Saturday 24th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 8 محرم


مستعجل
ساعات قليلة في جوَي

** من الأشياء التي أحبها منذ القدم,, هو التجول في قرى ومناطق هذه البلاد,, ولهذا,, فإنني أحرص على التجول في هذه المناطق والقرى كلما أتيحت لي الفرصة.
** وعندما وجه لي الصديق عثمان العبد الجبار دعوة لزيارة بلدة جوَي بسدير وزيارة القرى والمدن حولها,, وافقت على الفور وتوجهت بسيارتي الى سدير حتى وصلت بلدة جوي .
** لقد تفاجأت اثناء زيارتي لهذه البلدة بأشياء كثيرة.
** أولها,, أن الناس بدأت ترجع الى قراها,, وهي وإن لم تسكن فيها بشكل دائم,, فلا أقل من أن تبني فيلا او سكناً صغيراً لقضاء الاجازات فيها,.
** لقد امتلأت هذه القرى بالفلل والمساكن الجميلة,, شيدها أصحاب هذه القرية أو تلك من أجل الاجازات الا ان بعض الذين أحيلوا للتقاعد عادوا الى قراهم بشكل دائم,, وسكنوا فيها وهجروا المدن بمشاكلها وضجيجها.
** ثانيها,, ان مما يزين هذه البلدة الصغيرة هي اشجار النخيل التي تحيط بها من كل جانب,, والتي لم تقتصر على مجرد المزارع والحدائق والبساتين,, بل كست شوارعها كلها,, وبدلاً من أن نشاهد اشجارا غريبة علينا تملأ شوارع المدن الأخرى,, لم نشاهد في جوَي سوى النخيل بأصنافها وأنواعها,, فالشوارع كلها نخيل,, والميادين كلها نخيل,, وأمام البيوت والفلل,, والاهالي,, هم الذين يقومون بسقياها ومتابعة أمورها.
** والنخلة كما هو معروف,, كلها بركة,, خضراء طوال الوقت ظل وتمر وفي فترة الخريف يمكن لكل من يمر على بلدة جوي أو يزورها أن يأكل كيفما شاء ثم يرحل دون ان يسأله أحد,, علاوة على أن هذه النخيل التي ملأت الشوارع قد اختيرت بعناية وليست مثل النخيل في بلدان اخرى,, أخذت بشكل عشوائي لا فائدة منها.
** ثالثها,, ان بلدية المجمعة قد قصرت كل نشاطها وهمها على المجمعة فقط,, وإن ظهر منها شيء آخر,, فهو للمدن الكبيرة حولها,, أما القرى الصغيرة فلا نصيب لها سوى انها مضافة مع البلدية.
** لقد وجدت شوارع هذه البلدة الحالمة الجميلة كلها حفرا,, وإن زفلت ربع شارع,, فهو كما يقال إسِم زفلتة .
** فغياب بلدية المجمعة عن هذه البلدة الجميلة ظاهر لكل من يزورها,, وأهل هذه البلدة يشتكون من هذا الغياب الذي طال أمده,, فلعل بلدية المجمعة تلتفت لهذه البلدة ولسائر القرى التابعة لها,, ولا تقصر نشاطها على المدينة نفسها.
** رابعها,, ان هذه القرى والبلدان الصغيرة,, تمتلىء في آخر الاسبوع,, فالمسجد مليء,, والشوارع مليئة,, والحركة نشطة,, والناس تملأ كل مكان,, ومعنى هذا,, أن أهل هذه القرى يعودون لها اسبوعياً,, ويشجع على ذلك,, وجود الماء والكهرباء والهاتف والجوال وسائر الخدمات الاخرى,, كالمستوصفات والمدارس لمن أراد ان يسكن.
** خامسها,, هو كرم وسخاء هؤلاء,, فمتى أردت الكرم والسخاء والمرجلة وعلوم الرجال فابحث عنه عند هؤلاء,.
** لقد غمرنا هؤلاء الرجال بكرمهم ونبلهم وشهامتهم,, لكني اخص بالشكر زميلنا وصديقنا العزيز الاستاذ عثمان العبد الجبار والشيخ ابراهيم حمد العبد الجبار امام جامع جوي وكل من غمرنا بمعروفه وكرمه.
عبد الرحمن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved