** الاجتهاد :
أحد أصول الاسلام التي يُعتمد عليها بعد الوحيين في بيان الأحكام الشرعية.
وكم نحن - في هذا العصر - بحاجة الى الاجتهاد لكثرة المستجدات التي تحتاج الى رأي العلماء والمجتهدين لبيان حكم الاسلام بما يتواكب مع ظروف العصر وسماحة الاسلام التي اكدها القرآن العظيم في نصوص عديدة: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، (اتقوا الله ما استطعتم).
وكم شدني هذا الرأي النفيس في مجال الاجتهاد فيما جد من أمور الحياة، وهو رأي للداعية الفقيه د,يوسف القرضاوي، وقد انطلق في رأيه واحس به من نظرة صائبة لتعاليم الاسلام والاخذ بفقه الواقع وإحياء فضيلة الاجتهاد وخاصة في مثل هذا العصر يقول الشيخ القرضاوي:
هناك دائرة لا يجوز الاختلاف فيها وهي ما نسميه القطعيات المعلومة من الدين بالضرورة، وهي منطقة لا يدخلها الاجتهاد ولا مجال فيها للاختلاف، وهذا يمثل الثوابت الاساسية التي تجسم الوحدة الفكرية والشعورية والسلوكية للأمة الإسلامية، وهي ثوابت قليلة ولكنها في غاية الاهمية وتتمثل في وجوب الواجبات وتحريم المحرمات واركان العقيدة، لا يجوز ان يأتي إنسان ليناقش فيها، هذه المنطقة ليست كبيرة ولكنها في غاية الاهمية لانها تمثل المرتكزات التي يبنى عليها غيرها، ويُرجع اليها عند الخلاف, ثم هناك الدائرة الثانية او المنطقة المفتوحة وهي قابلة لاختلاف الآراء وتعدد الاجتهادات ووجود المذاهب المختلفة، لذلك يمكن ان توجد تعددية في المذاهب المختلفة وهي الجمهور الاعظم من الأحكام، وهي قابلة لتعدد الاجتهادات وتعدد الآراء، كل ما في الامر أنه اذا تعددت اجتهاداتنا وآراؤنا فينبغي أن تنضبط بضوابط اذا كنا مسلمين، فمعناه انه لا بد ان نرجع الى المعايير الاسلامية في ترجيح بعض الامور على بعض، ونعود الى الأدلة الاسلامية والمعايير الاسلامية ولا أعني بذلك النصوص فقط، ولكن هناك ايضا القياس والمصلحة بمراعاة العرف بسد الذرائع، وما هو اقرب الى تحقيق مقاصد الشرع ومصالح الخلق، ولذلك قالوا ان الفتوى تتغير بتغير المكان والزمان والانسان وليس كل ما كان صالحا في العصور القديمة صالح لعصرنا وليس كل ما يصلح في بيئة يصلح في بيئة اخرى، هناك نوعان من الاجتهاد، الاول ترجيحي انتقائي، بمعنى ان لدينا ثروة هائلة في مجال الفقه والتشريع، تتعدد مشاربها المختلفة ما بين من يميل الى ظاهر النص ومن يميل الى مقصود النص اي الفحوى، من يأخذ بالحديث ومن يأخذ بالأثر، هذه الثروة فيها مجال للاختيار والانتقاء، فعندما اريد ان اصنع قانونا للأمة، في هذه الحالة لا بد ان انظر الى هذا القماش العريض، وافصل منه على قدر ما يحتاج الناس، لا انتقي حسب الهوى، ولكن في اطار الاعتبارات الشرعية، انظر ماذا يليق بالناس، ولا يمكن ان تأتي الشريعة بشيء لتعارض ما يحتاجه الناس في حياتهم، لذلك يقول ابن القيم: ان الشريعة عدل كلها، رحمة كلها، حكمة كلها، ومصلحة كلها ، فأي مسألة في الشريعة خرجت من العدل الى الجور، او من المصلحة الى المفسدة، او من الحكمة الى العبث، فليست من الشريعة في شيء، وان ادخلت فيها بالتأويل عند هذا انتقي، لا ألتزم بمذهب معين، هذا هو الاجتهاد الانتقائي.
الاجتهاد الثاني، هو اجتهاد انشائي، ابداعي، هناك امور لم يعرفها السابقون، الحياة تغيرت الإمام الشافعي غير مذهبه، عندما انتقل من بغداد الى مصر لأنه رأى ما لم يكن قد رأى وسمع ما لم يكن قد سمع، لذلك اصبح له مذهبان قديم وجديد، نحن في عصر يكاد يكون كل شيء فيه قد تغير,, وهذا فرض علينا قضايا جديدة لم تكن موجودة من قبل، وهذا هو مجال الاجتهاد الانشائي, لذلك هناك مجالات للاختلاف ومجالات للتعدد، وللأسف هناك أناس في عالمنا العربي والاسلامي ينكرون الاختلاف، ويرون ان الناس ينبغي ان يكونوا على رأي واحد، ويرون ان الرأي الواحد هو ما جاء به الكتاب والسنة, أرد على ذلك بأن الكتاب والسنة لم ينصا على كل امر، كما جاء في الحديث، ما احل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته , اذن هناك منطقة اسمها منطقة العفو التي بها فراغ من النصوص، اي ان النصوص تركتها عمدا كما جاء في الحديث وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان هذه المنطقة نملؤها عن طريق القياس، عن طريق درء المفسدة عن طريق مراعاة العرف، هذا هو ما لا نص فيه,
إنه رأي يمثل سماحة الاسلام فيه نظرة العالم، ومنطقية العالم المعتدل، ان النظر الى ما جد في حياة المسلمين بمثل هذا المنظار من شأنه ان يرغب الناس في دينهم، ويدعو غيرهم الى الدخول فيه أفواجا.
هذه الظاهرة ومسألة الوعي!
** ظاهرة مخجلة جدا
ومقززة الى درجة القرف
تلك الظاهرة التي تمارسها بعض الجنسيات الوافدة.
ألا وهي البصق بالشارع سواء من خلال نافذة السيارة، او عبر سير بعضها بالطرق,!إنها ظاهرة تجيء ضد ابسط مبادئ النظافة، وضد ابسط مبادئ الذوق.
وهذه الظاهرة لا تستطيع دوريات او بلديات مواجهتها بعقاب فهي ليست قطع إشارة او مخالفة بناء حتى يتم العقاب عليها ومحاكمتها.
ان مواجهتها للقضاء عليها او على الاقل الحد منها إنما يكون بتوعية هذه الفئات عند قدومها للمملكة واثناء وجودها.
وهذا دور قنوات الاعلام كافة مقروءة ومسموعة ومرئية، ودور خطباء الجوامع وائمة المساجد، ودور البلديات بوضع لافتات صغيرة بالشوارع بعدد من اللغات للحث على النظافة، والترغيب فيها لعل مثل هذه الظاهرة البشعة تنتفي من شوارعنا وطرقنا حفاظا على نظافتها، وقبل ذلك وبعده حفاظا على أذواق الآخرين، ومراعاة لمشاعرهم.
***
إنسان ,!
** هو إنسان بسيط وصادق جدا,.
ودود الى درجة نصاعة الحب.
تحس في كلماته صفاء الصحراء ، ورائحة النعناع، ودهشة اللحظة الجميلة,!!
لا يتعامل مع أحادية الرأي,, بل يؤمن - في حواره - بتعددية الرأي، واتساع الرؤية.
يتعامل معك بتلقائية زاهية,!
حديثه دافئ كقلبه.
راقٍ كأسلوبه.
متألق كفكره.
يصغي اليك - عندما تتحاور معه - بكامل حسه، وبصادق مشاعره,, وكأنه كما وصفه أبوتمام صاحبه:
وتراه يصغي للحديث بسمعه
وبقلبه ولو أنه أدرى به
في هذا الزمن الصعب
يحس المرء بالشوق الى حوار مثل هذا النمط من الناس.
تجدك تهرع اليه عندما تسأم من صخب الحديث، وفوضوية الجدل، فتجد بين ضفاف قلبه، ومرافئ عقله زاهي الكلمة، وسداد الرأي,!
يحفّ كل ذلك ويحيط به سوار مضيء من ذهب التواضع، وماس المضيء من الخلق,!!
|