قلبي لينزف والدموع لتشهد
والعين يطردها الكرى والمرقد
ومرارة الحرمان تعصر مهجتي
وسنا الحياة شعاعه يتبدد
ألمٌ ألمَّ بأمتي وشريعتي
لما توارى نجمها المتوقد
حسبي البكاء لشيخنا وبحسرة
لما دعاه الى الرحيل الموعد
فلكل آجال كتاب حافظ
لا ساعة فنيت ولا هي تُولد
قدر يحل بنا كلمحة بارق
فنقول ما يرضي العظيم ونشهد
نزل القضا بابن الغصون فقيدنا
ذبلت على روض الثمانين اليد
مالت غصون في الرياض ندية
تروي ثراه مدامع لا تجمد
صمتت جوارحه وفاضت روحه
وفضائل الشيخ الكبير تردد
رحل الذي ملك القلوب بعلمه
رحل الذي في ليله يتهجد
رحل الذي لبس التقى كعباءة
ألقت عليه مهابة لا تُفقد
رحل الذي ملأ الديار مآثرا
ولنصرة الدين الحنيف يكابد
رحل الذي أعيته ظلمة دهره
فمضى بنور للبصيرة يرشد
قرآن ربي قد حواه بصدره
وطريقة المختار لهي المورد
حمل الرسالة صابرا متمثلا
وحيَ الإله وما يقول محمد
حنت إليه منابر ومآذن
ودروس علم ضجَّ منها المسجد
لبى النداء بسابع من حجة
عشر تليه وسبته لا يحسد
شهدت صفوف المسلمين وداعه
يوم اعتلى الهامات ياللمشهد
سألوا الرحيم له بواسع رحمة
وجنان خلد في علاها يخلد
بارك لنا اللهم في أبنائه
واخلف لنا من أمرهم ما يسعد