Wednesday 28th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 12 محرم


صمت العصافير
المقعد الخلفي!!

* سقسقة:
الحكاية جسر يقود إلى الحقيقة .
- حكمة عالمية -
* * *
حين وصلتني المقعد الخلفي والتي هي المجموعة القصصية الثانية للزميلة الكاتبة فوزية الجار الله ايقنت بانها أهدت لي صوراً من الخيال المغموس بالواقع.
وأكثر ما يشدني في خيال فوزية القاصة قدرتها على رسم صور الأحداث بواقعية مع شيء من التجميل الذي لا يناقض الواقع بل يقدمه للقارىء بتلقائية وهدوء.
في قصص المقعد الخلفي صوراً متحركة للألم الانساني بمختلف اصنافه، القهر، الكبت، الحنين، الشوق، اللقاء، الوداع كل المتشابهات والمتناقضات تحمل القارىء الى ابعد من عمق اللحظة الآنية للحدث.
وقد أحسنت القاصة ان اتخذت من اقصوصة المقعد الخلفي عنواناً للمجموعة فكأنها اختارت قهر المرأة رمزاً وعنواناً للدخول الى عالمها.
المقعد الخلفي معاناة امرأة تشعر انها رغم كل شيء متأخرة ولا يحق لها المقعد الامامي دون تبرير فالذين يصنفون الحقوق والواجبات ويحددونها في بعض الاسر لا يعرفون معنى العدالة.
وفي صرخة ، جسدت باقتدار سلطة التقاليد الاجتماعية في مقاومة المرض واختارت الطفولة لتكون بطلة الحدث ربما ارادته رمزاً لاستمرارية السلطة مقابل الضعف الطفولي.
وفي الواحدة صباحا وكذلك قضبان الصمت واكثر من اقصوصة يشدك الحدث الى الاعماق اكثر فأكثر.
ربما استندت القاصة الى صورة واحدة او استغنت عن الحدث الواضح لكنها بذلك تشد القارىء حتى يلتمس ابعاد الفكرة حيث تغرق في وصف تفاصيل الألم وليس الحدث.
ان ميزة القصة القصيرة انها صورة تجسيدية للمجتمع بنبضه وألقه وفرحه.
والقصة التي لا تربطك بالهم المجتمعي لا تعدو كونها شحنة عاطفية تفرغ في قوالب من اللغة.
لذلك يعجبني حين اقرأ القصة القصيرة لكاتبة او قاصة سعودية ان اتلمس الطرح الاجتماعي وان تداخلت معه خيوط الخيال الا انه يظل ملامساً للانسان بكل حالاته المتقلبة.
وهذا ما احسب ان فوزية قد اعتنت فيه في تلك المجموعة وما زلنا بحاجة الى مزيد من الدفق الابداعي لهذا الفن الذي ما زالت خيوطه البيضاء تشرق في دواخلنا بعيداً عن نمطية الطرح المقالي وبعده عن جنائن الخيال.
ناهد باشطح

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
محاضرة
منوعــات
ملحق الغاط
عزيزتي
ساحة الرأي
المحرر الأمني
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved