Saturday 24th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 8 محرم


أما بعد
ماذا نريد من الإنترنت؟!

قبل سنوات من الآن كان امتلاك جهاز الكمبيوتر مقصورا على الطبقات الارستقراطية في العالم العربي,, وكان مجرد سماع احدنا لاسم كمبيوتر يتبادر الى أذهاننا اننا امام لغز وطلاسم ليس بامكان أي منا حلها وفهمها.
وما هي إلا سنوات حتى اصبح هذا الجهاز في متناول الجميع صغارا وكبارا وهبطت اسعاره بشكل يوحي باستغلال كبير وقع ضحيته السابقون ممن اقتنوا الجهاز في السابق, مما جعل البعض يتريث في اقتناء مثل هذه الأجهزة لانها حتما ستصل الى أقل سعر لها بعد سنوات وهذا ماحدث فعلا في عموم الأجهزة المستحدثة كالدش والجوالات والبياجر وملحقاتها.
هذه الأجهزة اوقعت أولياء الأمور في حرج شديد وخصوصا كبار السن منهم فهم لا يعرفون كل أسرارها!! وليس من المنطق الوقوف امامها بسلبية تتمثل بمنعها عن اولادهم في المنازل وهم قابعون امامها بالساعات في استراحاتهم ومقاهيهم مما حدا بكثير من المثقفين الى ملاحقة هذه الأجهزة في محاولة منهم لفهم اسرارها وتسخيرها للفائدة بدلا من نظرة بعض القاصرين إليها.
وبما ان العالم قد تحول بسرعة الى قرية كونية فنحن لسنا بمعزل عن العالم, وما يوجد في بلاد مجاورة حتما سيوجد عندنا بعد لحظات بشكل او بآخر.
في بلاد كثيرة مثل لبنان وبلاد المغرب العربي وبعض بلدان الخليج وصلت قيمة الاشتراك عبر شبكة الانترنت الى أسعار زهيدة,, وهذه الأسعار الزهيدة ستكون هي أسعار الاشتراك في الشبكة في بلادنا بعد سنوات قليلة تماما كما كان من أمر الدش والكمبيوتر والهواتف بأنواعها!! لذلك ستكون الانترنت ضيفا دائما في معظم البيوت السعودية بعد سنوات وربما اشهر قليلة قبل ايام وافقت أمانة جدة على افتتاح مقاهي للانترنت في جدة, والآن يوجد العديد من المقاهي لهذه الخدمة في الرياض.
ومن حيث المبدأ فهذه المقاهي نقلة نوعية للحضارة والثقافة في بلادنا والتي تراقب هذه المقاهي وتضع لها ضوابط إسلامية وأخلاقية معينة والمقاهي من ناحية اخرى تجارة مربحة لهؤلاء!!
ولكن يبقى بعض الشباب- وهم الشريحة الأكبر التي نستفيد منها- محدودة النظرة!! فيقضي ساعاته الطوال امام شاشات الكمبيوتر بدون أي طائل بحثا عن المواقع الممنوعة، وإنني أتساءل باستغراب هل سيجد هؤلاء الباحثون عن هذه المواقع شيئا آخر غير ما وجدوه في الدشوش التي تملأ استراحاتهم وملاحقهم في المنزل؟
لماذا يلجأ بعض الشباب والكبار للأسف لمثل هذه الممارسات والتي اعطت فكرة سيئة عن هذه الخدمة العالمية وحرمتهم الاستفادة من كنز معلومات ومعارف وخدمات توفر الوقت والجهد والبحث!
لا نلوم أولياء الأمور والحال كذلك من موقفهم الرافض لهذه الخدمة لأن أهل مكة أعرف بشعابها كما يقول المثل، يعرفون ان اولادهم سيلهثون خلف موقع (مونيكا) ومن هن على شاكلتها!! قبل ان نسمح بدخول هذه الخدمة المتطورة لبيوتنا يجب ان نسأل أنفسنا سؤال:
ماذا نريد من الانترنت؟!
منيف خضير الضوّي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved