تاريخ الأمير خالد بن أحمد السديري - طيب الله ثراه - حافل بالمآثر والمفاخر، طامح بعظائم العزائم وجلائل المكارم، كان رجلاً وطنياً، كريم الأرومة طيب المنبت يجري في عروقه ذلك الدم الحر الأبي.
عرفته في أواخر التسعينات الهجرية حينما كنت انذاك أعمل معلماً بمدارس اليمن الشقيق,, عرفته من خلال ما يردده أفراد القبائل اليمنية - التي تتعامل معه - من أصداء لاسمه الموسوم بالاحترام والتقدير والعطاء والخلق القويم.
ولا غرابة في أن يظل الأمير خالد السديري المعروف بأعماله التطوعية وأندائه الغامرة شمساً لا تغيب عن الحياة مهما طالت الأيام ودارت السنون وامتد الزمن، استمر عطاؤه الدفاق في تجدد مستمر وانسجام مع حاجات المجتمع وضرورات الحياة.
ولئن انتقل معاليه إلى جوار ربه مشيعاً بالحب والتكريم فإن ذكره لم يغب عن الحياة المستمرة ففي اندائه تغذية راجعة لأفكار ومشاعر أبنائه (فهد وتركي) وفيها إشراقة دائمة لأفراد أسرته الكريمة، تغريهم بالسير على نهجه القويم (إيثاراً وعطاء متجدداً وحباً لأعمال الخير).
وخير دليل على ما أقول يتجسد في تلك الجائزة (التي بدأت في حياته واستمرت بعد وفاته وستبقى إن شاء الله صدقة جارية تكتب له) تستهدف دفع المتفوقين وتشجيعهم وحفزهم - في تنافس شريف - نحو غايات تعود على مجتمعنا بالنماء والازدهار.
ولعمري فإن في مبدأ هذه الجائزة قيما مسجلة في صفحات التاريخ بأسطر نورانية وأطر تربوية مترجمة لعنوانها الخفاق، وفي توجهاتها وضع للصور على جانبي الطريق، ورسم واضح لملامح الغد المأمول، وفي أهدافها ومضامينها ما يستنهض همة الموسرين والقادرين من الأغنياء ورجال الأعمال في مملكة الخير والعطاء بأن يحذو حذو هذه المبادرة التربوية ويسيروا على نهجها حتى نتمكن من تحقيق ما نصبوا إليه من أهداف سامية وطموحات بعيدة في صورة تقاليد راسخة وممارسات سليمة تنبض بالأمل والحركة والإبداع.
وفي الختام يسرني أن أرفع - باسم إدارة التعليم بمحافظة المجمعة - خالص الشكر والتقدير والامتنان لأبناء الأمير خالد بن أحمد السديري على رعاية هذه النبتة التي غرسها والدهم والتي تعد - بحق - أنموذجاً حياً لأعمال الخير والعطاء وومضة خفاقة في دروب العمل التطوعي التربوي تحفز المتفوقين وتحرك فيهم روح التنافس الشريف نحو مراقي الإبداع والابتكار.
هي ومضة بدرت بكل مثير من سابغ ورع وقلب أمير في نشرها حفز ونشر للأولى نسري بموكبهم لخير مصير جادت بها مزن السديري الذي أمنت بدوحته قوى التفكير فانساب برعمنا يعانق همة علياء في وله بلا تكدير |
*رئيس الإشراف التربوي والتدريب بإدارة التعليم بمحافظة المجمعة
محمد بن عبدالعزيز الفهد*