عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
قرأت على هذه الصفحة موضوعا تحت عنوان التغريب وسط الشباب للأخ محمد الدوسري, ولأهمية هذا الموضوع وخطورته ولأنه واقع وحال الكثير من شبابنا رأيت أن اشترك وأشارك في الكتابة عنه, فما ذكره الأخ الكريم من تقمص الشباب للشخصية الغربية ومحاولة التشبه بالغرب أمر نلمسه ونراه ويصعب علينا كثيرا، ويدرك اصحاب العقول عظم هذا الخطر, لكن الادراك وحده والطرح للمعضلة أو المشكلة ليس كافيا، فلابد من معرفة الأسباب وتقصي الخفايا لندرك ونحيط بملابسات هذه المشكلة وخلفياتها عندها فقط نستطيع وضع الحلول ومتابعتها, واذا نظرنا الى واقع الحال التي نشتكي منها وجدنا ان هناك عوامل نفسية أدت الى هذه المشكلة، فالشعور بالنقص أمام الآخر (الذي يمثل الحضارة الغربية) ونظرة الانبهار الى ما حققه الغرب من تقدم علمي وتكنولوجي، هذه عوامل حفزت الشباب الى التقليد، وفي غياب الوعي كحقيقة الحضارة الغربية واضمحلال المتابعة والارشاد اصبح التقليد سلوكا اعتادوا عليه, ولا ننسى ان المشرق في عصر ازدهاره كان محل الاعجاب واليه تتطلع الانظار, يقول ابن بسام في كتابه الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة : (حتى لو نعق بتلك الآفاق غراب، أو طنّ بأقصى الشام والعراق ذباب، لجثوا على هذا صنما، وتلوا ذلك كتابا محكما).
ومع هذا فيجب ألا نقف مكتوفي الأيدي اذ يجب علينا تنوير الشباب المسلم وتصحيح مفاهيمهم، وهذه المسؤولية تقع على كاهل الجميع، فوسائل الاعلام والبيت والمدرسة مطلوب من كل هؤلاء ازاحة الستار عن وجهة الحضارة الغربية التي تقوم على المادة والاستغلال والتي تفتقر الى الأخلاق وتنوير الشباب المسلم بضرورة المحافظة على التعاليم الاسلامية والتقيد بالاخلاق العربية الاصيلة لأن هذه العادات والتقاليد هي هويتنا وثقافتنا التي نُعرف بها، وكل شعب فقد هويته وثقافته وحاول التشبه بالآخرين حتما سيفقد وجوده وكيانه ولا ننسى ان الحكمة ضالة المؤمن، فنأخذ من الحضارة الغربية الانجازات العلمية المتوافق مع تعاليمنا الاسلامية أما القشور التي هي عادات وتقاليد وثقافة غيرنا فلسنا بحاجة اليها ولن تكون لنا مهما تشبث بها الجاهل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صالح بن سليمان العنزي
حائل- الشملي