Wednesday 28th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 12 محرم


يارا
عقب الكدالك وتشكيل الفروت
عبدلله بن بخيت

الذي يسمع الأغنية السعودية منذ أيامها الأولى سيلاحظ ان هناك غياباً كاملاً لتأثير الأغنية المصرية والايقاعات المصرية, فرغم انه لا يوجد سعودي مثلا الا وقد مر عليه مدرس مصري ولا يوجد سعودي الا ويعرف كيف يتعامل مع اللهجة المصرية ولا يوجد سعودي تقريبا الا وقد زار مصر اكثر من مرة ولا يوجد سعودي الا وقد سمع واستمتع بالأغنية المصرية وبالأفلام المصرية, وحتى على المستوى التاريخي فهناك ترابط كبير بين تاريخ مصر وبين تاريخ المملكة (تحالف وصراعات تدخلات الخ) بل في فترة من الفترات في الخمسينات كاد الشعب السعودي من شدة اعجابه بمصر والمصريين ان يتماهى معه (يا عين شوفي ما تبينه من الزين شارع فؤاد ومصر الجديدة), ومع ذلك بقي الفن السعودي بعيداً عن تأثير الفن المصري وعن تأثير اللهجة المصرية, مع الاشارة الى ان الحجاز مثلاً وهو المنطقة الأكثر انتاجاً للفن السعودي يرتبط بمصر بروابط ثقافية وعائلية كثيرة، حتى ان اللهجة الحجازية هي اقرب اللهجات العربية الى اللهجة المصرية ومع ذلك بقي الفن في الحجاز بعيداً عن الفن المصري, والغريب انه لم يحصل اي تعاون حتى على المستوى الفردي عدا التعاون القديم بين طلال مداح ومحمد عبد الوهاب وباللغة الفصحى, ولا اعرف ما هي الأسباب فضلاً عن الدلالات لهذا التباعد في الوقت الذي نشاهد كيف يؤثر الفن المصري على بقية الشعوب العربية, فاللبنانيون والشوام يعتاشون على الفن المصري واللهجة المصرية (حتى فيروز المنسوبة للابداع المتفرد لم تنج من الاعتياش على الفن المصري) اما المغاربيون (تونس والمغرب والجزائر) اذا ارادوا الوصول الى العرب فليس امامهم الا البوابة المصرية.
ومقابل هذا الصمود امام تأثير الفن المصري هناك انفتاح كامل على تيارات الفن اليماني, فلو تتبعنا الفن في كافة مناطق المملكة سنلاحظ حضوراً قوياً للفن اليمني اما بالنقل المباشر او بالتأثير غير المباشر, ولا يقف الأمر عند المناطق الجنوبية من المملكة المتاخمة لليمن او الحجاز بحكم الاحتكاك الساحلي والثقافي الكبير بل نرى تأثير هذا الفن على المنطقة الوسطى (نجد) وساحل الخليج كله بما فيها الاحساء التي تعتبر واحدة من اكثر مناطق المملكة انتاجاً للفن, وحتى الخليجيين البعيدين كالكويت تقع ضمن تأثير الفن اليمني, في الماضي كان التأثير صريحاً ومكشوفا فقد كنا نستمع الى الاغاني اليمانية بنفس اللهجة اليمنية اما في الحاضر فقد تطورت كلمة الاغنية السعودية وحلت محل الكلمات اليمنية ولكن الايقاعات في كثير من الاغاني ما زالت ايقاعات يمنية.
اتذكر في طفولتي اغنية ذاع صيتها بين الناس من كلماتها (عقب الكدالك وتشكيل الفروت), وحتى عهد قريب وانا اظن انها اغنية سعودية صرفة, لاني اخذتها بظاهر الكلمات فسيارات (الكدالك والفروت والسرطوقا والزطو) لا تتوفر في الستينات الا في المملكة, ولكن فوجئت بأن هذه الاغنية هي يمانية الاصل مثلها مثل اغنية شهيرة في الستينات هي (كلمة ولو جبر خاطر, ولا سلام من بعيد).
واذا كان الفن السعودي متأثراً بالفن في اليمن فمن الواضح ان الرقص المعروف بالرقص الخليجي يشي بأن اصله هندي,فهناك تشابه كبير بين الرقصين فيما عدا شيء واحد وهو ان الرقص الهندي اكثر تطوراً وتعقيداً وجمالاً, ويبدو ان البحارة الخليجيين عندما استوردوا هذا الرقص اخذوا جزءا صغيراً منه والبسوه خلاقين سموها دشداشة.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
محاضرة
منوعــات
ملحق الغاط
عزيزتي
ساحة الرأي
المحرر الأمني
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved