Thursday 29th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 13 محرم


اليحيا الفنان الرائد

يعتبر الفنان التشكيلي عبدالجبار عبدالكريم اليحيا من الفنانين التشكيليين العصاميين الذين شقوا طريقهم في هذا المجال على ارض قاحلة لم تكن ممهدة من قبل ولاشك ان التحديات كانت كبيرة آنذاك وهي اضعاف ما يواجهه الفنان الناشىء في الوقت الراهن.
ولكن قوة العزيمة والاصرار على شق هذا الطريق كانت دئما مع اليحيا حتى وصل بكل اقتدار للمكانة والمستوى الذي وصل اليه.
كما ان التقلبات والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية خلال العقود الثلاثة الماضية لم تنل من هذا الاصرار وتلك العزيمة فقد استمر رغم جميع التحديات.
ويرى بعض من ينتسب الى هذاالفن ان الفن التشكيلي يمكن ان يوفر مكاسب تجارية وينقلهم الى صفوف الاثرياء وبالفعل في اثناء تلك الفترة ولتحقيق ذلك الحلم دخل العديد من الفنانين التشكيليين السعوديين في مغامرات تجارية عادت على كثير منهم بالوبال وشلت نشاطهم التشكيلي ويظل اليحيا شامخا بفكره وثقافته بعيدا عن كل ذلك لانه يدرك وبشكل واضح هدف الفن التشكيلي اسمى وارقى من المكاسب المادية الفانية.
وهناك بعض الفنانين من يعتقد ان الفن التشكيلي هو الطريق المعبد بالورود نحو الشهرة والاضواء فنجد البعض يحشر نفسه بسبب واحيانا كثيرة بدون سبب لتحقيق هذا الهدف بالمقابل يظل اليحيا نزيها بكرامته عاليا باخلاقه بعيدا كل البعد من ان يكون فقاعة اعلامية خاوية لا تلبث ان تتبخر بعد برهة من الزمن كما حدث للعديد من الاسماء التشكيلية المزيفة التي يعمل بعضها الان في جميع المجالات عدا الفن التشكيلي,الفنان اليحيا من اكبر التشكيليين السعوديين عمرا واكثرهم خبرة والفن في المفهوم الحديث هو خبرة في رأي العديد من الفلاسفة والمفكرين وفي مقدمتهم جون ديوي الذي تقوم فلسفته عن الفن على الخبرة, وخبرة اليحيا الفنية تمتد الى خمسين عاما ومن اوضاعنا الثقافية والتشكيلية التي لا نرضى عنها ان يبقى هذا الكنز من الخبرة مطمورا تحت التراب ووراء الكواليس بعيدا عن متناول الكفاءات الشابة العطشى لمثل خبرته وتجاربه الطويلة في هذا المضمار.
بمناسبة المعرض الاستعادي لهذا الفنان اهنىء جمهور الفن التشكيلي اولا والفنان عبدالجبار اليحيا ثانيا واتمنى من العلي القدير ان يكون هذا المعرض بمثابة تقدم للخبرة الطويلة لهذا الفنان ليستفيد منها الوسط التشكيلي وللاكاديميين والنقاد والدارسين من الجنسين لاعطاء هذا المعرض حقه من الدراسة والتحليل.
كلمة اخيرة اوجهها ايضا للمثقفين والمفكرين بمناسبة المئوية وهي ان فن اليحيا هو فن المئوية هو فن الخبرة الطويلة والرؤية البصرية الحساسة الراصدة للتقلبات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي سجلها الفن التشكيلي السعودي خلال نصف قرن وبالله التوفيق.
يوسف بن ابراهيم العمود
*أستاذ التربية الفنية المساعد بجامعة الملك سعود

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved