Thursday 29th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 13 محرم


غياب النقد وأثره في مسيرة الحركة التشكيلية

يعتبر النقد لاي عمل من الاعمال سواء كان سلبا او ايجابا وقودا ودافعا لابد منه,, والنقد الذي اقصده هنا هو النقد البناء الهادف البعيد كل البعد عن الاهواء والاغراض الشخصية لان الشخص المنتج سواء كان كاتبا او شاعرا او فنانا اولاعبا ايضا او خلافه بحاجة ماسة وشديدة لمن يقوم ما يطرحه,, والنقد المطلوب كما قلت هو النقد البناء الصادر من شخص يملك مقومات الناقد وهي الخبرة والدراسة والمتابعة والالمام والحيادية والجرأة والموضوعية في طرحه,.
والحركة التشكيلية السعودية وهي تعيش الان اوج توهجها وحضورها القوي بفضل الله ثم بفضل الجهود التي تبذلها الجهة المسؤولة عنها واقصد الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعلى رأسها امير الشباب الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز وسمو نائبه سمو الامير سلطان بن فهد.
اقول ان الحركة التشكيلية السعودية بحاجة ماسة الى وجود الناقد المختص وما نتابعه هذه الايام من تراشق اعلامي عبر الصحف بين الفنانين التشكيليين لا يخدم الحركة الفنية ولا يسمى نقدا فنيا مطلوبا,,لان ما نقرأه من مهاترات ان جازت التسمية لا يمكن بحال من الاحوال ان نطلق عليه نقدا.
فالمتابع كما يكتب يرى ان الامر مجرد تصفية حسابات قديمة ولاغراض شخصية قد نجهلها نحن,.
وما يحدث من ردود منفعلة ومداخلات متباينة تحت ستار النقد بين فئة معينة من الفنانين التشكيليين ما هو الا -في واقع الامر- بلبلة وصخب لا يخدم الحركة التشكيلية من بعيد ولامن قريب فالحركة كما اسلفت بحاجة الى جود منظر وناقد هادف لما يطرح والناقد الذي اقصده واكررها هو الناقد الهادف البعيد كل البعد عن الاهواء والمصالح الشخصية التي لا تخدم الحركة التشكيلية بأي حال من الاحوال.
ان الدعوة موجهة للمختصين وللمؤهلين للمشاركة والمساهمة الفعالة في هذا الجانب,, وان لدينا في اقسام التربية الفنية بالجامعات والكليات المختصة العديد من المختصين والذين آمل ان تتاح لهم الفرصة وللمبادرة وفق تخصصهم وخبراتهم الطويلة الى المشاركة والمساهمة في هذا المجال لان الساحة التشكيلية بحاجة الى مشاركتهم ومتابعتهم وتقويمهم لما يطرح عبر هذا الكم الهائل من المعارض التشكيلية المختلفة التي تقام هنا وهناك والتي اعتقد جازما انها ظاهرة صحية تخدم الحركة التشكيلية السعودية.
والمتابع الآن يرى كم اصبح لدينا فنانون وفنانات وعلى مستوى فني متقدم ويتضح ذلك من خلال المشاركات العديدة والمراكز المتقدمة التي حققها هؤلاء الفنانون والفنانات عبر مشاركاتهم الدولية المختلفة.
وهم على الرغم من ذلك بحاجة ملحة الى وجود منظرين لما يقدمونه من اعمال وبحاجة الى وجود نقاد اكفاء يهدفون الى مصلحة وتطور هؤلاء الفنانين والفنانات التشكيليين على اختلاف مدارسهم الفنية وليس شرطا ان يكون النقد سلبا فالنقد الايجابي مطلوب فالمقيّم عادة يقول للمحسن احسنت وللمخطىء اخطأت ويسعى الى توجيهه الى نقاط الضعف لتداركها مستقبلا.
كل ما آمله ان يكون النقد للتقويم ليس إلا,.
محمد الخربوش
*اخصائي فنون تشكيلية

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved