(1)
للماء ذاكرة,.
للتراب ذاكرة,.
حتى الغيم الذي لم يتشكل مطرا او قصيدة،
ذلك الغيم له ذاكرة
ان قطرة المطر لا يمكن ان تنسى
ارضا روتها،
وحبات الرمل لا يمكن ان تنسى
حصاد التعب,.
حتى الشجر له ذاكرة شامخة،
الانسان وحده من ينسى،
او من يحاول ان يتناسى.
لماذا ننسى؟
لم يصبح النسيان
اول الكلام وآخره؟
(2)
انا اعرف لم كان النسيان
أبجدية جديدة,.
أعرف لم اخترته طواعية,.
انت اردت ان تنساهم،
لانك لم تستطع ان تبحر
عكس مد الشوك
القادم من صحرائهم,.
اردت ان تنساهم،
علهم يتوقفون عن اشعال النار
في وجهك ويديك,.
انت اخترت النسيان،
لكنه مازال يحاول نسيانك
(3)
أجافيكم لاعرفكم **،
وحين جافيتكم،
عرفتكم اكثر,.
وحين عرفتكم,.
قررت ان اجافيكم من جديد,.
(4)
ابتعدوا قليلا,.
و,,, لتكن بينكم وبين الحريق مسافة،
دعوا النار تأكل نفسها،
وانتظروا موكب المطر,.
لا تتوحدوا بقرع الطبول،
شقوا الصمت البعيد،
واعلنوا بان وجوه من اشعل الحريق،
لن يقبل بها النسيان,.
(5)
للجرح، كما للشجر.
ذاكرة شامخة,.
هو لن ينسى موسم حصاد الملح،
ولا موكب الثلج الابيض,.
يرفض الجرح ان ينسى،
لانه حينها لن يندمل.
(6)
ان الوجه الذي يأتيك،
في غمرة البعد والنسيان،
هو وجه لن تستطيع نسيانه
ما حييت.
(7)
قال:
(اتعرفين بأنني نويت ان انساك،
لذا ابتعت كل تذاكر السفر،
خارج حدود عينيك،
غيرت مكان اقامتي،
غيرت رفاقي،
وتلك الطرقات التي قد مررت بها،
او قد تمرين بها,.
كنت امضي الساعات،
في الصحوة والمنام،
وانا ابحث عن كل ما يسافر بي،
بعيدا عنك,.
واعتقد بأنني نجحت,.
وحين تأكدت من ذلك،
اردت ان تكوني اول من يصله
هذا الخبر!!
** المقطع للشاعر صلاح عبدالصبور.
|