عزيزتي الجزيرة,, تحية عطرة وبعد.
قرأت ما خطه يراع الكاتب محمد العبدلي في العدد 9678 تحت دوحة الجزيرة بعنوان موجّه لم يبلغ الحلم بعد مبينا فيه المعاناة التي يمر بها المعلم القدير مع المشرف التربوي المستجد قليل الخبرة,, وحيث ان الكاتب أفاد وأجاد وشرح المعاناة على حقيقتها التي لا يمكن انكارها فإنني هنا أخط بضعا من الكلمات لأبين الأسباب التي تجعل المعلم يضيق ذرعا ببعض المشرفين منها على سبيل المثال لا الحصر:
أولا: اصبح اختيار المشرف التربوي عشوائيا فلا يخضع لقواعد أو ضوابط خاصة، فمثلا هناك من لم يمض على تعيينه سوى سنوات قليلة جدا قد تصل الى ثلاث سنوات أو أقل ومع ذلك رشح للاشراف التربوي واصبح مشرفا تربويا مع ان خبرته في التدريس لم تكتمل بعد وموهبته لم تنصقل ويدخل على المعلم ويوجهه وقد تكون هذه التوجيهات قشورا لا لبّ لها وكأن خبرته هذه تعلو وتفوق خبرة من أحنت ظهره رسالة التعليم وبلغ من الكبر عتياً في مجال التعليم.
ثانيا: بعض من المشرفين التربويين تخدعهم تلك الكلمة ويغريهم هذا المنصب ويعتقدون أنهم خالون من الأخطاء ونجد الواحد منهم يفرض رأيه على المعلم ويأمره بالسير على طريقته هو لا على طريقة المعلم اعتقادا ان رأيه هو الصحيح لأنه مشرف ورأي المعلم خاطىء لكونه أقل منه، ونسي أو تناسى هذا المشرف انه بشر قد يخطىء وقد يصيب والكمال لوجهه تعالى.
ثالثا: حبذا وضع شروط وضوابط لاختيار المشرف التربوي تتضمن الخبرة الطويلة في مجال التدريس وان تكون تقارير الأداء الوظيفي ممتازة ويكون ذا باع طويل في مجال تخصصه, كما يجب أن يكون واسع الصدر حليما يتقبل المنافشة في جو تسوده الهدوء والحب والتفاهم وهذا هو هدف الاشراف التربوي والاشراف التربوي لم يوضع إلا من أجل خدمة المعلم والطالب وخدمة العملية التعليمية على حد سواء.
رابعا: كلنا نعلم ان عظمة الرجال تقاس بقدرما سطروه في ذاكرة التاريخ وهذا المعلم النشيط صاحب الخبرة الطويلة في مجال العمل والذي ذكره الكاتب واثنى عليه ألا يستحق ان يعتلى الرئاسة ويصبح مشرفا تربويا؟ فأين القاعدة التي تقول الرجل المناسب يجب ان يوضع في المكان المناسب أم ان هذه قاعدة أكل عليها الزمن وشرب وضاعت في عصر التقدم والتكنولوجيا والانترنت,, والفضائيات.
خامسا: نصيحة لهذا المعلم الذي قد أحنت ظهره رسالة التعليم بألاّ يقتل الأمل داخله وألاّ يغتال الطموح الذي يشعر به ويجري في عروقه بل يستمر في عطائه (ويتقبل ما ليس منه بد) على حد قول الكاتب وليم جيمس كن مستعدا لتقبل ما ليس منه بد, فإن هذا التقبل خطوة أولى نحو التغلب على ما يكتنف الأمر من صعاب .
وأخيرا لهذا المعلم الفخر والاعتزاز بتخريج هذه الدفعات التي اعتلت المناصب العليا وان يذكر قول الشاعر
بعت للنشء والشباب شبابي واشتريت الفخار لابيع بخس وكفاني كم شاعر وأديب ومربٍ قد كان بالأمس غرسي |
ولهذا المشرف المستجد ان يحذو حذو معلمه وينهج نهجه في مجال الاخلاص ناهجا قول الشاعر
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح |
وللجزيرة والقراء التحية.
هيفاء سليمان