تعتبر المملكة العربية السعودية بيتا لكل المسلمين والعرب أجمع وذلك باهتمام هذا البلد الغالي برعاية جميع المسلمين في كل بقاع الارض، وهذا والحمد لله يسعد كلا منا بهذا العمل الخير وكذلك بانتمائه لهذا البلد الكبير بأعماله ويحب الخير للجميع من أفراد وجماعات ومجتمعات ويسعى للسلم والسلام لكل الأفراد والشعوب، وقد تبادر الى ذهني ما سبق من خلال حديث مع حاج عائد من الحج لهذا العام وقد كان ما قاله مفخرة لنا جميعا كشعب وأفراد وقيادة, ولهذا سوف أسوق مادار من حوار بالنص مع هذا الأخ المسلم الأمريكي العائد من الحج مؤخرا.
قلت له: السلام عليكم والحمد لله على السلامة وحجا مبرورا وسعيا مشكورا ان شاء الله.
فقال: وعليكم السلام وأشكرك أخي على استقبالك لي في المطار وهذا ليس بمستغرب عليكم كشعب فقد ودعني في مطار واشنطن في بلدي أحد أفراد شعبكم وقد استقبلتني أنت كذلك وما قدمته المملكة العربية السعودية لنا منذ وصولنا الى المطار وفي مختلف المشاعر المقدسة فوق الوصف وأدعو الله ان يثيب وطنكم قيادة وشعبا على هذه الرعاية المتميزة لجميع المسلمين من جميع ارجاء المعمورة ولن أنسى هذه المدة التي عشتها في المشاعر المقدسة وهذه الرعاية السعودية الرائعة والتي بدأت من بلدي والىتاريخ عودتي وأنا متأكد ان شاء الله من استمرارها الى جميع المسلمين في كل زمان ومكان.
فقلت له: مشاعر أخوية تشكر عليها يا أخي الكريم وهذا هو الواجب الملقى على بلدنا تجاه جميع حجاج بيت الله وما تسعى اليه دولتنا وحكومتها الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين هو الأجر والثواب من الله عز وجل والبعد عن استخدام الحج لأي اغراض أو أهداف أو شعارات أخرى.
فقال: وهذا والله ما هو قائم على أرض الواقع فالمسلم الواعي يدرك هذه الحقائق وقد أسعدني ما حدث هذا العام حينما قرر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ضيافة جميع الحجاج العراقيين وتحمل تكاليف حجهم قاطعا بذلك على صدام العراق استغلاله حجاج بلده وكذلك الحج لرفع شعارات فارغة لتحقيق أهداف سياسية بأساليب غير سليمة وعلى حساب ابناء شعبه المغلوب على أمره، ولكن موقف بلدكم الكريم والمتمثل بقرار الملك فهد قطع الطريق على طاغية بغداد ووضعه في موضعه الحقيق وكشف أمره للعالم اجمع.
فقلت له: الحمد لله,, ودعني أسألك هل هذه هي المرة الأولى التي تحج بها؟.
فقال: لا يا أخي فقد كانت حجتي الأولى منذ سبع سنوات وقد لاحظت اشياء وفوارق كبيرة والخدمات تسير من حسن الى أحسن والحمد لله.
فقلت له: هل أنت مسلم منذ صغرك ومن أسرة مسلمة؟.
فقال: لا فقد اسلمت قبل أكثر من عشر سنوات بعد لقائي عددا من المسلمين في أمريكا وقد وجدت في الاسلام ضالتي وهداني الله الى الاسلام والحمد لله.
فقلت له: هل تواجهك أي معوقات ومشكلات مجتمعية من جراء اسلامك؟.
فقال: الاسلام والحمد لله ينتشر بصورة جيدة في المجتمع الأمريكي ولابد من وجود بعض المعوقات والمشكلات التي تواجهني كغيري إلا انها ليست معوقات كبيرة خاصة وان هذا المجتمع الأمريكي يحفظ قانونيا حرية الأديان، ولكن واجهت بعض المعوقات والمعارضة من أسرتي وأقاربي في بداية اسلامي وقد تلافيت كل ذلك مع مرور الزمن والحمد لله.
فقلت له: وما أهم نصيحة توجهها الى أي داعية في مجتمعات غير مسلمة؟.
فقال: ألا يقوم بهذا الدور إلا من لديه المقدرة العلمية والمعرفة الشرعية والا يدخل في أي نقاش شرعي إلا من يملك المعلومات والحقائق الدامغة حتى يستطيع ان يقنع الأخرين وبأسلوب مناسب، وفي حالة عدم المقدرة على ذلك فيجب عدم التسرع واحالة الأمر لمن هو قادر دون خجل ومن أهم مقومات النجاح للداعية في البلدان غير المسلمة من وجهة نظري اجادة اللغة التي يتحدث بها افراد الشعب غير المسلم.
وقد تذكرت معاناتي الكبيرة عندما اسلمت وغيرت اسمي الى أحد الأسماء الاسلامية اعتقادا مني بوجوب عمل ذلك وقد واجهت الكثير من المصاعب في بداية اسلامي بسبب تغيير الاسم السابق لاسلامي وما أتمناه وارجوه من الاخوة الدعاة ايضاح ان تغيير الاسماء السابقة للاسلام مفضل ولكنه ليس واجبا وخاصة اذا كان الاسم من الأسماء المقبولة اسلاميا والتي لا يوجد عليها مأخذ شرعي,, ولهذا يجب توضيح ان تغيير اسم من اسلم مستحب ومن يجد صعوبة في ذلك فلا بأس من بقاء اسمه السابق ما دام لا يوجد عليه مأخذ شرعي فهذا يساعد على سهولة بداية الدخول في الاسلام في المجتمعات الغربية وعلى ان تبقى علاقاته الأسرية كما هي قبل اسلامه ومن ثم الدعوة الى الله بيسر وسهولة وأعرف الكثير ممن لا يدرك موضوع تغيير الاسماء السابقة للاسلام وقد نتج لهم من جراء عدم فهمهم ان تدمرت أسرهم وفي المقابل نجد من كان مدركا لذلك لم يواجه عقبات كبيرة واستطاع مرحليا ادخال بقية افراد أسرته في الاسلام بكل يسر وسهولة.
وختاما اشكر بلدكم الكريم على هذه الرعاية الاسلامية المتميزة لكل المسلمين في كل أرجاء الدنيا مما يزيد من ترابطهم وتكافلهم.
وقد ودعني هذا الأخ الأمريكي المسلم الذي سعدت ان اسمع منه كما نسمع من غيره من المنصفين كلمات ودعاء صادقا لبلدنا العزيز وقيادته الرشيدة ويجعلنا نفخر ونعتز بهذا العمل الموجه لوجه الله عز وجل وكل عام وانتم بخير وصحة وسعادة والله من وراء القصد والهادي الى سواء السبيل.
عبدالله بن إبراهيم المطرودي
واشنطن