الجزيرة تستعرض أحوال الأربعة الكبار بين جولتي المربع الذهبي لا رهان أمام روح الهلال العالية,, الأهلي ذهب ضحية الهلال والضغوط |
* متابعة: سالم الدبيبي
- انقضت الجولة الاولى من منافسات المربع الذهبي دون ان تحدد الملامح النهائية لمباريات الاياب في الجولة الحاسمة التي من خلالها سيتعرف الجمهور المتابع بكل لهفة وترقب على عريسي الموسم الرياضي الذين سيتشرفان بالمثول امام القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين في عرس الرياضة والشباب الكبير,, الفرق الاربعة الكبار قدمت مستويات متباينة طبقاً لظروف معينة تحف بكل فريق على حدة وقد تكون مباراة الرياض بين الاتحاد والشباب الافضل في احداثها الدرامية من لقاء الهلال والاهلي في جدة الحذر ، وهذا الفارق يأتي من الناحية الفرجاوية المثيرة بغض النظر عن محصلة كل فريق نتائجياً ، ولمزيد من الايضاح نلقي الضوء خلال هذه العجالة على حالة الفرق بعد مرحلة الذهاب وقبل نزال الاياب الحاسم.
الهلال يتحدى بالروح العالية
- للهلال سوابق بطولية جاءت عبر التاريخ من عمق المعاناة ، فالفريق الازرق الذي امتعنا يوم الخميس الماضي هو غير من تابعناه قبل ايام قلائل يخسر كأس ولي العهد كانت الظروف الصعبة تقف في وجهه دون ان ينثر ابداعه المنتظر دوماً، وتضاعفت قبل ان يخوض اللقاء السابق عندما خسر الجابر والثنيان دفعة واحدة، ولكن معاناة الهلال لم تكن بالاسماء وأكدها فعلياً عندما عادت الروح العالية والمفقودة في نكهته الخاصة هذا الموسم، تفوق الهلاليون على الاهلي وأنفسهم حينما واجهوا كل الظروف المحبطة وصدوها بكل جسارة وشجاعة، غلة الهلال المستحقة كانت اكثر لولا انها انتقصت بفعل فاعل ,,المدرب الجديد لوري ساندري من الظلم ان ينسب له او عليه الوضع الفني للفريق مع الاخذ بالاعتبار التدخلات الفنية التي أحدثها على التشكيلة الزرقاء وخصوصا خطي الوسط والهجوم حيث تابعنا التفاعل المختلف تماماً عن الصورة السابقة هجوماً ودفاعاً، قتالية الاداء ساعدت على التطبيق المحكم للضغط المباشر على محاولات الخصم للتحضير والبناء مما سهل مهمة الدفاع الاقل فاعلية من بقية الخطوط وأتاح فرصة الارتداد الخطير صوب المرمى الاهلاوي حتى ان الجميع كان ينتظر من الهلال التسجيل اكثر من انتظار التعديل من الاهلي,, ويحسب ايضاً للوري بمساعدة الروح العالية للاعبين ادارته المتقنة للمباراة وتغييراته المنطقية التي كانت تنسجم مع المتغيرات الهجومية التي كانت تطرأ على الخصم,, على الهلال التعامل وفقاً لما يفرضه المنطق فالاهلي لم يخسر حتى الآن وهو سيلعب بالتأكيد بأسلوب خطر جداً لمن يواجهه فالاهلي لن يخسر شيئاً وسيقاتل بقوة طمعاً بخطف البطاقة الغالية طموح الجميع المشروع.
الضغوط وحنكة الخصم حجبتا الأهلي
- كان الاهلي الافضل من خصمه العنيد بكل شيء قبل ان تبدأ المواجهة الظروف جيدة جداً والتكامل العناصري والاعدادي يسيران على اكمل وجه,, ودائماً يكون الفريق بهذه الحالة عرضة للضغوط لاسيما والمباراة تقام على ارضه وبين جماهيره وهو مطالب بقوة لتحقيق النتيجة التي تجعل مهمته الثانية اكثر سهولة مما هي عليه حالياً,, قد يكون ذلك وراء التثاقل الواضح في اداء الفريق وافتقاده لسرعة التفاعل مع احداث المباراة ولن نغفل عاصفة الهجوم المباغت التي تفاجأ بها لاعبو الاهلي من نظرائهم مجموعة الهلال والتي افقدت التركيز الاخضر انبضاطه وضاعت منهجيته التكتيكية بوضوح, ولا نضع الهدف الهلالي المبكر خارج حساباتنا عندما نقرأ مرور الدقائق الصعبة على الاهلاويين بما اضافه من ضغوط كبيرة وصعب المهمة بشكل اكثر لاسيما والاهلي كان يبحث عن التسجيل دون ان تعانق شباكه الاهداف,, امين دابو المدرب يبدو انه لم يقرأ الهلال جيداً وتعجل بتوقع سيناريو المباراة قبل ان تبدأ ووضع الهجوم المكثف منذ البداية هو الخيار علىاساس حالة الخصم وباعتبار ان المباراة تقام في جدة مما وضع فريقه في موقف صعب امام السيل الهجومي الازرق وتعددت بذلك الاخطاء نتيجة للارتباك الواضح الذي اعترى الصفوف الخضراء وكان مركز الظهير الايمن منفذا واسعا استوعب خطورة الجمعان بالتبادل المدروس مع بشار وتكرر مشهد الخطورة امام مرمى الغامدي وكان من الممكن ان يزيد اهتزاز الشباك لولا عدم التوفيق للهجوم الهلالي وخطأ الحكم الواضع في عدم احتساب ضربة جزاء لا نقاش فيها لصالح بشار,, قد نخلص الاخطاء الفنية بعدم قفل الجهة اليمنى من الدفاع المفتوحة، عدم وضع التوليفة المناسبة لخط الوسط، عدم وجود المهاجمين فسوزا صانع لعب اكثر مما هو هداف كذلك خالد قهوجي تختفي فاعليته عندما يرمى بأحضان الدفاع فهو لاعب مساحات وقد اتضح ذلك عند عودته الى خط الوسط في الشوط الثاني، مجاملة خالد مسعد وابقائه في الملعب رغم عدم فاعليته وتسببه في قتل الكثير من الهجمات الاهلاوية والمسعد لا يجيد التعامل مع الضغط الشديد كما مارسه وسط الهلال ببراعة,, امام الاهلي فرصة المعالجة النفسية اولاً ومن ثم وضع التشكيل المناسب وعدم الاستعجال في تحقيق نتيجة من خلال الاندفاع غير المحسوب.
الشباب يستكمل روعة الكأس
- ما قدمه الشباب في الفترة الاخيرة اكد بما لا يدع مجالاً للشك ارتفاع مستوى المؤشر الفني للفريق وانسجام لاعبيه مع فكر المدرب البرازيلي فرانسيسكو,, ولو لم يرد الشباب على كأس ولي العهد لقباً آخر هذا الموسم لكفاه ذلك انجازاً بجانب روعة المجموعة الشابة التي قدمت ما يثبت بأن الينبوع لا ينضب وان الليث قادر على جمع الغرس وجني الثمار بذات الوقت,, جاءت مباراته امام الاتحاد قوية ومثيرة حاول شباب الشباب الخروج بنتيجة افضل من التعادل لكن الطرق الهجومية المتحفظة وقفت امامها الخبرة الاتحادية دون ان يحالفها التوفيق في اضافة المزيد من الاهداف,, دخول الشباب للمباراة وهو يفتقد لنجمه عبدالعزيز الخثران كان امراً غريباً من المدرب للتأثير الواضح الذي بات يشكله هذا اللاعب القادم بسرعة الصاروخ ربما اراد فرانسيسكو من وراء هذا الاجراء زيادة الفاعلية الهجومية باضافة رشيدي يكيني الى عبدالله الشيحان ولكن لم يصل النيجيري الى مستوى الامل الذي وضعه فيه مدربه بينما كتف الشيحان بالرقابة المحكمة من قبل الدفاع الاتحادي الصلب وهكذا كان الشوط الاول محاصرة شبابية دون فاعلية تذكر سوى من بعض الاختراقات الخجولة التي حاول عبرها وسط الشباب النفاذ الى مرمى الصادق,, التغيير الذي بدأ به الشباب الحصة الثانية اعطى للفريق شكلاً آخر بخروج يكيني ودخول الخثران الذي تفاعل مع مستوى زميله السبيعي مع التنظيم الجيد والمدروس للثنائي الواكد وسالم سرور مع عدم اغفال نتيجة التحرر الذي حصل عليه مرزوق العتيبي بتقدمه الى جانب الشيحان الذي خابت محاولاته الفردية والمعزولة عن زملائه في الانفكاك من الرقابة الصارمة حتى اضطر مدربه الى استبداله بالمحظوظ ديسا,, لا يمكن الارتكاز على الرأي بأن الشباب لن يتمكن من مواجهة جماهير الاتحاد فالتجارب قد اثبتت عكس ذلك تماماً وغير بعيد عن الذاكرة خروج الاتحاد على يد خصمه الحالي في البطولة العربية المقامة في جدة ولدى الشبابيين الطريقة المناسبة للتعامل مع الاسلوب الضاغط هجومياً للقدرة الجيدة على تنفيذ الاغلاق الدفاعي.
غياب الزهراني يضع ديمتري في مأزق
- الطريقة الدفاعية اخرجت الاتحاد بنقطة غالية قد تكون مفتاح التأهل للمباراة النهائية وكاد الفريق ان يقطع ثلثي المشوار لولا الخطأ الفادح الذي ارتكبه حسين الصادق قبيل نهاية المباراة واهدى الشباك الاتحادية هدف التعادل وحرم المهاجم سليمان الحديثي فرصة الخروج بالحدث الهام كونه سجل اول اهدافه بحرفنة متناهية ذكرت الجماهير بهداف الموسم الماضي الغائب بالتأكيد القى غياب بهجا بظلاله على الناحية الهجومية وكان من الممكن ان تكون فاعليتها اكثر مما كانت لو كان هذا المهاجم المغربي موجودا,, لعب الاتحاد على اخطاء خصمه وهكذا سجلت اهدافه بكرتين الاولى عدلها المدافع الشبابي لحمزة ادريس والثانية خطفها ادريس من الدفاع قبل ان تصل للحديثي,, كانت الفاعلية الواضحة لدى نجم خط الوسط خميس الزهراني الذي اثبت بأنها افضل لاعبي الاتحاد هذا الموسم رغم تصرفه الغريب ,, يحسب للمدير الفني البلجيكي ديمتري قدرة الفريق على المواصلة بجهد عضلي متوازن رغم الارهاق بفعل المشاركات المتواصلة وهو ما يعني بالتأكيد الجرعات التدريبية المناسبة والعلمية بنفس الوقت,, قد يكون غياب خميس الزهراني محرجاً في مباراة الاياب لعدم وجود البديل المؤهل والقادر على صناعة اللعب,, مدرب الاتحاد يتميز بالواقعية لذلك لن يجازف بالهجوم المفتوح حيث لا ضرورة تحتم ذلك فالكرة بين الفريقين لازالت في الملعب والخطوط لدى الجانبين متكافئة.
التحكيم المتفاوت
- مباراة الهلال والاهلي شهدت سقوطاً غريباً للحكم الدولي عمر المهنا ومارس الاجحاف الواضح في حق الهلال سواء في ضربة الجزاء المستحقة لبشار عبدالله أو في توزيع الكروت الملونة على لاعبيه ثم الخطأ الاخير لصالح حسين المسعري الذي اسقط من قبل عبدالمجيد الغامدي غض المهنا الطرف دون احتسابه وطرد الحارس الاهلاوي ويبقى طرد الشريدة محل تساؤل الجميع, عموماً تصميم الهلال اخرجه من مأزق التحكيم بانتظار الحرص الكامل على حقوق الفرق في مباريات الحسم من قبل سادة الملاعب,, ونجح الزيد في قيادته الرائعة للمباراة الثانية وتعامل مع الأخطاء وفق ما يناسبها بإيقاف شرارة الخشونة التي كادت ان تشوه جمال اللقاء لو لم يضع الزيد حداً حازماً لها منذ البداية,, السؤال الوحيد يتمحور حول طرد الخثران الذي منع كرة خطيرة عن الوصول للمهاجم المنفرد داليان,, والاخير كما تظهره كمرات التلفزيون الخاصة يقف في موقف تسلل مما يعني عدم فاعلية الهجمة الاتحادية وهذه تقع تحت مسؤولية الحكم المساعد محمد النوفل.
غزارة في البطاقات الملونة
- اهمية اللقاءين انعكست بشكل واضح على لاعبي الفرق الاربعة فغلب الشد والاداء الجاد الذي وصل احياناً الى حد ارتكاب الاخطاء الاحترافية والتي تستوجب اكثر من استعمال الصافرة,, ومع ذلك لا يمكن التغاضي عن الاخطاء المرتكبة من المهنا خصوصاً على لاعبي الهلال في الجزء الآخير من المباراة,, الكرت الاحمر خرج ثلاث مرات لعبدالله شريدة من الهلال في مباراة جدة وخميس الزهراني من الاتحاد وعبدالله الخثران في لقاء الرياض,, وبالطبع لن يجد هذا الثلاثي مكانا في صفوف الفرق الثلاث في المباريات القادمة,, ست بطاقات صفراء اخرجها المهنا منها اربع للهلال نالها محمد لطف عبدالله شريدة قبل الطرد حسن العتيبي وعبدالله الجمعان، وحصل كل من الاجنبي سوزا وحسين عبدالغني على بقية البطاقات,, الزيد استعمل اللون الاصفر للواكد والشيحان من الشباب والصحفي من الاتحاد ليصل المجموع في مباراتين الى تسع بطاقات صفراء.
سالم سرور يسجل أجمل الأهداف
- الاهداف الخمسة جاءت بالطبع اثمن اهداف الدوري حتى الآن سجلت عن طريق خالد التيماوي للهلال اثر تنفيذه خطأ خارج الصندوق,, وحمزة ادريس نتيجة للانفراد التام براشد المقرن حارس الشباب,, الهدف الاروع كان بامضاء سالم سرور من تصويبة خارجية عانقت المقص الايسر لحسين الصادق,,
الحديثي سجل ثاني اجمل الاهداف وهو الاول مع فريقه الحالي بعد الانتقال من فريقه السابق النجمة,, ديسا سجل اثمنها حينما لحق بالنتيجة قبيل نهاية المباراة بوقت قصير جداً,,
هدفان من الخمسة جاءا عن طريق كرات ثابتة,, بينما سجلت اربعة اهداف عن طريق اخطاء حراسة ودفاع.
|
|
|