* الرياض - الجزيرة
تنطلق فعاليات اسبوع الصم في المملكة العربية السعودية اعتبارا من اليوم السبت الثامن من محرم 1420ه ويستمر حتى 13 محرم وذلك تحت شعار (رعاية الصم كبار السن).
ويأتي الاحتفال بهذا الاسبوع كتظاهرة اعلامية شاملة تهدف الى شرح ظاهرة الصمم والوقاية منه.
وبهذه المناسبة وجّه معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن احمد الرشيد تعليماته الى ادارات واجهزة الوزارة وكذلك الى الجهات المعنية بتفعيل الاحتفال بهذا اليوم على مستوى المدارس والمعاهد والبرامج، فالصم يحتاجون الى تعاطف ومشاركة المجتمع وذلك لكسر طوق العزلة الذي يعيشون فيه.
وتشارك المملكة العربية السعودية مع جميع الدول العربية الاحتفال بهذه المناسبة من خلال الصحافة والاذاعة والتلفزيون عبر ندوة خاصة عن هذا الاسبوع يتم بثها خلال المناسبة، كما سيقيم عدد من الجهات المعنية ندوات ومحاضرات ومعارض وعمل نشرات توضح الجهود المبذولة في هذا الجانب الانساني الهام.
وكان الدكتور محمد زهير العواد رئيس الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم قد وجه خطابا الى الجهات المعنية في العالم العربي للاحتفال بهذا الاسبوع.
وقال ان احتفالات اسبوع الصم الرابع والعشرين لعام 1999م اختار له الاتحاد ان يكون تحت شعار (رعاية الصم كبار السن) وذلك بمناسبة العام الدولي لكبار السن عام 1999 والذي اقرته الجمعية العمومية للامم المتحدة داعية الجهات الحكومية والاهلية والاقليمية لبذل المزيد من الجهود للاهتمام بفئة كبار السن، هذه الفئة الجليلة من ابناء المجتمع.
وطالب رئيس الاتحاد العربي للصم ان يشارك به ممثلون عن اجهزة الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وعن الهيئات الحكومية وغير الحكومية ذات الاختصاص سواء الصحية او الاجتماعية واولياء اطفال الصم والصم الكبار والمسئولين عن جمعياتهم ومعاهدهم ومؤسساتهم وذلك لتعريف المجتمع بكل شرائحه على واقع الصم وقدراتهم وامكانياتهم واحتياجاتهم باعتبارهم من ذوي الحاجات الخاصة، ومساعدة هؤلاء على التعليم والتأهيل والاندماج التربوي والاجتماعي والاقتصادي، ودفعهم بقوة ليكونوا قادرين على ادارة شئون مؤسساتهم مباشرة بأنفسهم في عالم يجهد افراده لتحقيق مبادىء العدل والسلام وتكافؤ الفرص للجميع للاسهام في تنمية متجددة ومتواصلة ودائمة.
الموسى: فرصة للتعريف بمعاناة الصم
وقال د, ناصر بن علي الموسى المشرف العام على التربية الخاصة بوزارة المعارف انه يجب اغتنام هذه الفرصة للتعرف على معاناة الصم حيث يعيشون عزلة كبيرة بسبب اعاقة الصمم من ناحية وجهل بعض الناس للتفاهم معهم من جهة اخرى, واكد الدكتور الموسى انه يجب على المجتمع ان يتفهم لغة التخاطب معهم ليتم التواصل فيما بين الطرفين وأبان بأن الامانة العامة للتربية الخاصة قد ابلغت جميع معاهد الامل للصم وبرامج الامل بمدارس التعليم العام بالمناطق بالمشاركة في هذا الاسبوع، وكذلك التعليم الخاص بالرئاسة العامة لتعليم البنات والجهات ذات العلاقة بأن يجعلوا من هذا الاسبوع تظاهرة اعلامية وتعليمية لتفعيل اهداف هذه المناسبة ويساعدهم على تفعيل دورهم في الحياة والمجتمع ليكونوا اكثر انتاجا وفاعلية في بناء مجتمعاتهم وتحقيق ما يطمحون اليه.
وفي ختام تصريحه اشاد د, الموسى بالجهود التي تبذلها الدولة في تعليم الصم واتاحة الفرص امامهم في العمل وكسب رزقهم وكذلك توفير ظروف التعليم المتميزة التي تقدم لهم في جميع المراحل التعليمية سواء بوزارة المعارف ممثلة بالامانة العامة للتربية الخاصة وفي رئاسة البنات وفي غيرها من الجهات المهتمة بهذه الفئة الغالية علينا ايضا يجب الاهتمام بفئة كبار السن من الصم فهم يحتاجون الى تكثيف التعاطف والوعي من خلال اقامة الندوات والمحاضرات وتنظيم اللقاءات وطبع نشرات وملصقات وذلك لتعريف المجتمع بكل شرائحه المختلفة بواقع المعاقين سمعيا سواء كانوا كبارا في السن او في مراحل التعليم مطالبا جميع الاسر والعاملين والمؤسسات التعليمية والمجتمع بفهم هذه الفئات والتخاطب معها وان تتفهم دورها في مساعدة هؤلاء الصم لتخطي المصاعب وكسر طوق العزلة.
88 ألف معوق سمعياً بالمملكة
يوجد بالمملكة حوالي 88 الف معوق ومعوقة يعانون من الصمم وذلك وفق ما جاء في احصائيات المشروع الوطني لابحاث الاعاقة والتأهيل حيث تبلغ نسبة المعوقين سمعياً 6,6 بين كل (1000) من السكان السعوديين.
وقال مختصون ان هذا العدد من الصم لا يحظى الا نسبة قليلة منه بالرعاية والتعلم وبخاصة كبار السن منهم ولكن في العقدين الأخيرين بدأ التعليم الاكاديمي للصم فأنشئت المعاهد والبرامج الخاصة بتعليمهم.
ويقول مدير ادارة المعوق السمعي بالامانة العامة للتربية الخاصة ان تعليم فئات المعوقين سمعيا اخذ ابعادا كبيرة في السنوات الاخيرة بحيث استطيع ان اؤكد انه لا يوجد طفل اصم خارج صفوف الدراسة فلدينا حاليا (19) معهدا للصم و21 برنامجا في مدارس التعليم العام يدرس بها اكثر من 3200 طالب فضلا عن فصول محو أمية مسائية لكبار السن.
وظائف اللغة للأصم وأشكال الاتصال
للغة مجموعة من الوظائف تخدم من خلالها الفرد كما تخدم الجماعة نذكر منها: - التواصل بين الناس وتبادل المعرفة والمشاعر وارساء دعائم التفاهم والحياة المشتركة, - التعبير عن حاجات الفرد المختلفة, - النمو الذهني المرتبط بالنمو اللغوي وتعلم اللغة الشفوية او الاشارية يولد لدى الفرد المفاهيم والصور الذهنية, - ارتباط اللغة بأطر حضارية مرجعية ومفاهيم حضارية تضرب عمقا في التاريخ والمجتمع, - الوظيفة النفسية فاللغة تنفس عن الانسان وتخفف من حدة الضغوطات الداخلية التي تكبله، ويبدو ذلك في مواقف الانفعال والتأثر.
لذلك كله فإن تطوير وسائل التعبير لدى الأصم وتذليل الصعوبات ليصل الى التعبير عن ذاته وحاجاته وميوله، يساعده على الخروج من عالم العزلة والخوف والاحباط الى عالم متفتح على الناس، وعلى المحيط مما يؤدي به الى التوازن والتكيف، وتنمية قدراته للمساهمة في الحياة الاجتماعية وعلى البذل والعطاء في المجالات المعرفية والمهنية والثقافية.
لذلك يجب مراعاة الاستعداد الطبيعي للأصم وتلقائيته وعدم فرض وسيلة للتواصل والغاء الوسائل الاخرى التي يجد فيها ارتياحا ومتنفسا لعزلته النفسية والاجتماعية.
وتعتمد انظمة الاتصال لدى الاصم الاتصال الشفوي او الاتصال الاشاري, ويمكن هنا ان نشير الى طرق الاتصال التالية المنبثقة عن هذين النظامين:
الاسلوب الشفوي: وهو تعليم الصم وتدريبهم دون استخدام لغة الاشارة او التهجئة بالاصابع، فلا يستخدم للاتصال الشفوي سوى القراءة والكتابة.
الإشارات اليدوية المساعدة لتعليم النطق: وهي اشكال عفوية من تحريك اليدين، تهدف الى المساعدة في تلقين الاصم اللغة المنطوقة، وتمثل بوضع اليدين على الفم أوالانف او الحنجرة او الصدر، للتعبير عن طريقة مخرج حرف معين من الجهاز الكلامي.
- قراءة الشفاه: وتعتمد الانتباه وفهم ما يقوله شخص بمراقبة حركة الشفاه، ومخارج الحروف من الفم واللسان والحلق، اثناء نطق الكلام.
- لغة التلميح: وهي وسيلة يدوية لدعم اللغة المنطوقة، يستخدم المتحدث فيها مجموعة من حركات اليد، تنفذ قرب الفم، مع كل اصوات النطق, وهذه التلميحات تقدم لقارىء لغة الشفاه المعلومات التي توضح ما يلتبس عليه في هذه القراءة وجعل الوحدات الصوتية، غير الواضحة مرئية.
- ابجدية الاصابع الاشارية او التهجئة بالأصابع: وهي تقنية اتصال وتخاطب تعتمد تمثيل الحروف الابجدية بأوضاع مختلفة للاصابع، اسلوباً للتهجئة بحيث تمثل كل حركة في اصابع اليد حرفا من الحروف الابجدية، وتستخدم غالبا للاسماء الاعلام او الكلمات والمعاني التي ليس لها اشارة متفق عليها.
- طريقة اللفظ المنغم: اسسها غويرنيا اليوغسلافي تعتمد جملة من المبادىء اهمها ان الكلام لا ينحصر في خروج الاصوات بطريقة مجردة بل ان الكلام تعبير شامل تتدخل فيه كل حركات الجسم كالايماء وملامح الوجه والايقاع والنبرة والاشارات, فالمتكلم يستخدم كل امكانات التعبير، وتعتمد هذه الطريقة استعمال البقايا السمعية واستغلالها عن طريق اجهزة خاصة.
لغة الاشارة: وسنخصها بالبحث فيما بعد, - الاتصال الشامل (الكلي): ويعني ذلك استعمال كافة الوسائل الممكنة والمتاحة ودمج كافة انظمة الاتصال والتخاطب السمعية واليدوية والشفوية والايماءات والاشارات وحركات اليدين والاصابع والشفاه والقراءة والكتابة لتسهيل الاتصال وتيسيره.
|