نظرت إلي وعينها تستعبر
ولسانها بسؤالها يتعثر
أتحب نفسك أم تراك تحبني
أم أنت من فرط الهوى لا تشعر؟
عن سر حبك قد سألتك مرة
فسكتّ هل هذا السؤال محير؟
فرنوت في ولهٍ إليها قائلا
هلاّ أجبتِ فأنت مني أقدر
ملك الغرام عليّ كل جوارحي
فأنا بحبك - قد علمت - مسيّر
لا يملك المفتون عصمة نفسه
فحبيبه دوما عليه مسيطر
وإذا العيون همَت تزايد سحرها
من ذا الذي بجمالها لا يسحر؟!
ياظبية ذعرت أمام كناسها
وبقربها رشأ إليه تنظر
فطفقت نحوهما أصوّب ناظري
وعجزتُ عن فيض الشعور أعبّر
وبقيت مبهورا أسير جمالها
ومن الذي من حسنها لا يبهر
فرح النسيم بها وهفهف شعرها
فهفا الى وجناتها يستشعر
وتأود الغصن الرطيب حفاوة
لما رآها وانبرى يتكسر
وتضوعت طيبا يروعك نشره
فالورد من أعطافها يتعطر
طرب اليراع وراح يكتب مبدعا
ولما رآه من الجمال يصور
لكنه، مهما يحاول، عاجز
وبوصف هذا الحسن فهو مقصر
فأعاده لما تبين عجزه
والعجز في أمر كهذا يُعذر
ولقد تذكر، والذهول يلفه،
حدثا جميلا كل عام يُذكر
هو يوم مولدها فقال مهنئاً
يوم سعيد بالهنا يتكرر
فتكلمت وتلعثمت وتبسمت
وأتت إليه بدلّها تتبختر
ورمته من فرط الدلال بنظرة
وبنبرة الإغراء قالت: تشكر
وتصافحا وبدا على وجهيهما
أثر البشاشة والسرور يبشر
فأحس بالدفء اللذيذ يدب في
أعماقه وعلى الشعور يسيطر
وإذا هما يتغنيان بنغمة
سحرية في السامعين تؤثر
وكلاهما نطقا بصوت واحد
يامنية المشتاق حبي أكبر