من الأعماق الهزيمة ,, والإنجاز!! أحمد المطرودي |
صرخ احد الجماهير الرائدية بعد سماع خسارة فريقه من الهلالية بثمانية اهداف ليتهم لم يصعدوا,, فقد اذلونا!! نعم ليت الرائد لم يحقق الصعود وحافظ لاعبوه على كرامة وسمعة ناديهم التي اصبحت ملطشة لكل من هب ودب,, لقد تحدثت عن اوضاع نادي الرائد واكدت ان المشكلة ليست بالعطاء الفني لافراده,, بل هي العقول التي تدير النادي,, او المقربون منه,, او اللاعبون,, للأسف في الرائد عينات مريضة لاتفكر في كيفية تحقيق شيء لناديهم بقدر مايهمها مصلحتها فقط,, واحد يريد الاستفادة المادية من خلال اشرافه على الفريق الاول,, وآخر يريد مزيداً من الشهرة والاضواء ومعرفة الناس وآخر يريد ان يحقق لنفسه هدفاً اجتماعياً من خلال النادي,, اما اللاعبون فجزء كبير منهم يفكرون بعقلية متأخره جداً هدفهم الاساسي هو كيفية الحصول على اكبر مبلغ مالي,, اما البحث عن سمعة الفريق وتحقيق انجازات له فهي آخر اهدافهم,.
الفكر المريض للأسف اصبح سمة تميزبها منسوبو النادي وعلى مر التاريخ كان الرائد يعاني من هذه الاشكالية,, ابتداء من الادارات التي كانت تلعب بسمعة النادي من اجل الحصول على جائزة اللعب النظيف وبالفعل حصلوا عليها,, لكنهم مع ذلك حصلوا على جائزة اكبر نسبة اهداف تهز شباكهم,, ادارات اخرى بحثت عن سمعتها على حساب النادي وكل بدأ يحارب الآخر من اجل الجلوس على كرسي الرئاسة حتى اصبحت الانقسامات هي الامر البارز الذي يهدد اركان النادي وهؤلاء الكل يعرفهم وماذا فعلوا بتاريخ النادي وليس هناك مجال لتفصيل ممارساتهم فقد عرفها الجميع!!
للأسف لم يعد هناك شخص في النادي الا القليل سواء من اللاعبين او الاداريين من بحث عن سمعة فريقه وتطوره! ,.
رئيس النادي ابراهيم الربدي قدم الكثير من الجهودو تحمل اعباء كبيرة لايمكن تجاهلهالكنه وقع بأخطاء فادحة لعل من ابرزها انه سمع آراء بعض الجهلة لذين يحضرون الى النادي ويملون افكارهم وسمومهم الخاطئة ولأن الربدي شخص (قابل للإيحاء) فقد صدق مايقولون وايدهم حتى راح النادي ضحية لهذه الافكار!!
ومن هذه الافكار التي صدقها الربدي,, ان الصعود انجاز يكفي فخراً وان الاستمرار في مسابقة كأس ولي العهد خطأ لانه يسبب الارهاق والاصابات ولذلك اخطأ الربدي في عدم حضوره مباراة الحزم وعدم اهتمامه وابلاغه للمدرب وللأجانب بأنهم سيسافرون فور خروج الفريق من كأس ولي العهد بمعنى ان المدرب والاجانب سيتعمدون الخسارة ليذهبوا الى اهاليهم!! الخطأ الآخر الذي وقع فيه الربدي حينما سمع كلام الذين يدعون الفهم,, بأن الخروج ايضاً من مسابقة الملك عبدالعزيز خير وسيلة لتجهيز الفريق واراحة النجوم وإعدادهم اعداداً مناسباً للدوري القادم وايضاً عدم مواجهة التعاون حتى لايفسد التعاون نشوة الصعود وتصريحاتك القوية في رمضان وصدّق الربدي ذلك وكرر مقولته الشهيرة الحي لايلاقي الميت وهذا خطأ ايضاً ارتكبه الربدي,, فالخسارة من التعاون بأي نتيجة ليست عيباً لان التعاون ناد كبير بنجومه وجماهيره وحضوره الاعلامي وهو الفريق الذي سبق له الفوز على الرائد,, لكن الخسارة من الهلالية هي العيب فهو ناد بدون تاريخ او طموح او حتى انجاز!! فكيف يقبل الربدي ولاعبوه الخسارة من الهلالية درجة ثالثة ويرفضونها من التعاون صاحب اكبر انجاز قصيمي الوصول للنهائي وبطل كأس الاتحاد ودرع الدرجة الاولى والذي سبق له الفوز على فطاحلة الممتاز,, النصر والاهلي والاخير هزمه بالاربعة والاتفاق ,, الخ,, صدقوني ان مقابلة التعاون والخسارة منه ليست عيباً هذا اذا افترضنا ان الرائد سيخسر من التعاون لكن عوامل فوز الرائد كبيرة جداً لو وفق المسئولون فيه إلى استغلالها ومنها,, اولاً: الرائد لم يرحّل اجانبه وهذه فرصة لان الفريق سيواجه التعاون بالأجانب بينما يفتقد التعاون لأجانبه!!
ثانياً: ان الفريق التعاوني يعاني من نقص كبير في صفوفه .
ثالثاً: ان معنويات الرائد افضل بكثير من التعاون,, فالرائد حقق الصعود بينما التعاون كاد ان يهبط,, وهنا فارق في الروح المعنوية!!
رابعاً: ان آخر لقاء حقق فيه الرائد الفوز على التعاون مما يعني ان لاعبيه سيدخلون بنشوة الفوز ويحققونه!!
خامساً: ان لقاءات الفريقين لاتحكمها مقاييس فنية وبالتالي فإن الغلبة ستكون للجاهز نفسياً,, والرائد الاكثر جاهزية لملاقاة التعاون وتحقيق الفوز عليه,.
للأسف لقد سقطت الادارة الرائدية ولم تحسن التعامل بينما تفوقت الادارة التعاونية بقيادة الربان الماهر احمد النصار الذي أثبت ما يملكه من قدرات ادارية فذة,, وبالمناسبة,, فإن التفريط بالنصار خطأ يرتكبه التعاونيون لانه شخص ديمقراطي اتاح للجميع العمل في بوتقة واحدة بعيداً عن الأغراض الشخصية!!
وعقب هذه الاخفاقات الادارية المتكررة لابد من اعادة الحسابات فالادارة سقطت ثلاث مرات دون ان تحاسب نفسها,,
في البداية حينما لم تحسن ادارة الربدي التعامل مع لقاء احد وخسارة الدرع والثاني حينما اخرج الفريق قسراً من كأس ولي العهد والأخير حينما اتخمت شباك الفريق بثمانية من فريق في الدرجة الثالثة!!
ولعل ايضاً من ابرز اخطاء الربدي معاملته لاعبي الفريق معاملة مميزة وهم الذين لم يتعودوا حتى في منازلهم ذلك الدلال!! .
وعندما يعطي الانسان اكبر من امكاناته وحجمه سوف تنقلب الموازين فالمفروض ان الفريق لايسكن في فنادق بل الاكتفاء ببيوت الشباب,, لان كثيراً من اللاعبين لم يتعودوا السكن الفاخر وبالتالي ظهور اعراض غريبة في شخصيتهم تؤثر على ادائهم في الملعب وتعاملهم مع منسوبي النادي وجماهيره!!
ايضاً اقالة اداري الفريق ابراهيم العقيل المتسبب الاكبر في الخسارة الثقيلة من الهلالية والبحث عن اداري عمره الزمني اكبر من اللاعبين ومتميز بالثقافة والتعليم والنضج والعقلانية والاهم ان يكون مخلصاً لناديه,, ولم يحضر من اجل اشخاص او مصالح ذاتيه او خلافه!!
كما يجب على الربدي اختيار العناصر المؤهلة التي يستقي منها الافكار والمشاريع والمخططات,, فالصعود ليس هو علاج المشكلة الرائدية وان كان هدفا لاصحاب النظرة القصيرة والمتسعجلة، البناء للمستقبل اهم من انجاز الصعود,, فالطالب الذي ينجح كل سنة دون تفوق افضل بكثير من طالب يحصل على الترتيب الاول في السنة الاولى ويعيد السنة في التي تليها!! وللامانة والحق فان ادارة عبدالله المبارك مما وقعت به من اخطاء تمكنت من وضع لبنات البناء لكن للاسف فان العقول المريضة والمستعجلة لم تتح له الفرصة رغم انه تسلّم النادي خلال موسمين فقط موسم نافس به على الصعود وآخر هدد الفريق بالهبوط ورغم ذلك قام بجلب ابرز اللاعبين السعوديين والاجانب,, فقد احضرت الادارة المباركية محمد السلال لاعب المنتخب الاول الآن,, واحمد غانم ومحمد الثويني وفارس العمري ومن الاجانب علي مال ابرز لاعبي الدرجة الاولى و ابراهيم فال ,, والآن الرائد يحقق الصعود هناك سؤال عريض,, هل تمكنت ادارة الربدي من وضع لبنة بناء واحدة بتسجيل لاعب جديد في صفوف الفريق,, ام ان الربدي مقتنع بأنصاف لاعبيه الذين سيمثلونه في الاضواء,, المستقبل الرائدي مظلم ولا أحد يمكنه التنؤ بمصير هذا النادي العريق!!
النقد المتأخر!!
-لا ادري لماذا لانتحدث عن الاخطاء قبل وقوع النتائج لماذا نصر على كتابة عبارات المديح والثناء وعندما يقع الفاس بالرأس يبدأ الجميع بشن حملاتهم وانتقاداتهم بعد ان يطيح الجمل,, والمفروض ان تجهز السكاكين قبل ان يطيح الجمل وهنا تكمن الشجاعة والقوة والقدرة,, للاسف الشديد ان الهلال كان يعاني من خلل في تركيبة الفريق منذ مسابقة كأس الاتحاد وقد لايتذكر البعض ان الهلال حصل على مركز متأخر في مجموعته اثناء كأس الاتحاد ولعب الدوري وهو يعاني من اخطاء تدريبية وادارية وايضاً تساهل من قبل افراد الفريق,, ولان النتائج تغطي المستور فلم يتحدث الا القليل من الزملاء عن هذه المشاكل وبالذات بعد اخفاق العين!! وقد اعجبني رأي الزميل عبدالعزيز الهدلق في زاويته حينما اشار الى ان الخطأ لايجب ان يتحمله الزياني لانه قاد الهلال وفق امكاناته وقدراته لكن المسئولية تقع على من وضع الزياني في قيادة هذه المهمة الشاقة,.
وقد يعتقد البعض اننا حينما نتحدث عن الزياني وعدم قدرته على قيادة الهلال ,, فاننا نقيسها من خلال النظرة الى مستواه التدريبي فقط، وشخصياً ادرك ان هناك كثيرا من المدربين الاجانب الذين حضروا للهلال وغيره ونجحوا في التدريب رغم امكاناتهم القليلة,, ولكن مايحصل للزياني مع الهلال ليس لانه لايملك القدرات التدريبية الفائقة فقط,, بل لان هناك من لاعبي الفريق من يتعامل مع الزياني بالمثل العربي الشهير مزمار الحي لايطرب ,, وهو ما جعل وضع الزياني اصعب بكثير من المدربين الذين حضروا لتدريب لاعبي الهلال واطربوا لانهم فقط لم يكونو من الحي الهلالي!!
والمشكلة التي واجهت الزياني تواجه كثيراً من شبابنا في كثير من المجالات لانهم يواجهون نفس مصير الزياني,, ولست هنا اريد ان أؤكد ان الزياني يملك القدرات التدريبية الفائقة,, لكنني أؤمن كثيراً بأن الزياني بأخطائه وعدم قدرته على رسم تكتيك يتلاءم مع القدرات العالية للاعبين لم يكن هو السبب الرئيسي للخسارة,, فالزياني قاد الهلال واوصله للنهائي,, ولم يبقى سوى ان يحقق الفريق الفوز في مباراة واحدة,, ويكون الزياني قائد الابطال وهو صاحب الخطط والتكتيك والمبدع,.
اننا حينما نتحدث عن خسارة الهلال لانجاز جديد كان اقرب الفرق لتحقيقه لم يكن الزياني سبباً قوياً في الخسارة حتى وهو يتخبط في الخطه والاعداد والتشكيل والتغيير لان نجوم الهلال بامكانهم الفوز حتى بدون خطة,, لو لعبوا بروح الهلال المعروفة لكنهم للاسف هبطوا لارض الملعب بتثاقل وتكاسل وكأنهم يؤدون لقاءً ودياً اوعلى الاقل لقاء هامشياً لايغير او يؤثر في مسيرة الفريق,, نعم الزياني لم يكن مؤهلاً لتدريب الهلال من نواح كثيرة ولكن هل كان ذلك هو سبب خسارة الهلال للكأس؟ لماذا لانتحدث عن ممارسات بعض افراد الفريق وخاصة الكابتن,,, وايضاً هبوط مستوى كثير من اللاعبين دون معرفة الأسباب.
ولعل الشحن المعنوي الزائد الذي تحول الى غرور احد ابرز الاسباب فاللاعب الهلالي دائماً ماينظر الى لاعبي الخصم بأنهم اقل منه في المستوى وبالتالي لايمكن ان يؤدي المجهود الكبير في مطاردة الكرة مما يقلل من عطائه وفي المقابل تجد لاعبي الفرق الاخرى يضاعفون جهودهم امام الهلال فتأتي الامور عكسية على الفريق,, وجانب آخر ان لاعبي الهلال ايضاً ينظرون إلى فريقهم على أنه هو الافضل دائماً وهو الذي يجب ان يهاجم وبالتالي الاندفاع للهجوم وترك الدفاع بينما الخصم على العكس يغلق الدفاع ويعتمد على الهجمات المرتده والنتيجة خسارة هلالية,, والذين تابعوا المباراة يلاحظون ذلك جيداً فكان افراد الفريق الهلالي يركضون تجاه المرمى الشبابي باندفاع بينماالشبابيون اغلقوا منافذ دفاعهم واعتمدوا على الهجمات المرتدة السريعة مستغلين سرعة الشيحان ومرزوق وعن طريق هذه المرتدات سجلوا هدفهم وكادوا أن يضيفوا هدفاً آخر (ولقد ذكرت ذلك خلال تحليلي قبل المباراة!!)
بل الادهى من ذلك ان لاعبي الهلال ليست لديهم القابلية لمراقبة الخصم مما يترك له المجال في التحرك لسهولة,.
والهلال الآن بحاجة الى عودته الى أدائه المعروف عنه السهل الممتنع المعتمد على صعوبة الاختراق للحواجز الدفاعية مع جمالية الاداء!! .
|
|
|