مثلما كان الحال في الحرب البوسنية، تتعرض النساء المسلمات من مواطنات كوسوفا الى عمليات الاغتصاب المنظم، وهي عمليات لم تعد قاصرة على عصابات الصرب من أعضاء الميليشيات الحزبية، بل أصبحت عملا يوميا من أفراد الجيش اليوغسلافي، واغتصاب النساء المسلمات في البوسنة والهرسك، وفي كوسوفا الآن يكشف ويجسد البعد الكريه للحقد التقليدي للصرب تجاه المسلمين عموما، فهذا الأسلوب من العمل القذر والشنيع ليس موجها للضحايا وحدهن، رغم انعكاساته النفسية العميقة والرهيبة، بل موجه وبقصد متعمد للمسلمين جميعا، وللمجتمعات الاسلامية في أوروبا بالذات، وهو ما أقر به الأوروبيون المسيحيون أنفسهم من خلال جمعياتهم، وفي هذا السياق تقول الطبيبة هيلين بامبر من الجمعية الطبية لضحايا التعذيب ان الاغتصاب المنظم الذي تتعرض له نساء كوسوفا من قبل القوات الصربية يضر مجتمعا تقليديا حيث الاغتصاب يشكل واحدا من المحرمات الراسخة .
وتضيف بأنه عندما يتم اغتصاب امرأة فإن القصد هو الاساءة الى مجتمع بأكمله.
واعتبرت ان الاغتصاب سلاح قوي لأنه لا يدمر المرأة وحدها ومستقبلها فهناك امكانات ان تتزوج وتنجب أطفالا بل عائلة ومجموعة بكاملها وكل نظام المعتقدات الدينية والثقافية لهذه المجموعة .
وقالت بامبر ان عمليات الاغتصاب في كوسوفا التي سجلت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تصعيدا اخيرا لها مستندة الى شهادات اللاجئين هي طريقة وحشية للمعتدين ليقولوا لدينا سلطة مطلقة عليكم، اننا ندمر نساءكم ونهاجم مستقبل مجموعتكم العرقية بكامله .
وهكذا فإن عمليات الاغتصاب تجري في معظم الاحيان بطريقة تهدف الى اعطائها اسوأ وقع ممكن أي أنها تجري مثلا بحضور اعضاء آخرين من العائلة وهنا ايضا لتمرير الرسالة القائلة انظروا ما يمكننا ان نفعله بكم .
وقالت انه أمر مدمر جدا على المدى الطويل لأنه من الصعب جدا الحداد على أشخاص ما زالوا أحياء, يمكن تجاوز حالة الحداد على أموات لكن كيف يمكن الحداد على ابنة أو حفيدة تعرضت للاغتصاب؟ .
وكانت المدعية في محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة لويز اربور فتحت تحقيقا حول روايات الاغتصاب التي يسبقها عادة قيام الصرب المسلحين بخطف نساء شابات وفتيات من قراهن أو على الطرقات.
واشارت وزارة الدفاع الأمريكية من جهتها الى معلومات عن معسكر تدريبي للجيش الصربي قرب دياكوفيتسا تم فيه جمع النساء واغتصابهن من قبل الجنود, وقتلت على ما يبدو 20 من بينهن.
ورغم تأكيدات وزيرة التنمية البريطانية كلير شورت بأن المجتمع الدولي سيعرف كيفية استخلاص الدروس من الحرب في البوسنة حيث ظهر الاغتصاب من بين أقذر الوسائل التي قام بها الصرب في عمليات التطهير العرقي يبقى مسؤولو المنظمات الانسانية شديدي التحفظ إزاء صحة هذه التأكيدات, فلم تتم معالجة الأمر في احداث كوسوفا.
فالصرب لم يواجهوا بموقف حازم من قبل أوروبا المتحضرة,, ولا حتى الدول الاسلامية المستهدفة أصلا بهذا العمل القذر، فما ان انتهت الحرب في البوسنة والهرسك حتى فتحت الأبواب للصرب وسفراء يوغسلافيا لا يزالوا حتى الآن مكرمين في العديد من العواصم الاسلامية فضلا عن العواصم الأوروبية,, ولا ندري كيف تسمح الدول الاسلامية لسفراء قوم يغتصبون نساء المسلمين قصدا وامعانا في الاساءة للاسلام وتدمير المجتمعات الاسلامية.
نقول وباشمئزاز كيف يسمح لمثل هؤلاء بالبقاء في عواصم الدول الاسلامية,, فضلا عن تبرع بعض الساسة والمثقفين بالدفاع عن هؤلاء القذرين,, هل هذا نوع من الزندقة,, ألا يعلم هؤلاء بأن الساكت عن اغتصاب أعراض المسلمين,, ديوث,,!!.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com