امس الجمعة اعرب وزير خارجية روسيا الاتحادية ايغور ايفانوف عن تحفظاته على قرار رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو اغلاق بيت الشرق في القدس العربية, وهو القرار الذي اعقبه وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي بتعزيز قوات الامن ونشر قوات من الجيش في القدس الشرقية لتكريس قرار نتنياهو.
المؤسف أن تحفظات الوزير الروسي جاءت بعد 24 ساعة على تنفيذ القرار الاسرائيلي اي ان وزير الخارجية الروسي كان يحلق في طائرة مروحية مع نظيره الاسرائيلي ارييل شارون فوق الضفة الغربية المحتلة بينما كانت قوات الجيش والامن تنفذ اغلاق القدس الشرقية باكملها وتحيط المسجد الاقصى المبارك بالجنود!.
ان الوزير الروسي - مع تقديرنا لدور بلاده كشريكة للولايات المتحدة الامريكية في رعاية عملية السلام - لم يفتح الله عليه بكلمة عندما كان يجري تنفيذ قرار نتنياهو يوم الخميس - اول امس-,, ولم يعرف عن تحفظاته على القرار الا بعد ان التقى نتنياهو امس الجمعة، اي بعد ان اصبح اغلاق بيت الشرق واغلاق القدس العربية امراً واقعاً صحبه تحويلها الى ثكنة عسكرية تضج بقعقعة السلاح لارهاب السكان الفلسطينيين في المدينة المحتلة ومنعهم من مجرد التظاهر احتجاجاً على الامر الذي يدل على انه خطوة عملية جديدة لتهويد المدينة في نفس الوقت الذي اجلت فيه محكمة اسرائيل العليا النظر مؤقتا في اتخاذ قرار يجرد سكان القدس العرب من هويتهم المقدسية.
لقد شبعنا حقاً من التصريحات التي تصدر من روس مثلما تصدر من امريكيين وأوروبيين تشجب قرارات اسرائيل التهويدية للاراضي الفلسطينية اذ انها لا تصدر دائماً الا بعد ان تقع الفأس في الرأس كما يقول المثل!.
وحين يطالب العرب الروس أو الامريكيين او الاوروبيين باتخاذ موقف حازم يرغم اسرائيل على الكف عن مثل هذه الاعمال التي تتعارض مع كافة قرارات الشرعية الدولية,, يحدث التماطل والمراوغة واحياناً الرفض الصريح لادانة اسرائيل او اجبارها على التراجع عن سياسة الضم والتهويد في الاراضي المحتلة.
ونخشى ان نقول ان الخطوة الاسرائيلية الاخيرة في القدس الشرقية تشكل اخطر تهديد لعروبتها,, واخطر تهديد لسلامة المسجد الاقصى المبارك ما لم يهب العرب والمسلمون هبة رجل واحد لمواجهة هذا الخطر الاسرائيلي، بل الصهيوني.
الجزيرة