** المحطات الفضائية,, لها سلبيات لا تعد ولا تحصى,, بل هي كومة من السلبيات والاخطاء والأخطار,, ولو لم يكن من سلبياتها سوى الترويج للفنانين والفنانات عبر (الفيديو كليب) واعطاء اطفالنا واولادنا وبناتنا صورة سيئة للواقع والحياة عبر هذه الاغاني,, لكفاها سوءاً ,.
** ومطربو ومطربات القنوات الفضائية,, ومغنو وراقصو الفيديوكليب,, بينهم من المشاحنات والمشاكل والخصومات وتصفية الحسابات الشيء الكثير,, لأن هذه الاغاني وهذه (الاعمال الفنية) تدر ذهبا,, وتمنح بروزا وشعبية نجومية فلماذا لا يكون الصراع على أشده بين هؤلاء,؟
** وقد كانت قضاياهم وخلافاتهم محصورة في عالمهم وبين عشاقهم ومريديهم ولم تتعدهم الى الآخرين,, ولكن المطربة اللبنانية نجوى كرم كسرت هذه القاعدة,, وجعلت الجميع مهتما بها,, ودخلت نجوميتها كل البيوت,, وكل الناس عبر ما اشيع عنها مؤخرا من سوء أدب مع الاسلام والمسلمين.
** نعم,, لقد ذاع صيتها ونشرت صورها حتى في المجلات والصحف السياسية,, وتناقلت قضيتها الاخبار,, واصبح لا هم للإعلام خلال الفترة الماضية,, سوى هذه المطربة التي قيل انها تفوهت بكلمات مسيئة للإسلام والمسلمين.
** ولست هنا,, لأتحدث عن هذه المطربة,, هل قالت هذا الكلام أم لم تقله,, ولكن مشكلتي هنا,, انسياق كل وسائل الاعلام,, وكل الناس وكل الكتاب والصحفيين لهذه القضية ونشر صورها في كل جريدة.
** فهي إن كانت قالت هذا الكلام,, فهي مظنة مثل ذلك,, ولا نتوقع من مثل هؤلاء إلا مثل هذا الكلام أو اسوأ,, ولكن واجبنا ليس تضخيم هذه القضية ونشرها,, بل الواجب وأدها في مولدها وتصغير هذه الانسانة وهذا العالم,, وعدم اعطائها أي حجم وأي وجود,, فالاسلام تعرض خلال القرون الماضية لمثل هذا الهجوم وهلك هؤلاء وبقي الاسلام ينتشر بطريقة أذهلت العالم كله.
** وهي إن لم تقله,, فتلك حرب اعلامية وتصفية حسابات بين زملاء (المهنة) فلماذا نسهم معهم وندخل في معركتهم ونسوّق لهم ونحتضن قضاياهم وننشر صورهم ونسهم معهم في نشر ما يريدون,؟
** الاسلام أكبر من تفاهات هؤلاء,, وهؤلاء أحقر وأذل من ان يسيئوا للاسلام وللمصطفى عليه أفضل الصلاة واجل التسليم,, فلماذا نمنحهم حجما اكبر من حجمهم,؟ ولماذا نعطيهم الفرصة في كل وسائل الإعلام,؟
** حتى المجلات الاسلامية لم تسلم من هذا المنزلق الخطير,, فقد تحدثت عن هذه القضية وشوهت صفحاتها باسماء هؤلاء,, ودخلت في المعمعة بغباء,,!!
** وشخصيا ,, لا استبعد ان تكون (نجوى كرم) نفسها,, هي وراء هذه القضية كلها,, ابتداء من الكلام نفسه,, ثم الدفاع عن نفسها واستئجار من يهاجمها ويروج لها حتى تسلط عليها الاضواء أكثر وأكثر,, وحتى تكسب نجومية أكبر وأكبر,.
** وبالفعل,,, تحقق لها كل ما تريد,, فقد كانت محل اهتمام جميع وسائل الاعلام خلال الشهر الماضي,, بل ان القضية لم تفتر بعد,, وفي كل يوم تخرج هذه المطربة في محطة فضائية على الهواء مباشرة لعدة ساعات لتطرح قضيتها وتبكي وتنتحب وتهاجم من هاجمها,, والمهم عندها,, ليس هذا ابدا,, بل هو الخروج لساعات,, وتلقي المكالمات وجذب المشاهدين والمشاهدات,, كما احتلت صورتها بمقاسات واشكال وألوان مختلفة,, أغلفة كل المجلات الصادرة الشهر الماضي,, فيما احتلت صورتها صدر الصفحات في الصحف اليومية,, وهل قالت,, أم لم تقل,, وكله من أجل نجومية أكثر فقط,.
** أما القضية,, فهي آخر ما تفكر فيه,, لأنها وسيلة وليست غاية .
** ثم من هي نجوى كرم,, حتى تسيء للاسلام,, وكيف فات علينا ان هدفها وهدف كل هؤلاء,,, هو الترويج لهم عبر وسائل الاعلام الاخرى,؟
** واذا كانت القضية بالفعل قيلت، زورا,, ولم تقلها هذه المطربة,, فلماذا ندخل في معمعتهم ونسوّق لهم ونخدم قضاياهم ونسيء لديننا من حيث لا ندري,؟
** إن علينا أن نسقط هؤلاء من قواميسنا وننساهم ولا نعبأ بما قالوا ويقولون,, فقد فعلوا ما هو أسوأ,, فهل ما يصنعونه الآن,, وما يقولونه كل لحظة مقبول,, او هو لا يسيء للإسلام,؟
** ثم ماذا نتوقع من نجوى كرم ومن هم على شاكلتها,؟
عبدالرحمن بن سعد السماري