كان يراها ويشتمها في كل انواع الفاكهة، ويذهب خياله بعيداً اذا ما رأى في الاطباق المفضضة او المذهبة او على الاشجار المخضرة المزهرة رمانة او كرزة او حبة من الفراولة الناضجة او العنب الأحمر.
كانت فاكهة في جسدها وفي تلون لباسها بلون قشور البرتقال والليمون والزيتون والبطيخ.
في المساءات المملة حين يختصمان تغني له في الهاتف ليرضى:
تدري ليش ازعل عليك
اعشقك وأموت فيك
تكسر الخاطر بدوني
ينكسر قلبي وأجيك
وفي الصباحات الشتوية الباردة المدخرة اشواق الليل الطويل,,
وبعدما تغتسل وتشرب كأس البرتقال الطازج ترسل اليه عصافير حديقتها ليستقبلها وهو في سيارته الصغيرة على الطريق الزراعي الذي يقوده الى عمله مدرس بقرية وحين يعود من عمله الى الهاتف متعباً تسأله:
ماذا قالت لك عصافيري؟!.
فيجيب: احبك,.
وينام منتظرا المساءات المملة والصباحات الشتوية الباردة.
وحينما امتلكها ذلك المريض بحب الفاكهة بختم من المحكمة وشاهدين لا يدريان عما يدور في اعماقها امسى يراها ناراً توقد في صيف لاهب رطب وافعى رمل صفراء بقرنين تفح وتأكل القوارض وماء ساخناً يخنق بخاره ويقول في الهاتف اللسان الذي يقطر شهدا بلسان آخر يصف البداءات واللعنات.
|