بدعوة من عمدة سول,, وتستغرق 4 أيام الأمير سلمان يبدأ زيارة رسمية إلى كوريا اليوم,, يلتقي بالرئيس الكوري ووزير الخارجية السفير الكوري لالجزيرة : زيارة الأمير سلمان امتداد لزيارة سمو ولي العهد التاريخية لسول 600 مليون ريال استثمارات المملكة في كوريا,, و41 مشروعاً تنموياً قيد التنفيذ بالمملكة |
* كتب -عبد الرحمن المصيبيح - صالح الفالح
يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض غداً الأحد زيارة رسمية الى جمهورية كوريا تستغرق أربعة أيام وذلك تلبية لدعوة من عمدة مدينة سول .
وبهذه المناسبة رحبت السفارة الكورية بالرياض باسم الحكومة الكورية والشعب الكوري بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لكوريا واعتبر سعادة سفير جمهورية كوريا لدى المملكة العربية السعودية د, كيم تشونج كي الزيارة بأنها مهمة وفرصة أخرى لتعزيز علاقات الصداقة الوثيقة والتعاون الثنائي بين البلدين الصديقين.
ورأى في حديث خاص لالجزيرة ان زيارة الأمير سلمان الى كوريا تأتي في وقت ملائم للغاية مؤكدا في هذا السياق ان الحاجة أصبحت واضحة الى التوجه بايجاد تعاون استراتيجي بين البلدين,, وأعاد السفير الكوري الى الأذهان الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الى جمهورية كوريا في الفترة من 23 إلى 25 لشهر اكتوبر الماضي بدعوة رسمية من الرئيس الكوري كيم دي جونج والتقى خلالها بعدد كبير من كبار المسؤولين الكوريين,, مؤكدا في هذا الصدد ان هذه الزيارة قد ساعدت وبشكل كبير في دفع وتعميق أواصر الصداقة التقليدية والروابط القائمة بين البلدين,, ولفت الى ان زيارة سمو الأمير سلمان تستحوذ على الأهمية القصوى في انها تأتي في وقت تواجه فيه بلدان تحديات الظروف الاقتصادية الأخيرة التي تجتاح العالم وتعرضها لابتلاءات وفرص غير مسبوقة يستدعي العمل على احتوائها التعاون العميق والمتبادل.
برنامج الزيارة
وابان السفير الكوري أبرز البرنامج المعد لزيارة سمو الأمير سلمان الى مدينة سول وقال سوف يجتمع سموه مع كل من الرئيس الكوري كيم دي جونج حيث سيجري الطرفان محادثات واسعة النطاق تتعلق بجوانب العلاقات بين البلدين كذلك سوف يجتمع سموه مع وزير الخارجية وعمدة سول ومع مسؤولين حكوميين آخرين في كوريا كما سوف يجتمع سمو الأمير سلمان مع كبار رجال الأعمال الكوريين وستتم مناقشة وبحث سبل تطوير ودعم علاقات العمل والتجارة بين البلدين نحو الأفضل.
كوريا شريكا تجاريا للمملكة
واعتبر السفير الكوري ان جمهورية كوريا شريك تجاري رئيسي للمملكة العربية السعودية وهي ثالث اكبر مستورد للبترول الخام من المملكة كما أنها سادس أكبر الدول المصدرة للمملكة وأهم هذه الصادرات المنسوجات والسيارات والملابس الجاهزة والأجهزة الكهربائية,, مشددا في هذا السياق الى أهمية وضرورة التوسع في تنويع مجالات التعاون بين البلدين في سبيل ايجاد شراكة ناضجة وأكثر فعالية.
كوريا ساهمت في تنمية المملكة
وأكد السفير الكوري ان كوريا قد ساهمت وبشكل واضح في تأسيس البنية الأساسية للمملكة,, في فترة السبيعينات والثمانينات من خلال مشاركتها في كثير من مشروعات البناء والتشييد الكبرى كما أسهمت كوريا في التنمية التقنية لشركات البناء السعودي مشيرا الى انه خلال فترة الثمانينات كان هناك أكثر من 150 ألف عامل كوري يعملون بالمملكة بينما هناك حوالي 15 ألف عامل كوري يعملون في شركات البناء الكورية بالمملكة.
41 مشروعا قيد التنفيذ
واشار السفير الكوري الى انه في العام الماضي قد جرى توقيع ثلاثة عقود مع شركات كورية تصل قيمتها الى 330 مليون دولار كما أنه في الوقت الحالي هناك 41 مشروع بناء وتشييد قيد التنفيذ يقوم بها الكوريون في المملكة,, وتصل قيمة هذه المشروعات الى ثلاثة بلايين دولار تقريبا.
المشروعات التي نفذت بالمملكة
وأوضح سفير كوريا ان من أهم المشروعات التي نفذها الكوريون في المملكة أو شاركوا فيها:
- مشروع مبنى وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الدفاع، وزارة المالية والاقتصاد الوطني، الى جانب مشروع مبنى قيادة الحرس الوطني ومؤسسة الملك فيصل الخيرية، وجامعة الملك سعود، ومدينة الملك فهد الطبية، وجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، والميناء الصناعي بالجبيل.
وأبرز السفير الكوري قيمة الاستثمارات السعودية في كوريا موضحا بأنها قد بلغت حوالي 600 مليون دولار بما في ذلك استثمارات شركة أرامكو في معامل تكرير سانج يونج استثمارات سمو الأمير الوليد بن طلال في شركة دايو وهونداي .
أما فيما يتعلق بحجم استثمارات كوريا المباشرة في المملكة في الفترة من عام 1993م وحتى الربع الأول من عام 1997م فقد بلغ 8,2 ملايين دولار، متوقعا ان تزداد قيمة هذه الاستثمارات خصوصا عندما تولي الشركات الكورية اهتماما للاستثمار في المملكة.
اتفاقيات عديدة
وفيما يتعلق بالاتفاقيات بين المملكة وكوريا أوضح سفير كوريا أنه قد جرى توقيع العديد من الاتفاقيات وهي: اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني واتفاقية التعاون الثقافي الى جانب الاتفاقية الخاصة بالخدمات والاتفاقية الخاصة بأنشطة الفريق الطبي الكوري في المملكة.
والاتفاقية الخاصة بالاعفاء المتبادل من الضرائب ورسوم الجمارك في مجال أنشطة مؤسسات النقل الجوي للبلدين.
بداية العلاقات
وتطرق السفير الكوري الى بداية العلاقات السعودية الكورية وأوضح أن أول سفير كوري لدى المملكة قدم أوراق اعتماده في عام 1963م بينما جرى تعيين أول سفير للمملكة في كوريا عام 1967م فيما تم افتتاح أول سفارة كورية دائمة في المملكة في عام 1973م بينما افتتحت المملكة سفارتها الدائمة في سيول عام 1975م بعدها جرى تبادل الزيارات بين البلدين فيما بين القادة وكبار المسؤولين على المستوى الوزاري مشيرا الى ان زيارة الأمير سلمان الى كوريا سوف تخلق أجواء مبشرة بالنجاح لزيارات اخرى على مستوى الوزراء,.
وأعرب السفير الكوري في ختام حديثه لالجزيرة عن أمله بأن يجد سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز في زيارته لكوريا فرصة كبيرة لاكتشاف العادات الغنية والطبيعة الساحرة والموروث الثقافي المتنوع لجمهورية كوريا والشعب الكوري مكررا ترحيبه البالغ باسم الحكومة والشعب الكوري بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض متمنيا لسموه والوفد المرافق له زيارة موفقة ومفيدة وممتعة الى كوريا وان تحقق النجاح المأمول منها.
كما اكد سفير المملكة العربية السعودية في كوريا الاستاذ صالح بن منصور الراجحي ان زيارة سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز لكوريا الجنوبية تدخل في نطاق تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين.
وقال في تصريح ل (الجزيرة): ان زيارة سموه لكوريا تأتي تكملة للزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الامين الى جمهورية كوريا في اكتوبر 98 حيث ان زيارة سموه في هذا الوقت بالذات الذي توشك فيه جمهورية كوريا على الخروج من الضائقة الاقتصادية التي اجتاحت اقتصادها في نوفمبر 97 ستساهم الى حد كبير في دفع عجلة التعاون الاقتصادي والثقافي والرياضي بين البلدين الصديقين الى آفاق جديدة تشهد نموا مطردا لهذه العلاقات بما يحقق مصالح البلدين ويساهم في رفاهية شعبيهما وقال: ان قيادة البلدين تدرك اهمية السير بالعلاقات الى مدى ابعد بحيث يشمل اوجه جديدة للتعاون في جميع المجالات فكما يعلم الجميع انه ليس هناك تنافس بين اقتصادي البلدين بل على العكس هناك الكثير من اوجه التكامل, فكوريا بلد مستورد للطاقة اذ يستورد من المملكة وحدها ما يتجاوز قيمتها السبعة آلاف مليون دولار في السنة وهناك شراكة قائمة بين شركة سانج يونج لتكرير وتوزيع البترول ومشتقاته وشركة ارامكو حيث ان ارامكو تمتلك مانسبته 35% من اسهم شركة سانج يونج منذ 1992م كما ان السوق السعودي هي اكبر واهم اسواق الشرق الاوسط ومنطقة الخليج استيرادا للسلع والمنتجات الكورية مثل السيارات 0 الآلات - الالكترونيات - والنسيج حيث تستورد المملكة ما قيمته الف ومائة مليون دولار من المنتجات الكورية المصنعة كما ان هناك تبادلا واسعا بين البلدين في المجالات الرياضية والشبابية وهناك زيارات متبادلة على مدار العام بين الفرق الرياضية السعودية والكورية.
واضاف يقول ومن ناحية اخرى فان المملكة تطمع في الارتقاء بالعلاقة التجارية القائمة منذ اواخر السبعينات بين البلدين الى علاقات اكثر شمولا وتنوعا بحيث يتم رفع مستوى هذه العلاقات من علاقة بائع بمشتر او مصنع بمستهلك الى علاقة شراكة صناعية استثمارية بعيدة المدى تعتمد على جذب الاستثمارات الكورية الى المملكة بحيث يتحقق للمملكة نقل التكنولوجيا الحديثة وكذلك خلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي حتى يمكن للمملكة ان توسع وتحدث قاعدتها الصناعية وتصبح مركزا متقدما لتصنيع المنتجات الكورية وتسويقها في دول الخليج والشرق الاوسط وشمال وشرق افريقيا بحيث تعود الفائدة على الجانبين الكوري والسعودي نتيجة لهذه المشاركة.
|
|
|