* تحقيق:عبيد العتيبي
شهدت مدينة الرياض في السنوات الاخيرة انتشارا واسعا وكبيرا في الاسواق والمجمعات التجارية ولكن ان يكون هناك سوق تجاري يقع بين مدرستين للبنين في المرحلتين الثانوية والمتوسطة ويطل من الغرب والشرق على شارعين رئيسيين في نفس الحي الذي يخطط لان ينشأ فيه فهذا قد يخرجه من المشاريع التجارية المدروسة بشكل كامل ويحتاج الى اعادة نظر,, وفي احد احياء مدينة الرياض بدأت اقامة هذا المشروع التجاري والذي قوبل من اغلب سكان الحي بعدم الرضا بسبب الموقع الذي سينشأ فيه ومن خلال هذا التحقيق سنتعرف على آرائهم وما هي وجهة نظرهم:
في البدء تحدث المواطن محمد العيدان وقال: لقد كانت الارض مرفقا عاما والان تحولت الى مرفق تجاري اما كيف حصل فلا ندري؟! كما ان وجود السوق في مثل هذا الموقع وبين المدارس الثانوية والمتوسطة والثانوية التجارية ومدارس الشفاء الاهلية تسبب في ازعاج لنا من حيث وقوف الطلاب عند ابواب الكراجات وبالتالي لا نستطيع ان نخرج الى اعمالنا فنضطر الى اخذ سيارة الليموزين لتوصلنا الى اعمالنا,, علما بأن عدد الطلاب تقريبا 4000 طالب ولا ننسى ان السوق بعد انشائه سيحتاج الى مواقف للمتسوقين فهل يا ترى وضع هذا في الحسبان؟
واضاف لا علاقة لنا في اقامة المشروع ولكن هل توضع مواقف تعمل على حل هذه المشكلة بحيث توضع مواقف اسفل السوق,, وبشكل عام فان وجود السوق في هذا المكان قد يسبب مضايقات وازعاجا لاهل الحي.
المصلحة العامة مقدمة على الخاصة
وحول هذا الموضوع تحدث المواطن سليمان بن عبدالعزيز المنصور فقال: لا مانع من اقامة اي مشروع تجاري سواء في هذا المكان أو في غيره ولكن هناك سؤال لابد ان يجاب عليه وهو هل ستوفر المواقف الكافية وذلك يكون بالقيام بدراسة جيدة للتنسيق بين السوق وبين المواقف مع النظر الى ما يجاور السوق من الاحياء هل سيسبب لها ضررا ام لا؟ كما ان الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان والواضحة مثل الشمس ان اي عمل يبنى على العشوائية فستكون نهايته الفشل,, والتوفيق بيد الله اضف الى ذلك أنه سوف يكون هناك مواسم تجارية كالشراء قبل الاعياد فهل جعل في الدراسة حل مشكلة مواقفها وركز المنصور على نقطة مهمة فقال: يجب ألّا تقدم المصلحة الخاصة على العامة اي لا يغلب الجانب المادي على الانساني.
وقال ابراهيم بن صالح المجلي: قد لا اكون من القريبين جدا من السوق الجديد (سوق العقارية) ولكن اذا كان وجوده فيه خير فان الله سيسمح امره اما اذا كان غير ذلك فالله يكفينا شره ولكن ارى أن المدارس تحيط به وكان الطلاب يستفيدون من ارضه للوقوف فيها وايضا فانه على شارعين عامين وضيقين وهذا قد يسبب ازدحاما في اوقات غير اوقات الذروة,, وسؤالي الذي اوجهه الى ادارة التعليم والبلدية كيف سمح بانشاء مشروع تجاري هنا؟
بوجود المواقف سيخدم السوق الحي
واما المواطن سامي سليمان الهويش فيقول: من وجهة نظري الشخصية ان انتشار الاسواق يوحي بنوع من التطور والازدهار الاقتصادي وهي خطوة جيدة واملي ان يلتفت التجار ورجال الاعمال الى حي الشفا لاقامة المشاريع التجارية الناجحة والمدروسة وعن (سوق العقارية) فأقول: قد يكون موقعه سلبيا لضيق الشوارع التي يطل عليها وهي تعتبر مداخل لحي الشفا وحي بدر وهو شارع 25 تقريبا وهذا سيسبب ازدحاما شديدا بلا شك.
وقال: قد يخدم هذا السوق الحي ولكن لو توفرت فيه المواقف الكافية له ولمن حوله من المدارس.
50% من الطلاب يملكون سيارات
وادلى الاستاذ عبدالكريم بن عبدالرحمن الرويشد بدلوه حول ذلك فقال: تعتبر هذه الارض التي اقيم عليها المشروع هي المتنفس الوحيد لطلاب المرحلة الثانوية وايضا طلاب المرحلة المتوسطة المجاورة لها كما ان طلاب المدرسة الثانوية يصل عددهم قرابة 1040 طالبا واكثر من 50% يملكون سيارات,, وبالتالي يحتاجون مواقف ,,اما ضرر انشاء مثل هذه المشاريع التجارية فقال الرويشد: ان هذا السوق يطل على شوارع رئيسية وسريعة ولا تحتمل ان يقام عليها اي مشروع تجاري كبير كالسوق هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان بعض الطلاب ليسوا من سكان حي الشفاء فيضطر الى التأخير في الصباح فعندما يصل الى المدرسة ولكي يتمكن من اللحاق بالحصة الاولى لا يكون امامه الا ان يوقف سيارة في أي مكان حتى ولو كان امام باب كراج احد من جيران المدرسة.
كما اكد الشاب عثمان عبدالله العثيم ان ما تشهده مدينة الرياض من انتشار واسع للكثير من الاسواق والمجمعات التجارية والتي تعتبر من اكبر واحدث المجمعات على مستوى المملكة بل وفي الشرق الاوسط يلزم معه تحديد الموقع المناسب وهذا مهم جدا ويخضع لعدة اعتبارات حيث اننا نرى في الاونة الاخيرة كثرة في انتشار هذه المجمعات سواء داخل او خارج الاحياء السكنية ولكن هل هناك احتياج فعلي لسكان الحي المجاور له ولعل ما دعاني الى التركيز على هذه النقطة هو انشاء مركز عقارية الشفاء بحي الشفاء الذي يعتبر من الاحياء الكبيرة من حيث السكان والمساحة لذا فان وجوده في هذا الموقع له عدة سلبيات اهمها: كيف اختارت الادارة هذا الموقع غير الصالح لاقامة سوق تجاري يحمل اسما عريقا حيث انه يحده شارعان رئيسيان من الغرب والشرق ولا تمضي خمس ثوان الا وتجوبه مئات السيارات والشاحنات.
اضف الى ذلك وجود ثلاث مدارس حوله ثانوية ومتوسطة حي الشفاء التي تزدحم بالطلاب ليلا ونهارا وسياراتهم تصل الى ما يقارب الالف سيارة وبالتالي سيضطر الطلاب الى ايقاف سياراتهم امام منازل الجيران القريبين من المدرسة او على الارصفة كما حصل من البعض.
ويواصل العثيم حديثه متسائلا عن فائدة ما يسمى بدراسة الجدوى الاقتصادية اذا لم تكشف للمستثمر مثل تلك السلبيات أم ان البعض من المستثمرين يبحث فقط عن اي موقع وهذا طبعا خطأ وهناك سؤال آخر يوجهه الى امانة مدينة الرياض حول اعطاء تصاريح لمثل هذه المواقع بانشاء سوق تجاري وهل حي الشفا يحتاج لذلك نتمنى ان نكون مخطئين في تساؤلاتنا حول مدى نجاح موقع هذا المشروع والله من وراء القصد.
ويضيف المواطن عبدالله فهد الحذيفي ان الرزق على الله وما يضايق الجيران هو هل ستوضع مواقف كافية لمرتادي هذا السوق وايضا وقوف الطلاب في هذه المواقف وهذا احتمال كبير وقال: كيف سيتصرف هذا المستثمر لو ان احد افراد العائلة كان مريضا لا قدر الله واراد الذهاب به الى المستشفى وتفاجأ بوجود سيارة امام باب الكراج لاحد الطلاب؟ وهذا ما حصل معي عندما اردت الذهاب بالوالدة - ابقاها الله - الى المستشفى ومما اراه والكثير من الجيران الشارع الغربي والشرقي للتسوق هل يسمح بقيام مشروع تجاري قد يتسبب في تعطيل حركة السير علما بأن ضرره سيكون على المستثمر حيث ان الطلاب في الصباح سيوقفون سياراتهم فيها ولكن الزبائن اين سيوقفون سياراتهم وهل سيوقفونها في اي مكان بشكل غير منتظم او امام مداخل سيارات الجيران وهذا ما نخشاه.
|