Thursday 22nd April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 6 محرم


أضواء
,, والقضية الفلسطينية يمكن أن تستفيد من النظام الدولي الجديد,,!!

استكمالا لما بدأناه في الحلقات الماضية عن كيفية استثمار الدول العربية لما تمتلكه من مقومات توازن وقوى استراتيجية ومخزون اقتصادي وتجاري للتواؤم مع النظام الدولي الجديد,, وبعد الحديث عن الحالة الليبية وامكانية تحقيق ما تم من معالجة واستثمار جيد للمقومات العربية لايجاد حل مرضٍ لمسألة الجنوب السوداني ,, نستكمل في هذه الحلقة,, التي هي بمثابة )ملحق( لما عنوناه ب)مدخل لفهم عربي لمسارات النظام الدولي الجديد(,, والحديث هذه المرة عن القضية الفلسطينية,, وأول ما يتبادر للذهن: هل استفادت القيادة الفلسطينية مما حصل من متغيرات دولية,,,؟!!
في البداية لابد من الاشارة الى ان الكثيرسوف يسارع للقول بأن الفلسطينيين قد خسروا الكثير من غياب وتلاشي الاتحاد السوفياتي الذي كان اكثر المساندين للكفاح الفلسطيني,,!! ورغم ان هذا القول مبالغ فيه فالسوفيت كانوا يساندون الفلسطينيين وغيرهم ضمن سياق دعم حركات التحرير وفق استراتيجية أو ايدلوجية جانب كبير منها يتعلق بصراعها للقوة الدولية العظمى المضادة وبتبسيط اكثر يمكن القول ان كل من يعادي امريكا يدعمه السوفيت,, والعكس صحيح فالامريكان دعموا الافغان ليس حبا للجهاد,, او دعما لحركة تحرير,, ولكن ماذا تحقق في النهاية؟
ظل السوفيت يدعمون الفلسطينيين سياسيا وحتى في تسريب بعض الاسلحة وتدريب الفلسطينيين الا انهم كانوا ايضا يمدون الكيان الاسرائيلي بمئات الألوف من اليهود السوفيت ولهم خطوط حمراء سياسية لم يتجاوزوها في دعمهم للفلسطينيين,
خلاصة القول: لم يكن متوقعا من السوفيت او غيرهم ان يحرروا فلسطين ويقدموها لشعبها, والقول يصح ايضا بأنه لا يتوقع ايضا ان ينجز الامريكيون هدف اقامة الدولة الفلسطينية ويقدموها هدية لياسر عرفات والقيادة الفلسطينية,,!!
ما العمل اذن,,؟
الاجابة هنا تقودنا الى استثمار المتغيرات الدولية والامكانيات الذاتية والقومية، وحتى الآن تتعامل القيادة الفلسطينية وفق ما هو متاح لها وضمن امكانياتها الدولية وبمقدار ما يقدم لها من دعم سياسي عربي واسلامي ودولي,, وضمن هذا المتاح والامكانيات اوجدت لها )موقعا( تسعى الى تطويره وتوسيعه وصولا الى الهدف المنشود المتمثل في اقامة الدولة الفلسطينية,, وبرأيي المتواضع ان الدولة الفلسطينية ستقام لا محالة وان لم تكن بمستوى الآمال والطموحات الفلسطينية والعربية الا ان مواصلة التفاعل مع المتغيرات والاستثمار الدائم للإمكانيات والقوى الذاتية والاقليمية وبالذات العربية والاسلامية,, والقراءة المتمعنة لما يستجد من متغيرات دون اغفال الاسباب كفيل - ان شاء الله - بالاقتراب اكثرمن الأهداف,
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved