Thursday 29th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 13 محرم


الموسوعة العربية العالمية:إنجازات وتحديات*
د, سعد البازعي

بصدور الموسوعة العربية العالمية عام 1416ه 1996م تكون الثقافة العربية قد دخلت تجربة فريدة ورائدة في تاريخها، لا لضخامة المخزون الذي جاءت الموسوعة به، وإنما لأنها الأولى من نوعها في تاريخ التأليف باللغة العربية, فقد عرف العرب ألواناً من الموسوعات في فترات مختلفة من تاريخهم الحضاري، لكن المفهوم الحديث للموسوعة كعمل شمولي منظم، وهو مفهوم اوروبي بطبيعة الحال، لم يعرف إلا حديثاً، وحين عرفوه ظلوا عاجزين - بكل اسف - عن اقتحامه بصورة ناجحة (منتجين موسوعات متخصصة او غير شمولية بالشكل الكافي), هذا على الرغم من توفر الامكانات البشرية والمادية وتكرر المحاولات على مدى ما يزيد على قرن كامل هو عمر النهضة العربية تقريباً, ومع ان الموسوعة العربية العالمية لم تحقق الحلم العربي كاملاً، بوصفها عملاً قام على الترجمة في المقام الأول، فإن من الممكن القول انها تحقق الحلم بصورته الاولى، صورته القابلة للتنامي عن طريق التأليف والتعديل والمتابعة، اي الموسوعة الأساس، ويكفي ان يقال انه قبل صدور هذا العمل لم تكن لدينا حتى تلك الصورة الاولى القابلة للنمو, وقد اتضح ذلك جلياً في الطبعة الثانية من الموسوعة الصادرة في مطلع هذا العام، فحجم التأليف والتعديل - حذفاً واضافة - جاء ليدعم ما دلت عليه الطبعة الاولى من ان للعرب الآن ان يقولوا ولأول مرة انهم يمتلكون عملاً موسوعياً حقيقياً في صورته الاساسية وقدرته على التنامي.
لست هنا في مقام التعريف بالموسوعة على اهمية ذلك التعريف, لكنني في مقام التحدث عن جانب من ذلك العمل عايشته شخصياً وأود ان اطرحه تلمسا للحوار المعرفي المفيد, فككثير من المشاريع الثقافية في العالم العربي جاءت الموسوعة بتجربة في العمل الثقافي جديدة تماماً على خبراتنا عمل يفتقر الى التراكم المعرفي او التقني او المهني، ليس على مستوى العاملين فيها فردياً وإنما على المحيط الاجتماعي والثقافي عموماً, وككل المشاريع التي من هذا النوع تقريباً جاء العمل بتحديات واسئلة وخبرات ومشكلات بالاضافة الى الانجازات، ويبدو لي ان تجربة من هذا النوع لا ينبغي ان تمر دون وقفة او وقفات نقدية يمكنها ان تتعدى بفائدتها العاملين في هذه الصناعة الجديدة الى الحركة الثقافية ككل.
بدأت صلتي بالموسوعة في سبتمبر 1997 حين بدأت العمل كرئيس تحرير للطبعة الثانية من الموسوعة العربية العالمية بدعوة من الزميل الدكتور احمد الشويخات، رئيس المؤسسة التي نفذت الموسوعة في طبعتها الأولى والتي ما تزال الناشر المنفذ للعمل، والشويخات بطبيعة الحال هو صاحب الفكرة الأساسية ومخططها والمشرف على تنفيذها طوال ستة اعوام من العمل، لكنه احد القلائل الذين يعلمون ويعملون بهدوء في بلادنا، ولو انجز البعض ربع عمله لملأوا الأرض تنبيها الى ريادتهم وعظمة انجازهم.
لقد شعر الشويخات منذ البدء بحجم التحديات التي تواجهه، وبالفعل لم يلبث ان تحقق كل ما توقعه واكثر, ولأنني عشت كثيراً من تلك التحديات بنفسي حين انضممت الى فريق العمل، فانني اتكىء عليها في ملاحظاتي هذه, فما اتحدث عنه هو جزء من خبرة جماعية بدأت لدى الشويخات ثم تنامت لديه ولدى غيره على انحاء وصور مختلفة ان قليلاً او كثيراً, لكنني لن اتحدث بالتفصيل عن مجمل ما اشير اليه، وإنما سأتحدث كما يشير العنوان ببعض التحديات التي واجهها العمل وما انجزه في سبيل تخطيها, وعلى سبيل العرض السريع اقول ان تلك التحديات والانجازات انحصرت تقريباً في قسمين رئيسين:
1 - معرفي - نظري.
2 - تقني - منهجي.
تمثل المعرفي في وجوه عدة من ابرزها ما تم التعارف عليه في مصطلحات العمل الجديد بمفهوم المواءمة اي تكييف المعرفة سواء كان مؤلفة ام مترجمة لاحتياجات وظروف البيئة التي ستنتقل تلك المعرفة اليها, اما التقني المنهجي فتمثل في وجوه عدة ايضا من ابرزها توفير الاجهزة المطلوبة ومعظمها عالية التقنية، واختيار الأفراد القادرين على العمل وتنظيم جهودهم، والقيام بأعمال المراجعة، لا سيما ان مجمل العاملين كانوا - وما زالوا - من خارج المؤسسة اي متعاونين وكثير منهم يقيمون خارج البلاد ويتم التواصل معهم بالمراسلة كما ان بينهم اختلافات واسعة في الاساليب وطرق التفكير والكتابة الى آخر ذلك.
ولم يكن من الصعب او مما يحتاج الى وقت طويل ان يتبين العاملون في الموسوعة ان المواجهة مع الآخر ثقافياً من خلال الترجمة لم تنطو على مجرد الحاجة الى مواءمة المعرفة الغربية والاضافة اليها، وانها تتجاوز ذلك الى ما يمكن ان نسميه مواءمة المعرفة العربية ايضا، وبهذه الموائمة الاخيرة اعني التعامل مع وضع الثقافة العربية القائمة بما يحيط بها من اوضاع سياسية واقتصادية وفكرية، وعلى نحو قد يعيق الدخول الى افق معرفي موسوعي جاد, ومما يحسب للموسوعة انها لم تتخذ موقعا سلبياً عاكساً لما واجهته وانما سعت لأن يكون لها دور ايجابي لمواجهته ومحاولة التأثير فيه, وفيما يلي اتحدث عن هذه المواجهة وعن جوانب اخرى هي من سمات البناء الموسوعي نفسه ضمن ما اسميه التكوين المعرفي للموسوعة وستكون وقفتي عند اربعة ملامح لذلك التكوين.
1 - مواءمة المعرفة الغربية: كان من الطبيعي ان تحتل المواءمة للمعرفة الغربية المترجمة واجهة الاهتمامات بالنسبة للقائمين على المشروع فالغالب على المعرفة المترجمة هو الانتماء الى احد الاقسام التالية:
- معرفة غير ضرورية (كالمعلومات التفصيلية المتعلقة ببعض جوانب الثقافة الغربية من بيئة وغيره مما لا يهم القارىء غير الغربي كالحديث عن الخنزير مثلاً .
- معرفة ناقصة او خاطئة (كالمعلومات غير الدقيقة المنشورة بحسن نية غالباً، كما في تقديم بعض المعلومات غير الدقيقة عن بلد عربي او اسلامي).
- معرفة متحيزة (كالمعلومات المضللة المنشورة عن بعض وجوه الاسلام والمسلمين او اعدائهم).
- معرفة غير متوازنة (كما في اعطاء الغرب مساحة اكبر بكثير من المساحة المخصصة لغيره من مناطق العالم لا سيما العالم العربي والاسلامي).
وقد اقتضت المواءمة اما تعديل المعلومات او حذفها او الاضافة اليها, ومن امثلة التعديل المقالات المتصلة ببعض الكتاب الغربيين كشكسبير مثلاً الذي كتبت عنه في الموسوعة الامريكية صفحات كثيرة بينما لم يعط اشهر الكتاب العرب او غير الغربيين اكثر من نصف عمود, هنا تضمن التعديل تقليل حجم مقالة شكسبير والتوسع في المقالات المتعلقة بشاعر كالمتنبي او ابي العلاء المعري, كما ان من امثلة ذلك المقالات المتعلقة بالبيئة الطبيعية، فقد تضمنت الموسوعة الامريكية قوائم بأشهر الأنهار والجبال والمغارات وطغت على تلك القوائم البيئة الغربية وذلك على حساب البيئات غير الغربية ومنها البيئة العربية, فكان التعديل اعادة كتابة القوائم بحيث تشتمل على ما غاب عن المعرفة في اصلها الغربي، لا بادخال البيئة العربية وانما بالاجتهاد في ادخال البيئات العالمية الأخرى, وغني عن القول انه في مثل هذه التعديلات كانت الموسوعة العربية اكمل من الأمريكية.
الى جانب ذلك ينبغي الاشارة الى واحدة من اهم اعمال المواءمة، وهو عمل تأليفي يملأ فراغاً تركته الموسوعة الامريكية وما كان يتوقع منها ان تملأه إلا موسوعة عربية اسلامية المنشأ تلك هي المقالة المطولة حول تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين التي بلغت حوالي مائة وثلاثين صفحة من القطع الكبير تطرقت الى تطور بعض العلوم البحتة كالرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء والأحياء مع قوائم بأبرز أعلامها واهم اعمالهم.
2 - الواقع العربي - المواءمة معكوسة: واجه مترجمو الموسوعة ومحرروها ومؤلفو موادها حقيقة نعرفها جميعاً، وهي ان صدق المعرفة ودقتها ليسا المعيارين الوحيدين لاختيار المواد، وان ثمة معياراً آخر يتمثل في مقبولية المعرفة ضمن الشروط التي تفرضها الأوضاع القائمة في العالم العربي, بهذا اعني ان التجرد والنزاهة اللتين يتحراهما العالم وطالب العلم فيما ينشده من معرفة ليسا باليسر الذي تبدوان عليه فالكتابة حول مذهب من المذاهب او حزب سياسي او شخصية من الشخصيات لا تخضع لما قد يراه المؤرخ او المفكر وانما تخضع ايضا لما قد تقتضيه مصالح كثيرة لا صلة للعلم بها.
كان من اوضح الامثلة على ما اشير اليه بعض المقالات التي تناولت الدول العربية فقد احيطت تلك المقالات بحسابات كثيرة نتيجة حساسية بعض تلك الدول تجاه ما قد يذكر عنها او عن بعض منسوبيها من شخصيات ومؤسسات، وكان الثمن الواضح لعدم مراعاة تلك الحساسية هو منع الموسوعة من الدخول الى تلك البلاد، تماماً كما يحدث لأية مطبوعة سواء كانت كتاباً ام مجلة، من هنا كان لا بد من اختيار احد امرين: اما الاصرار على الدقة والصحة وبالتالي تغيب الموسوعة عن آلاف القراء المحتملين، او تقديم تنازلات محدودة في سبيل الوصول بآلاف الصفحات الغنية بالمعرفة الى القاعدة العريضة من القراء، وكان طبيعياً ان يتم اختيار السبيل الأخير.
حين اقول مواءمة المعرفة العربية لا اقصد هذا الوضع الرقابي المتحيز وانما اقصد وضعاً آخر يؤكد الوضع الرقابي وجوده, فالقيود المشار اليها تتضمن ان العالم العربي ما زال بحادة الى التعود على المعرفة المتجردة او التي تسعى الى التجرد، ما زال بحاجة الى ان يقبل تقديم الرأي المخالف تقديماً منصفاً، سواء كان الرأي المخالف سياسياً ام فكرياً ام غيره, وقد كانت الموسوعة ميدان اختبار عربي كبير لهذا التحدي المعرفي الاخلاقي: كيف يمكن تقديم عدو ديني وقومي ومعتقدي كإسرائيل او دين مخالف كالنصرانية او خطر سياسي وعسكري كنظام من الأنظمة؟ كيف يمكن مواجهة اساطير الشعوب الاخرى وعاداتها لا سيما ما لا يتفق مع ما يسود في العالم العربي والاسلامي؟ هل يتم تجاهلها بالكلية ام تواءم ام تترك كما هي؟.
ان التجرد المطلق في هذه الأمور صعب المنال، بل قد يكون مستحيلاً, ولكن على الانسان ان يسعى قدر استطاعته الى النزاهة والانصاف حتى مع الضد ومما يحسب للموسوعة انها واءمت ما يستحق المواءمة وحذفت ما لا بد من حذفه، ولكنها في الوقت نفسه قدمت وبشجاعة نوعاً من المعرفة لن يمكن تقديمه دون قدر عال من التجرد والنزاهة ومن امثلة ذلك تعريف الموسوعة بالأديان الاخرى وبعض مقالاتها في تعريف شخصيات معترض عليها سياسياً مثل الرئيس العراقي صدام حسين, وهذا القدر يصعب تصوره في كثير من الدول العربية بل وفي كثير من دول ما يعرف بالعالم الثالث.
في مثل هذا النوع من المعرفة، سواء كانت مترجمة ام مؤلفة كانت المواءمة تتم بين التوقعات العربية ومقتضيات المعرفة النزيهة وهي هنا مواءمة بمعنى التعويد على القبول بمعرفة منصفة للمختلف، دون الاقرار بصحة ما لديه بالضرورة ولعل من الواضح ان هذه المواءمة تنطوي على مفارقة فهي قد تعني ترك المعلومة دون احداث التغيير الذي تتطلبه او تعودته ذهنية بعض المتلقين بمعنى انها المواءمة بعدم المواءمة المواءمة التي تتم بترك الاشياء باختلافها الصعب.
3 - ازدواجية المعرفة: الانجاز الذي تم على صعيد المواءمة سواء كانت مواءمة للمعرفة الغربية ام للمعرفة العربية على النحو الذي ذكرت تجاور الى جانب عدد من المسائل الاشكالية,, من تلك ما نتج عن كون النسبة الكبرى من المعرفة مترجماً، مما ادى الى لون من الوان المواءمة هو الازدواجية في تقديم المعلومة ففي الطبعة الاولى ترجمت مقالة حول تاريخ الفلسفة كتبت بطبيعة الحال من منظور غربي تركز على الفلسفة اليونانية والغربية المحدثة، وتجاهل الفلسفة الاسلامية وفلسفات الشعوب الاخرى, وكان امام هيئة تحرير الموسوعة خياران اما اعادة صياغة المقال بحيث تتسع لما غاب عن المقال الاصلي او اضافة ما يعوض النقص، فكان الخيار الأخير هو الملائم في حينها ربما لأنه كان الأسهل, لكن الناظر في ما نتج عن ذلك يجد ان الوضع ما زال ناقصاً وغير طبيعي (وهو ما زال كذلك في الطبعة الثانية، حيث اتضحت المشكلة ولم يسهل ايجاد البديل) ففصل مقالة الفلسفة عموماً عن الفلسفة الاسلامية يعطي انطباعاً بان ما انتجه المسلمون شيء خاص بهم، وليس جزءاً من التاريخ الانساني العام والرئيس للفلسفة كأنما هي نتاج فرعي لا اساسي وربما قال احد بأن هذا هو الحال فعلاً لأن الفلسفة نتاج يوناني ثم اوروبي غربي بالدرجة الاولى وان المسلمين انما انتجوا اعمالهم ضمن تفاعلهم مع اليونان لكن ذلك لا يبرر الفصل لان ما انتجه المسلمون احدث اثره في تطور الفلسفة الاوروبية وهو ما تجاهلته مقالة الموسوعة الامريكية وتتجاهله عادة التواريخ الغربية للفلسفة فكان ينبغي دمج المقالتين باعادة كتابة المقالة الاصلية لتتسع لاضافات المسلمين ولتبرز اثرهم.
مقالة اخرى تبرز الازدواجية المشار اليها تتمثل في مقالة حول الموسوعات نفسها فقذد اوردت الموسوعة الامريكية قائمة بأهم الموسوعات التي انتجت في الغرب على اساس انها كل ما يحتاج القارىء الى معرفته وحين ترجمت المقالة هذه قامت هيئة التحرير باضافة قائمة مجاورة تسرد اهم الموسوعات التي انتجتها الحضارة العربية الاسلامية وهي قائمة تتجاوز القائمة الغربية في تاريخ البدء ولكنها مع ذلك غائبة عن الوعي الغربي السائد اما جهلاً او تجاهلاً, هنا مرة اخرى كان يمكن دمج القائمتين في قائمة واحدة تمثل تاريخ الموسوعات، وكان يمكن تطوير ذلك باضافة موسوعات اخرى من الحضارات التي يهمشها الغرب عادة ولا نود ان نهمشها نحن ايضا كالحضارات الصينية واليابانية والهندية.
هذه الازدواجية سعت الموسوعة الى تلافيها في بعض مقالاتها فأعيدت في الطبعة الثانية كتابة بعض المقالات كمقالة العلم والاستشراق والنقد الأدبي من منظور الشمولية المشار اليها, اعيدت كتابة مقالة العلم لتستوعب المفهوم الاسلامي الشرعي للعلم بعد ان كان واقعاً تحت مظلة المفهوم الغربي العلماني، واعيدت كتابة مقالة الاستشراق لتستوعب وجوها اخرى للاستشراق غابت عن المقالة الاولى (وهذه مقالة مؤلفة بالكامل) اما مقالة النقد الأدبي فقد عدلت تعديلاً جوهرياً ادخل فيه تاريخ النقد الادبي العربي ليكون جزءاً من تطور النقد في العالم كما اضيف الى ذلك التاريخ تاريخ النقد الأدبي في ثقافات اخرى كالصين والهند وقد ادى ذلك بالطبع الى كسر الهيمنة الغربية على تاريخ النقد كما جاء في الموسوعة الامريكية وهذا التعديل من الانجازات التي يعتد بها في عمل شاب كالموسوعة العربية العالمية.
4 - تفاوت المستويات المعرفية: احدى السمات التي حملتها الموسوعة الامريكية وورلد بوك هي التوجه للقارىء العادي على نحو براغماتي عملي عرفت به الثقافة الامريكية من حيث هو ينشد الدقة والوضوح والسهولة, وقد انتقل معظم ذلك مع ما انتقل من مواد مترجمة لكن الاسلوب البراغماتي او العمل لم يتم تبنيه تماماً فيما الف من مقالات للموسوعة فقد جاء بعض هذه معمقاً او مكتوباً بلغة تراثية قد لا يسيغها او يفهمها بعض المعاصرين لا سيما صغار السن وغير المتعلمين تعليماً كافياً بينما جاء البعض الآخر سهلاً ميسور الاسلوب ومن الأمثلة على ذلك مقالات الاعلام فقد تفاوتت هذه بين مقالات بدت وكأنها مقتطعة من كتب التراث واخرى مكتوبة بلغة معاصرة اكثر يسراً.
ان المشكلة هنا كما في اماكن اخرى هي في كون الموسوعة مزيجاً من الترجمة المعدلة والتأليف وليس من السهل القول انه لو كانت الموسوعة مؤلفة بالكامل لما وجدت هذه المشكلات ففي تصوري ان ثمة مسائل اخرى اثرت وكان ستؤثر في معظم الأحوال يعود بعضها الى وضع الثقافة العربية، ويعود البعض الآخر الى الواقع العربي ككل, وما اشير اليها هنا منه ما يوجد في المؤلفات العربية الحديثة ومنه ما يوجد في المترجمات من اللغات الاخرى فكما نعلم جميعاً، ما يزال جزء كبير من الثقافة العربية يعيش تحت مظلة الهيمنة الغربية، بينما يتأثر جزء آخر بالمعطى التراثي محاولاً استعادته, والتياران هما اللذان يشكلان المجربين الرئيسين لثقافتنا العربية المعاصرة بما ينتج عن ذلك من توتر وتفاوت واضطراب ومن هنا كان طبيعياً ان ينعكس ذلك على الموسوعة العربية العالمية منذ البدء مثلما ينعكس على بعض اهم المنجزات الثقافية العربية المعاصرة والموسوعة واحدة منها.
* محاضرة ألقاها د, سعد البازعي في اثنينية
الشيخ عثمان الصالح

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved