كالعهد به في حمل آمال وآلام أمته الاسلامية، والشعور بطموحات شعوبها ومشاركتها بالفكر والجهد والعطاء السخي لجهودها في تحقيق ما تصبو اليه، كما هو الشعور بمآسيها وفواجعها واحزانها ومعاناتها، لم تزل اصداء صوت خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود تترامى على مساحة العالم من اقصاه الى اقصاه، شاجباً العدوان الوحشي من جانب الصرب على مسلمي اقليم كوسوفا من العرقية الألبانية، وداعياً المجتمع الدولي الى التكاتف والتعاضد لمواجهة هذا العدوان وردعه من جهة، ولمد يد العون والمساعدة ، لشعب كوسوفا الذي تعرض وما زال يتعرض لأسوأ عمليات التطهير العرقي، والطرد من دياره، ليتحول الى شعب لاجىء، ومشرد بين دول الجوار وغيرها في اوروبا وامريكا.
واول امس جدد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - نداءه لمواطنيه الذين عوّدوه على التجاوب والمبادرة والاستجابة، وكذلك نداءه للعالم بأسره لمساعدة لاجئي كوسوفا مع التصدي للصرب المعتدين.
ويعبّر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله وأيده - بمثل هذه النداءات المتكررة عن ايمانه الوثيق بوحدة كيان الأمة الاسلامية، وترابط شعوبها بوشيجة العقيدة والأخوة والوجود والمصير.
كا يعبّر - أيده الله - بتلك النداءات والمبادرات العملية والمواقف الحازمة عن جوهر رسالة المملكة الدولة قيادة وحكومة وشعبا، رسالة خدمة الاسلام والمسلمين، كما هي رسالة خدمة الانسانية جمعاء أينما عانى بعض الناس مسلمين وغير مسلمين من محن الحياة ومصائبها وكوارثها.
ولهذا الرصيد المتعاظم من المبادرات والمواقف والعطاء المتواصل للمحتاجين من اشقاء واصدقاء وغيرهم، أخذت شعوب الدنيا كلها وفي مقدمتها الشعوب الاسلامية تتطلع بقلوبها قبل انظارها الى المملكة ملكاً قائداً وحكومة وشعباً كريماً سخياً في عطائه تنتظر العون والمساندة والمناصرة.
ولم تُخب المملكة ظن شعب شقيق او صديق في محنة كما هي حال شعب كوسوفا المسلم الشقيق الذي بادرت المملكة بتوجيهات مليكها القائد خادم الحرمين الشريفين الى نجدته بالغذاء والكساء والدواء والخيام وارسلت بعض اعز ابنائها الى البانيا ليتولوا استقبال ما ترسله بلادهم الى اللاجئين من مساعدات، وليقوموا بدورهم بتوزيعها على اللاجئين.
تلك هي رسالة المملكة في جوهرها الديني والانساني وفي ابعادها الاقليمية والدولية.
الجزيرة