Thursday 29th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 13 محرم


على ضفاف الواقع
و,, هم يضحك,, 2

** عام جديد,,
كل عام وأحلامنا الصادقة,,, الواقعية بألف جذر ثابت في الارض,, وألف فرع أخضر يتمايل فرحا في السماء,,عام مضى,.
اعتلت أيامه صفحات كتاب (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها).
نودعه,,,نلوح له بالعرفان على كل ما علمنا إياه,,
على كل الملامح التي ارتكبت الصدق مع مشاعرنا فسُجنت في صدورنا مع سبق الاصرار والترصد,.
على كل الملامح التي سقطت سهواً من ذاكرتنا,, بعد ما كنا نتوقع ان لا حياة لنا دونها,.
شكراً,, لذلك العام الذي مضى,.
شكرا,, لكل افراحه التي علمتنا الشكر والحمد,.
شكرا,, لكل احزانه التي علمتنا الصبر,, والاحتساب,.
وكل ثواني هذا العام وانتم تتمتعون,, بالرضى,.
** إلى (ع,م,) بعدما اشتاق الغياب,, للغياب,,!!اقول لك ,, ما قرأته لكازانتزاكي مؤخرا,,اني اجمع ادواتي,, البصر,, السمع,, الذوق,, الشم,, اللمس الروح,.
اجمعها انا ايضا,, اجمع البصر,, والعقل,, والروح,, لأكتب لك,, بأننا يجب ان نخرج من دائرة ما تعودنا من دائرة ما تعلمنا او على اقل تقدير من دائرة بعض ما تعلمناه يجب ألاّ تصبح الحياة بالنسبة لنا عادة,, لا يمكن لها أن تتغير,,!!
أصدقك القول (ع,ع) ان طبلة أذني بدأت تعزف لها لحنا خاصا بها,, مكون من كلمات بسيطة هي باختصار غادة,, حذار ان تكون حياتك عادة وحسب,, يجب ان يكون بداخلك رغبة دائمة للتغيير,,, احيانا للرفض,, للاعتراض,, للتمرد ,,!!
بدأت اسمع هذا اللحن يشدو على اوتاري,, بعدما اغلقت باب اذني,, امام جمل كثيرة,, هي من نوع من غيّر عادته,, قلّت سعادته ,؟!!
يا الهي,,!! لتقل سعادته !! ما المشكلة؟! احيانا يجب ان نعيش الوجه الآحر للحياة,, لتصبح الدنيا اجمل!!
لتقل سعادته,,!! ما هذا الطمع لفرح دائم,, يفقدنا الوقوف,, التمعن,, لتبصر الاشياء من حولنا؟!! لتقل سعادته,,!! وقتا من الزمن,, ربما بعد ذلك اعطته الحياة فوق ما يريد, أكثر مما يستحق,!!
أقول لك ,, (ع,ع),.
اكره تلك المسافة بين نقطتين ,, انها تجميد للعقل,, للروح,, ان النقاط المبعثرة احيانا متاهة,, جميلة لانتصار رائع فيما بعد,!!
كم,, أكره الخطوط المستقيمة احيانا,, لأنها تجعلنا نرى ما هو أمامنا فقط,, إن الخطوط الجانبية أحيانا متعة حقيقية لاكتشاف الافضل,, قد نتعب,, قد يصفنا الناس,, بالجنون (الناس,, انهم فلسفة متعبة,, بلا فلسفة),!!
الآن وانا اكتب لك رسالتي هذه,, شاهدت عبر التلفاز اعلاناً عن نوع جديد من (الشيكولاتة),, كتب في نهاية الاعلان ,, (اللحظة الحلوة,, دنيا حلوة),, لقد صدق ربما لأن احساسنا باللحظة المختلفة,, يعطي معنى اكبر للحياة!!
المهم,, (ع,ع) - ولنضع الاعلان جانبا,, ربما إلى الآن لم اصل الى ما اريد قوله لك او ايضاحه لك,, غير ان من غيّر عادته قلّت سعادته لا زال يرفع ضغطي فخذ مثلا,,الطبع يغلب التطبع
من شب على شيء شاب عليه .
احكام وامثال عديدة ,, تملأ رؤوسنا,, وللأسف أغلبه يخضع لقانون مكانك سر ,,!!
عموما (ع,ع) لندع ما قالته غادة لغادة مؤقتا فقط,, ولنتحدث عن تلك الفكرة التي تدعونا الى ان تكون لنا مساراتنا المختلفة,, ان نضع تلك الافكار السائدة الرائجة جانبا,, ان نتفحص الاشياء جيدا لنستطيع الحصول على معرفة جديدة,,!!
منذ زمن ليس ببعيد قرأت بعض العبارات ل(فرنسيس بيكون) عن الاخطاء التي ينزع البشر الى عبادتها وتقديم طقوس الولاء لها,,, مع عزوفه عن محاولة تغييرها,, فهو يقبل بها,, حتى لو (أهلكته),, تلك الاخطاء التي يعمد بيكون إلى تسميتها بالأوثان هي,, القبيلة,, الكهف المسرح,,, وساحة السوق,!!ويقصد بالقبيلة ان الانسان يذهب الى استحسان ما ورثه من تقاليد وعادات وأعراف (وربما فاقت لديه الدين) ذلك الاستحسان يجعله يتردد امام,, اي انفتاح عقلي سليم.
اما الخطأ الآخر أو الوثن الآخر فهو الكهف اي ان الفرد قد يعيش حالة من البلادة الفردية التي تجعله يرى كل شيء من منظوره الخاص فقط او من تجربته الشخصية او من زاويته فقط فيتحيز لرأيه دوما,, اما الوثن الثالث,, وهو ساحة السوق,, ويمكن لنا ايضا ان نسميه (بالحراج) يقصد به تلك الشعارات والمقولات الرنانة من كل صنف ولون,, يؤخذ الناس بها دون تفحص لمعانيها واهدافها,!! يأخذ منها ما يناسبه وما لا يناسبه دون تدقيق,!!
أما الوثن الاخير؟؟ فهو المسرح,, ويقصد به الخطأ الشائع,, ومع شيوعه اصبح صحيحا (فكل الناس تفعل ما افعل,,),, ولهذا يصعب على المرء ان يسير ضد التيار,, ضد نص المسرحية لأنه من الاسهل له ان يأخذ الادوار الجاهزة في الحياة دون,, غلبة,!!
* (ع,ع) اظن أن الحديث عن اوثان بيكون قد راق لك!! ويبدو لي اننا نحصر عقولنا في عبادة تلك الاوثان ,, دون محاولة للتغيير او التمرد قليلا للوصول الى ما هو افضل,, ورغم ان الاوثان التي تسيطر على تفكيرنا,, تتعدى هذا الرقم بكثير الاربعة أوثان الا أننا,, سنعود الى ذلك المخلوق الذي غيرّ عادته فقلّت (المسكين) سعادته ,, لنقول له ان الامثال,, بعض الامثال,, وثن خامس,!!
** وانا اقرأ في الجريمة والعقاب لدوستويفسكي توقفت امام ما جاء على لسان احدى الملامح في تلك الرواية انه يقول:
أين نحن الآن؟!!كلنا دون استثناء,؟؟!!
اين نحن جميعا فيما يتعلق بالعلوم والثقافة والفكر والعقلية الابداعية والمثل العليا والرغبات التحررية والمنطق والتجربة وكل شيء آخر,, اننا لا زلنا نتبع الدروس الاعدادية في المدرسة الابتدائية,!! اننا نستأنس ونعجب بالمعارف التي تملأ بها افواهنا ممضوغة خالصة!! أليس كذلك,,!!
أليس ما أقوله حقيقة!!
غادة عبدالله الخضير

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved