Thursday 29th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 13 محرم


رأي الجزيرة
التهديدات الإسرائيلية للبنان

اطلق رئيس جهاز المخابرات الحربية الاسرائيلية الجنرال عاموس مالكا احد اخطر تهديداته الكلامية للحكومة اللبنانية بمهاجمة اهداف في عمق لبنان اذا دعمت عمليات المقاومة الوطنية ضد القوات الاسرائيلية التي تحتل الشريط الحدودي في جنوب لبنان!.
وبرر هذا التهديد بقوله ان حزب الله اللبناني سيواصل مهاجمة الاهداف الاسرائيلية حتى لو انسحبت القوات الاسرائيلية من الحزام الامني المحتل!.
ونعتقد ان على القيادات السياسية والعسكرية في لبنان سواء كانت في السلطة او خارجها ان يتوحد رأيها في اخذ تهديدات الجنرال عاموس مأخذ الجد وبالتالي توحيد مواقفها السياسية وقواها العسكرية والامنية تحسباً لأي طارىء من جهة اسرائيل بشكل مباشر او من جهتها عن طريق عملاء وجواسيس خصوصاً وان امرأة اسرائيلية اعتقلت يوم الجمعة الماضي في جنوب لبنان بواسطة قوى الامن الداخلي وتم ترحيلها امس الى بيروت للتحقيق معها بشأن دخولها لجنوب لبنان والغرض الغامض منه!.
ولدى قوى الامن اللبنانية شكوك في ان تكون المرأة عميلة للموساد او عميلة للاستخبارات الحربية للجيش الاسرائيلي.
ونأمل في ان يتحلى الاشقاء في لبنان باليقظة والحذر وان يواصلوا اجتماعاتهم التي بدأوها اول امس لمناقشة التوتر الامني والعسكري في جنوب لبنان خاصة بعد اصابة ستة جنود اسرائيليين وثلاثة جنود من ميليشيا ما يسمى جيش لبنان الجنوبي العميلة لقوات الاحتلال.
ومما لا شك فيه ان تصريح رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص الذي قال فيه: (ان لبنان يدعم مقاومة الاحتلال وهي حق مشروع طالما استمر الاحتلال) سيكون بالنسبة للجنرال عاموس ولقوات الاحتلال بمثابة صب الزيت على النار الامر الذي يثير احتمال ان يدفع جنون الرعب من المقاومة زائداً الهوس الامني الذي يتملك صناع القرار الاسرائيلي الى الاقدام على تنفيد تهديدات رئيس الاستخبارات الحربية الاسرائيلية وهي تهديدات تعني بحجمها وقوتها انها اكثر من مجرد فقاعات صابون للتهويش.
كما مثلها حين يوجه الى دولة ذات سيادة لا يمكن ان تصدر التهديدات من مسؤول واحد مهما كانت صلاحياته ما لم يحصل على ضوء اخضر ممن هم اعلى منه رتبة ومسؤولية سياسية وعسكرية.
واخيراً فان التهديدات الاسرائيلية للبنان تكشف بصورة اكثر وضوحاً عن فهم استراتيجي اسرائيلي يعتبر ان من حقها ان تفعل ما تريد في اراضي الدول العربية المجاورة وان من واجب الدول العربية ان تذعن وتظهر القبول بما تريده اسرائيل وتفعله ليظل في حكم الامر الواقع الذي لا يجب ان يتغير الا بارادتها او بمقابل تساوم عليه اهل الأرض والحقوق.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved