان نظام التعليم عندنا على خلاف نظم التعليم في الدول الاخرى العربية والاوروبية شهد تطورا متصلا ولم يعرف ادوارا او مراحل من التقهقر او النكسة فقد كان التعليم - ومايزال - منذ عهد المؤسس الاول وحتى عهد الوزير الاول للمعارف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز موضعا لاهتمام ملوك الاسرة السعودية ورعايتهم الشخصية مما مكن له الانتشار والتوسع المستمر والانفتاح على احتياجات المجتمع ومتطلباته.
ويصل بنا الى السمة الرابعة لنظام التعليم في المملكة وهو ارتباطه بمراحل تطور المملكة منذ تأسيسها وتحقيق وحدتها ثم بدايات التخطيط الاقتصادي والاجتماعي الشامل حتى ايامنا الحالية، كل هذه العوامل تطالبنا من جديد بالكثير من التجديدات في المناهج.
وتلاحظ ايها القارىء الكريم انني اشير الى التجديد في المناهج وليس لاعادة الصياغة فالاسس والاهداف التي قامت عليها المناهج في المملكة والتي بلورتها سياسة التعليم خلال مراحل تطوره مازالت تعد اسسا واهدافا سليمة علينا ان نرعاها وان نعمقها، فهي تعتمد العقيدة مصدرا والوحدة الوطنية هدفا والانتماء العربي الاسلامي افقا وضرورة, ومع ذلك فلاشك ان تطورات المعرفة وتقدم العلم والتكنولوجيا واقترابنا من بداية قرن جديد تلقي على مناهجنا مسؤوليات ضخمة للانفتاح لتشمل هذه التطورات الاخيرة ولاعداد اجيالنا لها.
فمناهجنا في حاجة عاجلة لان تتسع لتشمل علوم المعلومات والحاسب الالي ويتدخل فيها مبادىء التكنولوجيا الحديثة التي هي عدة المستقبل واداة التطور والتقدم.
ومسؤولية التربويين في كل هذا كبيرة وكبيرة جدا,, فعليهم ان يتقدموا لاعداد المناهج والكتب الجديدة ولاعداد المدرس الجديد واخيرا لنشر الوعي بهذه الاحتياجات الجديدة وهذا عمل متصل يحتاج الى تآزر وتعاون وعمل مشترك لتطوير وتحديث المناهج ومتابعة التطورات العلمية والتربوية الحديثة.
والله ولي التوفيق.
* * *
الثروة البشرية وتوجيهها لخطط التنمية
عقول الشباب وقلوبهم هي اثمن مافي محفظة الامم، فكيف توزع هذه القلوب وتلك العقول على قائمة الاحتياجات العلمية والمهنية الطويلة؟
الرجل الاقتصادي المدبر: وكذلك الذي مرّ بأزمة مادية طاحنة فلم ينسها,, يقسم عادة مافي محفظته على احتياجاته المختلفة حسب اولوياتها,, كما لا ينسى ان يحتفظ بقدر منه رصيدا للمفاجآت, وعقول الشباب وقلوبهم هي اثمن مافي محفظة اي امة,, ولكن ثمة مشكلة عويصة حقا ولكنها غير صعبة,, ماذا تكون الاجابة اذا اردنا ان نحصي مشكلاتنا او حاجاتنا الاساسية والملحة؟
اننا في اشد الحاجة لانتاج ما يكفينا من غذاء,, ونحتاج للدواء ووسائط النقل والسلاح، والملابس، والمياه,, الخ.
ان معظم هذه القائمة الضرورية والخطرة في آن واحد ليست مستنبتة في بلادنا واذن فعلينا ان نقوم بتوزيع ثروتنا المحدودة من الشباب على قائمة طويلة من الاحتياجات، ليتولوا توفيرها لنا في المستقبل الاتي الذي يضج بالقلق والمخاطر.
اي مطلوب ان نوجههم لفروع العلم والخبرات التي تصب في هذه الاحتياجات, واجتهادي الخاص خلال هذه المرحلة اننا نحتاج لتعليم جيد يثب بنا وثبا.
ولما كانت كل المهن والتوجهات تُستَنبَتُ اولا في المدرسة، وكما تكتشف فيها المواهب، وتغرس فيها تعشق العلم المؤدي للابتكار او تؤئد فيها الرغبات بالروتين والتكرار والحفظ الرتيب.
فإني اعتبر مفتاح التقدم، والخطوة الاولى للبناء في اي امة، ان تجد بها افضل واذكى واتقى عناصر الامة لمهنة المعلم, ان مستقبل الامة كله مرهون بنوعية المعلمين فيها ولو كان لي ان احرض المخلصين الموهوبين الاتقياء في هذه الامة لحرضتهم على تسلم رسالة المعلم العظيمة، واعطائهم افضل الامتيازات المعنوية والمادية وظيفيا ومجتمعيا.
*مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج سابقا
دكتور: علي بن محمد التويجري*

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved